مضت سنوات من التخبط على مستوى النتائج والأداء في فريق آرسنال، فشل فيها الفريق في التأهل إلى دوري أبطال أوروبا منذ موسم 2016\2017، بالرغم من قيام الفريق بعقد صفقات كبيرة كلفت خزائنه أموالًا طائلة، في مقدمها الغابوني بيير أوباميانج القادم من بوروسيا دورتموند بقيمة 58 مليون يورو عام 2018، والعاجي نيكولاس بيبي أغلى صفقة بتاريخ النادي ( 72 مليون يورو ) القادم من ليل الفرنسي عام 2019، دون أن ينجح الثنائي بتقديم المستوى المأمول منهما.
أداء الفريق المميز في العام الماضي، دفع الإدارة إلى تجديد ثقتها بالمدرب الإسباني الشاب، وفتحت خزائنها له لتمكينه من عقد صفقات مميزة
نهاية العام 2019، أقال أرسنال مدربه السابق الإسباني أوناي إيمري بعد سنة ونصف قضاها على رأس الجهاز الفني، وتعاقد مع مواطنه ميكيل أرتيتا لاعب الفريق السابق، الذي عمل مساعدًا لبيب غوارديولا في مانشستر سيتي من قبل، في محاولة لوضع الفريق على السكة الصحيحة، والعودة إلى المنافسة تدريجيًا.
تطور ملموس مع أرتيتا والإدارة تمدد عقده
تطورَ أرسنال مع أرتيتا، وتحسّن الأداء بشكل ملموس وعاد الفريق للعب الكرة الجميلة التي اعتادتها الجماهير تحت قيادة أرسين فينغر، لكن الثغرات التي ظهرت في الفريق وخاصةً في الجانب الدفاعي، منعت الفريق من بلوغ دوري الأبطال.
في الموسم الماضي عالج أرسنال الكثير من مشاكله الدفاعية، بعد التعاقد مع الحارس الدولي المتألق آرون رامسدايل، وقلب الدفاع بن وايت، كذلك اشترى الفريق عقد صانع الألعاب النرويجي مارتن أوديغارد من ريال مدريد بعد فترة إعارة، فيما كان لافتًا تألق الإنجليزي الشاب ساكا الذي سجّل 11 هدفًا وصنع سبعة في الموسم الماضي، حيث كان الفريق قريبًا جدًا من احتلال المركز الرابع وانتزاع البطاقة المؤهلة إلى الأبطال، لولا التراخي وإهداء النقاط السهلة في الجولات الأخيرة.
أداء الفريق المميز في العام الماضي، دفع الإدارة إلى تجديد ثقتها بالمدرب الإسباني الشاب، وتمديد عقده حتى العام 2025، وفتحت خزائنها له لتمكينه من عقد صفقات تساعد الفريق للمنافسة بالحد الأدنى على أحد المراكز الأربعة الأولى.
مستوى جيد في الموسم التحضيري
الوجهة الأولى للتسوق لدى أرتيتا كانت فريقه السابق مانشستر سيتي، مستفيدًا من العلاقة الجيدة التي تربطه بغوارديولا، فوقع الخيار بدايةً على جابرييل خيسوس لقيادة هجوم المدفعجية، القناص البرازيلي الدولي الذي يعرف طريق المرمى جيدًا، ويمتاز بعدة أمور منها الضغط على المدافعين، واللعب بالظهر والقدرة على الاحتفاظ بالكرة، تمّت الصفقة مقابل 45 مليون يورو، شارك اللاعب في الجولة التحضيرية، وانسجم سريعًا مع الفريق، مسجّلًا أربعة أهداف من بينها هاتريك في أولى مبارياته مع الفريق بعد مشاركته كبديل.
الظهير الأيسر الأوكراني ألكسندر زنتشنكو انتقل هو الآخر من مانشستر سيتي إلى أرسنال لقاء 32 مليون يورو، ليشكل بدوره إضافة مهمة في ظل إجادته اللعب بأكثر من مركز، مع العلم أنه بدأ مسيرته كلاعب وسط، واستخدمه بيب كظهير بسبب الإصابات المتكررة لبنجامين ميندي.
بالإضافة إلى جيسوس وزنتشنكو، حسم أرسنال مبكرًا صفقة البرتغالي المتألق فابيو فييرا، صانع الألعاب الشاب صاحب الـ 22 سنة مقابل 35 مليون يورو، واستعاد قلب دفاعه الفرنسي الدولي المتألق ويليام صليبا بعد انتهاء إعارته لمرسيليا، كذلك ضم الجناح البرازيلي الشاب ماركينيوس ( 19 سنة ) من ساو باولو البرازيلي.
هل بات الفريق جاهزًا للمنافسة؟
الصفقات الجديدة ستنضم إلى نخبة من اللاعبين برزت في الموسم، في مقدمها إضافةً لساكا وأوديغارد، الجناح البرازيلي المميز جابريال مارتينلي، المهاجم الشاب نيكيتا، وصانع الألعاب الشاب المتألق سميث رو. في المباريات التحضيرية نجح أرسنال بتحقيق الفوز في مبارياته الثلاث، من بينها الفوز الكاسح على غريمه اللندني تشيلسي برباعية نظيفة، ما رفع منسوب التفاؤل بالموسم الجديد، لكن المدرب حذّر جمهور النادي من الإفراط بالتفاؤل، حيث نوّه بالأمور الإيجابية التي أظهرها اللاعبون، إلا أنه أكّد أن الفريق بالحاجة للتحسن في عدة جوانب، وأمامه الكثير من العمل للظهور بشكل أفضل.
يواجه أرسنال إشبيليه الإسباني في مباراته التحضيرية الأخيرة، ليتفرغ بعدها الفريق للتركيز على مباراته مع كريستال بالاس في افتتاح الدوري الإنجليزي نهاية الأسبوع القادم، من الناحية النظرية، يتوقع المراقبون أن تنحصر المنافسة على لقب الدوري بين ليفربول ومانشستر سيتي كما كان الحال في العام الماضي، إلا أن أمّ المعارك ستتركز على البطاقتين المتبقيتين للتأهل للأبطال، وهذا سيكون التحدي الأكبر لأرتيتا، مع العلم أنه سيشارك في الدوري الأوروبي، وفي حال تحقيق اللقب سيتأهل مباشرة للأبطال في العام القادم.
المنافسون الأبرز لأرسنال على بطاقة الأبطال هم تشيلسي مع توخيل الذي يحاول ترميم خطّ دفاعه، مانشستر يونايتيد مع مدربه الجديد تين هاغ الذي ظهر معه الفريق بشكل مميز في الموسم التحضيري، بانتظار معرفة مصير رونالدو، وتوتنهام كونتي الذي دعم فريقه بصفقات مميزة وسيكون ندّا صعبًا، لكن المعنويات مرتفعة في أرسنال، والجماهير تضع ثقتها بأرتيتا لمواصلة التحسن والمضي قدمًا، ثقة سنعرف نهاية الموسم القادم إن كان يستحقها المدرب الشاب.
