كان آرسنال من أكثر الفرق التي تستحق التواجد بين كبار البريميرليغ الموسم الماضي، بقيادة مدربه الشاب ميكيل ارتيتا، لكنّه أخفق في الأمتار الأخيرة بنيل مقعد مؤهّل لدوري أبطال أوروبا، فحلّ خامسًا بفارق نقطتين فقط عن توتنهام الرابع.
وقدم الجانرز موسماً جيداً رغم أنه احتل المركز الخامس، وهو يستعد لخوض مباريات الدوري الأوروبي، في موسم سيكون صعباً للغاية على ارتيتا والمدفعجية، رغم البداية المثالية له في الدوري الانجليزي الممتاز للموسم الحالي.
منذ تولي ارتيتا تدريب الجانرز بدأت المقارنات مع مواطنه بيب جوارديولا فيلسوف كرة القدم، ويظهر بالفعل أنه أكثر من مجرد استنساخ، وهو الذي فتح الباب أمام تلميذه ليبدأ مسيرته التدريبية
حقق النادي العلامة الكاملة حتى الآن بعد مضي ثلاث جولات فاز بها، ليتربع على صدارة الدوري بجدارة، كونه الوحيد من فرق البريميرليغ الذي يحصد النقاط التسع، وهذا يدل على ان الإسباني أرتيتا مصمم على إعادة أمجاد آرسنال وعصره الذهبي الذي طال انتظاره.
يتطلع المدرب والادارة وجماهير النادي لتحقيق حلمهم باحراز اللقب الذي غاب عنهم منذ موسم 2003ـ2004، كذلك ينتظرون العودة إلى دوري أبطال أوروبا بعد غياب خمس سنوات متتالية. حيث خاض ميكيل ارتيتا منذ استلامه القيادة في 20 ديسمبر/ كانون الأول 2019 وحتى الآن، 100 مباراة كانت الأخيرة مع فولهام في الجولة الثالثة الماضية، ليكون المدرب رقم 14 في تاريخ النادي الذي يصل إلى هذا الرقم، فاز ميكيل في 53 مباراة، ويسبقه المدرب ارسين فينجر ب 54 حالة فوز من 100 مباراة.
ونظراً للثقة التي منحها مسؤولو النادي الانجليزي لمدرب فريقهم، تم تمديد عقد ارتيتا حتى نهاية موسم 2025، ولكن يعلم الاسباني أنّه لن تكون هناك أعذارًا إن فشل في التاهل لدوري أبطال أوروبا على الأقل، ويبدو أن الصفقات التي أجراها النادي في الميركاتو الصيفي كانت مفيدة، وأبرزها التعاقد مع جابرييل جيسوس، والكسندر زينتيشنكو القادمين من مانشستر سيتي، بالإضافة إلى فابيو فييرا من بورتو البرتغالي، وهناك اسماء جديدة مطروحة قبل نهاية فترة الميركاتو في 1 من سبتمبر/ ايلول المقبل.
يأمل المدرب في الاستفادة من كفاءة نجوم السيتي السابقين لمساعدة فريقه في المنافسة على بطولات انجلترا، وحتى في العودة الى دوري الابطال، رغم كرة القدم الجميلة التي قدمها الجانرز في بعض فترات الموسم الفائت، ظهرت بعض نقاط الضعف بالفريق، ولهذا تحرك ارتيتا لعلاجها في هذا الصيف، وأجرى هذه الصفقات التي ساعدته فعلًا في تحقيق نتائج جيدة خلال الجولات الثلاث الماضية.
ارتيتا وفلسفة بيب جوارديولا
منذ تولي ارتيتا تدريب الجانرز بدأت المقارنات مع مواطنه بيب جوارديولا فيلسوف كرة القدم، ويظهر بالفعل أنه أكثر من مجرد استنساخ، وهو الذي فتح الباب أمام تلميذه ليبدأ مسيرته التدريبية، واستطاع الشاب الاسباني أن يجد الطريق الآن.
وذلك من خلال تمكنه في استيعاب رؤية وفلسفة جوارديولا التي أدخلها إلى البريميرليغ، وبالتالي أسس ارتيتا ودشّن هويته الخاصة، وخرج بثبات من ظل معلمه، والذي قال عنه أنّه يمتلك فكراً كروياً جيداً وسيكون له شان كبير، واستطاع المدرب الشاب أن يصنع فلسفة كروية بدأت تثبت فعاليتها على الواقع منذ الموسم الماضي، وبات المدرب الاسباني بحاجة إلى لقب يثبت به حضوره بين المدربين الكبار في الدوري الانجليزي الممتاز، وكذلك لحاجة النادي إلى إنجازات وألقاب محلية وقارية غاب عنها لسنوات طويلة.
يمتاز ارتيتا بخطة لعب متنوعة، أكثر الأحيان يعتمد على نموذج 4- 2- 3- 1، رغم لعبه أول مباراة في الدوري أمام كريستال بلاس بخطة 4- 3- 3، وفاز بنتيجة 0×2. سيواجه المدرب الشاب صعوبات كبيرة، عندما يلتقي وجها لوجه مع استاذه بيب جوارديولا ويورجن كلوب وانطونيوكونتي ، وتوماس توخيل بالإضافة إلى الأمريكي جيسي مارش مدرب ليدز يونايتد، الذي بدوره يرغب باثبات الوجود، وإيدي هاو مدرب نيوكاسل الذي أحرج معلمه في الموقعة السابقة، علماً أن معظم هؤلاء المدربين هم من جيل واحد تقريبا في الأربعينيات من العمر.
فهل يستطيع ابن النادي ولاعبه السابق وقائده الحالي أن يصل إلى مستوى المجد الذي حققه بيلي رايت في مطلع الستينيات من القرن الماضي، أو بروس ريوتش في مطلع التسعينيات، أو حتى المدرب الأسبق للمدفعجية آرسين فينجر الذي غادر النادي في سنة 2018؟
وهل سيتمكن أرتيتا من صناعة لاعبين تاريخيين بحجم إيان رايت والهولندي دينيس بيركامب، أو الفرنسي تيري هنري الذي يُعتبر أبرز الهدافين بتاريخ الفريق حتى الآن، وكذلك الاسباني سيسك فابريغاس، أو توني ادامز، وغيرهم من النجوم التي سطعت في عالم كرة القدم الانجليزية والأوروبية على حد سواء؟
كل التوقعات تشير إلى أن ميكيل ارتيتا سيقود فريقه إلى منصات التتويج، بدءاً من الموسم الحالي، في عدد من المسابقات المحلية والأوروبية، رغم قوة المنافسة في دوري يُعتبر الأقوى في أوروبا والعالم، وكذلك بالدوري الأوروبي المسابقة الثانية من حيث الأهمية في القارة العجوز، ولذلك لابد من مواجهة صعوبات بالغة في المنافسة، والوصول إلى الألف ميل يبدأ بخطوة، وهو فعلاً قد بدأ يسير في الطريق الصحيح، إذ سبق وأحرز كأس الاتحاد الإنجليزي قبل عامين.
أرقام وتاريخ من أرشيف آرسنال
يمتلك الجانرز تاريخًا مشرفًا في الألقاب والأرقام القياسية والبطولات خلال مسيرته الكروية التي تجاوزت 130 عامًا، ومر آرسنال بفترات ذهبية رائعة وكان الفريق الأول جماهيريًا في إنجلترا، ورغم العثرات التي تعرض لها المدفعجية وابتعاده عن الألقاب ، إلا انه حافظ على جمهوره وعلى سمعته، وبالتالي تنتظر منه أن يعيد لها الزمن الجميل بقيادة ارتيتا.
ولعل أبرز محطات النادي في أرشيفه الكبير من الألقاب والانجازات، حيث حقق أول بطولة له هي كأس انجلترا في عام 1940، إثر فوزه على فريق هيدر سفيلد 2×0 ، كما سجل الجانرز رقمًا قياسياً في تاريخ كرة القدم الانجليزية عندما تمكن من الصمود 49 مباراة متتالية دون هزيمة، خلال الفترة من مايو/ ايار 2003 إلى تشرين الأول 2004.