23-سبتمبر-2024
اجتياح لبنان

البناء الذي استهدفته الغارة الإسرائيلية في الضاحية الجنوبية لبيروت (رويترز)

شن جيش الاحتلال غارة جوية استهدفت منطقة بئر العبد في الضاحية الجنوبية لبيروت، اليوم الإثنين، في الوقت الذي طال القصف الجوي مختلف مدن وبلدات بدءًا من جنوب لبنان وصولًا إلى شرقه، فيما دوت صفارات الإنذار وسط مدينة حيفا في شمال الأراضي المحتلة لأول مرة منذ عام 2006.

وقالت بيانات وزارة الصحة، إن عدد الشهداء جراء العدوان الإسرائيلي على مختلف المناطق اللبنانية ارتفع إلى 356 شهيدًا، بينهم 42 طفلًا و42 امرأة، مشيرًا إلى أن ثمة شهداء لا يزالون مجهولي الهوية، مضيفًا أن عدد الجرحى ارتفع إلى 1246 جريحًا وجريحة، في حصيلة غير نهائية.

الاحتلال يستهدف بناءً في الضاحية الجنوبية

وفي التفاصيل، قال جيش الاحتلال في بيان إنه "نفذ ضربة محددة الهدف في بيروت"، فيما نقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن مصدر في "حزب الله"، أن الغارة "استهدفت قائد جبهة الجنوب حاليًا في حزب الله، علي كركي، الذي يعد الرجل الثالث عسكريًا في الحزب بعد القياديين فؤاد شكر، وإبراهيم عقيل" اللذين اغتالهما الاحتلال بغارات مماثلة.

نفى "حزب الله" في بيان ما تداولته التقارير عن اغتيال القيادي العسكري البارز، علي كركي، مؤكدًا أنه "في ‏كامل صحته وعافيته وقد انتقل إلى مكان آمن"

ونفى "حزب الله" في بيان ما تداولته التقارير عن اغتيال القيادي العسكري البارز، وقال "تعليقًا على ادعاءات العدو الصهيوني باغتيال الأخ المجاهد، ‏علي كركي، فإننا نؤكد أن الأخ العزيز المجاهد ‏القائد ‏الحاج، علي كركي، بخير وهو بحول الله تعالى في ‏كامل صحته وعافيته وقد انتقل إلى مكان آمن". ‏

وقال مصدر أمني لموقع "العربي الجديد"، إن "هناك إصابات من جراء العدوان على الضاحية الجنوبية لبيروت لكن لا إحصاء رسمي نهائي بعد"، وأكد المصدر الأمني "لا شهداء حتى الساعة (لحظة إعداد التقرير) في العدوان الإسرائيلي على الضاحية الجنوبية لبيروت".

إلى ذلك، قال المتحدث باسم جيش الاحتلال، دانيال هاغاري، إن قوات الاحتلال قصفت أكثر من 1300 هدف في لبنان باستخدام أكثر من 1400 من الذخائر"، وأضاف هاغاري في مؤتمر صحفي، اليوم الإثنين، إن حكومة الاحتلال أعلنت حالة الطوارئ في جميع أنحاء "إسرائيل"، وهو ما يعني أن حالة الطوارئ ستطبق على بلدة المطلة في شمال الأراضي المحتلة وصولًا إلى مدينة إيلات في جنوب الأراضي المحتلة.

وكان وزير الصحة اللبناني قد شدد في مؤتمر صحفي، اليوم الإثنين، على أن "الأرقام التي تسجل غير مسبوقة، حيث إن عدد الجرحى في حرب تموز (يوليو) بلغ عشرة آلاف جريح، في حين أن عدد الجرحى خلال أقل من أسبوع خلال الأيام الأخيرة قارب خمسة آلاف جريح، وهو ما يظهر التوحش والعدوانية التي يتصرف بها العدو الصهيوني".

صفارات الإنذار تدوي لأول مرة في وسط حيفا

من جانبه، قال "حزب الله" في سلسلة بيانات منفصلة، إنه استهدف، اليوم الإثنين، برشقات صاروخية أُطلقت على مراحل متفرقة، مقر قيادة الفيلق الشمالي في قاعدة عين زيتيم بعشرات الصواريخ، مضيفًا أنه "قصف مجمّعات الصناعات العسكرية لشركة رفائيل في منطقة زوفولون شمال مدينة حيفا بعشرات الصواريخ".

وكان "حزب الله" قد استهدف لأكثر من مرة، اليوم الإثنين، قاعدة ومطار رامات ديفيد بعشرات الصواريخ، بالإضافة إلى تجديد قصفه للمخازن الرئيسية التابعة للمنطقة الشمالية في قاعدة نيمرا بعشرات الصواريخ، وأظهرت مقاطع الفيديو اعتراض "القبة الحديدية" رشقات صاروخية في الجليل الأدنى ومرج أبي عامر في شمال الأراضي المحتلة.

وأكدت مصادر محلية لـ"العربي الجديد" أن الصواريخ التي أطلقها "حزب الله" وصلت إلى مستوطنات في شمال الضفة الغربية المحتلة، وأضاف الموقع أنه سُمعت أصوات انفجاراتها التي هزت تلك المناطق، وسقط بعضها بالقرب من منازل الفلسطينيين القريبة من تلك المستوطنات، فيما سُمعت صافرات الإنذار تدوي فيها.

وقال مراسل "التلفزيون العربي"، أحمد دراوشة، إن "حزب الله" استهدف برشقة صاروخية وسط مدينة حيفا في شمال الأراضي المحتلة، بعدما كانت تستهدف أطراف المدينة خلال اليومين الماضيين، مشيرًا إلى أن الصواريخ شوهدت في سماء حيفا، ودوت صفارات الإنذار في وسط المدينة لأول مرة منذ 2006.

ووفقًا للدرواشة، الصواريخ التي أطلقها "حزب الله"، اليوم الإثنين، غطت من ناحية الطول أكثر من 100 كم من الحدود اللبنانية نزولًا باتجاه رأس العين، ومن ناحية العرض غطت من حيفا في الغرب على ساحل البحر الأبيض وإلى الشرق في بحيرة طبريا، وهي في أقصى الغرب لفلسطين التاريخية.

فصائل مسلحة عراقية تعلن دعمها لـ"حزب الله"

إلى ذلك، نقلت وكالة "أسوشييتد برس" الأميركية، اليوم الإثنين، عن مسؤول في جيش الاحتلال الإسرائيلي، الذي تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته تماشيًا مع اللوائح الإسرائيلية، قوله إنه لا توجد خطط فورية لعملية برية في لبنان، مضيفًا أن "إسرائيل تركز على العمليات الجوية وليس لديها خطط فورية لعملية برية"، زاعمًا أن "الضربات تهدف إلى الحد من قدرة حزب الله اللبناني على شن المزيد من الهجمات داخل إسرائيل".

من جانبها، نقلت مجلة "ذا إيكونوميست" الأسبوعية، عن مصادر عسكرية، أمس الأحد، أن جيش الاحتلال يخطط لشن هجوم بري يشمل احتلال منطقة عازلة من بضعة أميال على الحدود مع لبنان، مضيفةً أن الوحدات القتالية الإسرائيلية بدأت تتدرب منذ، السبت الماضي، في قواعد عسكرية في المناطق الشمالية، دون أن تبدأ في حشد قواتها في مناطق التجمع على الحدود.

وبحسب المصادر ذاتها، لا يملك جيش الاحتلال القوات الكافية لتنفيذ مثل هذه الخطوة، وأضافت أن الجنرالات الأكثر حذرًا في جيش الاحتلال، بما في ذلك وزير الأمن في حكومة الاحتلال، يوآف غالانت، يؤيدون الاستراتيجية التي يتبعها الاحتلال الإسرائيلي حاليًا، وهي التدرج في التصعيد العسكري، والتي يأملون أن تمنح "حزب الله" مساحة لإعادة النظر في موقفه والتراجع، أي قبل انتهاء الحرب على غزة، وفقًا لـ"ذا إيكونوميست".

وفي سياق متصل، نقل "العربي الجديد" عن عضو بارز في جماعة "المقاومة الإسلامية" في العراق، أن قادة وممثلين عن الفصائل العراقية توصلوا في اجتماع إلى "اتفاق يفضي بدعم حزب الله اللبناني بالجهد العسكري البشري والتسليحي في مواجهة الاحتلال"، وأضاف أن الفصائل اتفقت على "الدخول بالمعركة بشكل مباشر إلى جانب حزب الله والمقاومة في لبنان ضد أي اجتياح بري محتمل من العدو الصهيوني".

وبحسب مصدر "العربي الجديد"، أكدت الفصائل "استمرار العمليات البعيدة المتمثلة بإطلاق الصواريخ والطائرات المسيرة عبر الأراضي العراقية أو السورية"، مشيرةً إلى "توسيع رقعة المواجهة لتشمل دولًا تدعم الكيان الصهيوني في عدوانه على لبنان"، وذلك في إشارة إلى قواعد للقوات الأميركية بالعراق وسوريا.