قال تقرير لصحيفة "واشنطن بوست" الأميركية، إن المرشح الجمهوري لانتخابات الرئاسة الأميركية، دونالد ترامب، يحاول استغلال غضب الأميركيين العرب والمسلمين من سياسة إدارة الرئيس الديمقراطي، جو بايدن، تجاه العدوان الإسرائيلي على غزة لكسب أصواتهم في السباق الرئاسي.
وبحسب الصحيفة الأميركية، فإن صهر ترامب، مايكل مسعد بولس، المتزوج من ابنته تيفاني، يقود هذه المهمة في سبيل إقناع الناخبين العرب الأميركيين للتصويت للرئيس السابق على الرغم ما قد يكونوا سمعوه من ترامب، مشيرةً إلى أن بولس أخبر الناخبين العرب أن ترامب هو أفضل رهان لإنهاء حرب "إسرائيل" في غزة.
وتشير "واشنطن بوست" إلى أن بعض الأميركيين العرب والمسلمين، وهم عادة يميلون إلى الديمقراطيين، قد حفزهم في هذه الدورة الانتخابية شعور بأن حزبهم قد خانهم، مضيفة أن إدارة بايدن، ونائبة الرئيس، كامالا هاريس، لم تتمكن من وقف العدوان الإسرائيلي على غزة، والذي أسفر عن استشهاد أكثر من 40 ألف فلسطيني.
يحاول ترامب استغلال غضب الأميركيين العرب والمسلمين من سياسة إدارة الرئيس، جو بايدن، تجاه العدوان على غزة لكسب أصواتهم في السباق الرئاسي
وقالت الصحيفة الأميركية إنه في مختلف أنحاء العالم، أصبح العديد من العرب والمسلمين ينظرون إلى تصرفات "إسرائيل" على أنها إبادة جماعية، بينما وجه في الولايات المتحدة قرابة 750 ألف شخص غضبهم من خلال التصويت بـ"غير ملتزم" في الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي، بدلًا من الاصطفاف وراء الرئيس بايدن.
وترى "واشنطن بوست"، أنه بالنسبة لبولس، الذي يطلق على نفسه اسم "مبعوث" ترامب إلى الجاليات العربية والمسلمة الأميركية، فإن التأكيد في هذا السياق على أن ترامب سيكون صديقًا أفضل للفلسطينيين ليس بالأمر السهل.
وأضافت بأنه غالبًا ما يطغى على مكانة الرئيس السابق داخل هذه المجتمعات خطابه وسياساته السابقة التي يبدو أنها تشوه سمعة المسلمين والعرب، بما في ذلك منشور على وسائل التواصل الاجتماعي، الأحد الماضي، يظهر رجالًا مسلمين يحرقون العلم الأميركي، وعليه جملة "قابل جيرانك الجدد إذا فازت كامالا. صوت لترامب 2024".
وفي انتخابات رئاسية متقاربة يتوقع منظمو استطلاعات الرأي أن يتم تحديدها على الهامش على الأرجح، ويرى بولس (54 عامًا) أن القليل من التواصل يمكن أن يحدث فرقًا كبيرًا، حيث قال لمجموعة من الناخبين العرب في أواخر آب/أغسطس الماضي: "مجتمعنا في أريزونا كبير جدًا ومهم للغاية، يمكننا إحداث فرق. يمكننا التأكد من حصولنا على هذا الهامش"، وفقًا للصحيفة ذاتها.
#كامالا_هاريس تؤكد في أول مقابلة متلفزة لها على موقفها الثابت من دعم "إسرائيل"، وحق الأخيرة بالدفاع عن نفسها.
اقرأ أكثر: https://t.co/mRjUkoq66R pic.twitter.com/ODpIDYwzl3
— Ultra Sawt ألترا صوت (@UltraSawt) August 30, 2024
ونوهت الصحيفة إلى أن بولس بصفته ممثل ترامب للناخبين الأميركيين العرب والمسلمين، وهو دور لا تجادل فيه حملة ترامب، قام خلال الأشهر القليلة الماضية بست رحلات إلى ميشيغان، وهي ولاية متأرجحة، وموطن لأكبر عدد من السكان العرب الأميركيين، حيث شكل الناخبون غير الملتزمين 13 بالمئة من الأصوات التمهيدية للحزب الديمقراطي.
ووفقًا لـ"واشنطن بوست"، فإن المتحدثة باسم حملة ترامب الانتخابية، كارولين ليفيت، رفضت الإجابة عن أسئلة حول بولس، وعمله نيابة عن محاولة إعادة انتخاب الرئيس السابق، أو حول أي تطلعات قد تكون لدى الحملة للفوز بأصوات العرب والمسلمين، لكنها قالت في رسالة عبر البريد الإلكتروني إن ترامب ملتزم بالسلام في الشرق الأوسط.
وقالت الصحيفة إنه في اجتماع مع عشرات الرجال والنساء، معظمهم من أصول فلسطينية ولبنانية وسورية، حث بولس المجتمعين على النظر في القيم التي يتقاسمونها كـ"شرق أوسطيين" مع الحزب الجمهوري، مشيرًا إلى ذلك بقوله: "نحن محافظون بطبيعتنا".
وكان ترامب قد قال في كلمة له عبر خاصية الفيديو أمام ألف متبرع من "التحالف اليهودي الجمهوري" في لاس فيغاس، اليوم الجمعة، إنه "يتعين على الجامعات أن تضع حدًا للدعاية المعادية للسامية، وإلا فإنها ستفقد اعتمادها ودعمها الاتحادي"، وفقا لوكالة "رويترز".
#ترمب يهدد الجامعات الأميركية بحرمانها من الاعتماد والدعم الاتحادي، في حال انتخابه رئيسا"، بسبب ما وصفه بـ "الدعاية المعادية للسامية"#الولايات_المتحدة pic.twitter.com/9tekN5hJx7
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) September 6, 2024
وأعاد ترامب التأكيد في كلمته على أنه سيمنع إعادة توطين اللاجئين من مناطق "موبوءة بالإرهاب"، وسيعتقل "البلطجية المناصرين لحماس" الذين يشاركون في أعمال التخريب، في إشارة على ما يبدو لاحتجاجات الطلاب الجامعيين، وفقًا لـ"رويترز".
وشهدت الجامعات الأميركية احتجاجات عنيفة خلال وقت سابق من العام الجاري، وعبر الطلاب والطالبات عن معارضتهم للعدوان الإسرائيلي على غزة، وطالبوا المؤسسات بوقف التعامل مع الشركات التي تدعم "إسرائيل".
وبحسب "رويترز"، فإن الجمهوريين يقولون إن الاحتجاجات تظهر أن بعض الديمقراطيين معادون للسامية، ويدعمون الفوضى، فيما تقول الجماعات التي دعت للاحتجاجات إن السلطات اعتبرت على نحو غير منصف انتقاداتها لسياسات "إسرائيل" معاداة للسامية.