تتزايد نسبة الحسابات التابعة لمستخدمين من فئة كبار السنّ على منصّة تيك توك بعشرات الملايين من الحسابات الجديدة التي تشترك بالمنصّة الصينية حول العالم.
تحاول المنصّات المختلفة استقطاب المزيد من المستخدمين من كبار السن
ويلجأ المزيد من كبار السنّ، فوق ستين عامًا، إلى منصّة الفيديوهات القصيرة، على الرغم من ارتباطها بشكل أكبر بالمستخدمين الأصغر سنًا والمراهقين، وذلك لأسباب مثيرة عديدة حاولت دراسة حديثة تسليط الضوء عليها، لأهمّية ذلك لفهم التطوّر في سلوك هذه الفئة من المستخدمين، وفائدة ذلك للمنصّات الأخرى التي تطمح لاستقطاب المزيد من المستخدمين من مختلف الفئات العمرية.
وبحسب الدراسة التي استعرضت نتائجها الغارديان البريطانية، فإنّ كبار السنّ يبدون اهتمامًا متزايدًا بمنصّة تيك توك في مختلف المواقع الجغرافية حول العالم، وذلك رغبة منهم في كسر الصورة النمطية التي ترتبط بهم، بشأن تخوّفهم من التقنية الحديثة وعدم إحسانهم لفهمها واستخدامها والتعاطي معها والاكتفاء بانتقادها وتحذير المراهقين منها.
مقالات قد تهمّك:
مترجَم: كيف انتشرت نوادي "تعرّي القاصرات" على البثّ المباشر في تيك توك؟
"اجتياح متكتًك".. كيف نقلت "تيك توك" الحرب الروسية على أوكرانيا؟
ثروات نجوم تيك توك في تصاعد.. ما هي آخر الأرقام؟
إلا أن الدراسة التي أجراها الأستاذ رويبن إنغ من جامعة ييل الأمريكية قد كشفت بوجود قفزة كبيرة في أعداد المستخدمين لمنصة تيك توك من الفئة العمرية فوق الستين، والذي يعتمدن على هذه المنصّة الخفيفة للتأكيد على ما يمتلكونه من حيويّة ونشاط وفهم للتطوّرات التقنية في مختلف المجالات، بما في ذلك المجالات الترفيهية التي يمتاز بها تيك توك.
كما أفادت الدراسة التي نشرت بعنوان: "كيف يساعد تيك توك كبار السنّ على إعادة تعريف الكهولة؟"، بأن بعض المستخدمين الأكبر سنًا قد أثبتوا قدرة مبهرة على الحضور الرقمي الفعال، عبر صناعة وتقديم محتوى فريد وذي قدرة عالية على الوصول والانتشار، وذلك دون الخجل من العمر وما يرتبط به من قيود أو توقعات اجتماعية عامّة، وما قد يعنيه ذلك من التعرض للتنمّر أو السخرية من بعض المستخدمين.
ومن النتائج المثيرة التي كشفت عنها الدراسة هي أن معظم المستخدمين من كبار السنّ فوق الستين هنّ سيّدات، وذلك يدلّ بحسب المؤلّف على المقاومة الشديدة بين هذه الفئة في المجتمعات الحديثة للصور النمطية السائدة عنهنّ، بكونهنّ غير مبادرات ومستكينات وضعيفات.
وتؤكّد الدراسة على أن جزءًا من هذا الاندفاع بين كبار السنّ للحضور على منصات التواصل الاجتماعي المختلفة، بما في ذلك تيك توك، عائد إلى تفشّي الصور النمطية عنهم من كلا الجنسين، ولاسيما خلال فترة جائحة كوفيد-19، والتي شاع وصفها بين المستخدمين الأصغر سنًا بأنها الجائحة التي "ستقضي على كبار السنّ وتتخلص منهم"، وأنها "مقشّة الكبار" (Boomer Remover).
تفاصيل الدراسة
درس الباحث 1،382 مقطع فيديو في تيك توك نشر من حسابات مستخدمين من الفئة العمرية التي تقع بين ستين عامًا وأكثر، ويتابعها ما بين 100،000 إلى 5.3 مليون متابع. وقد لاحظت الدراسة أن مشاهدات هذه المقاطع معًا قد تجاوزت 3.5 مليار مشاهدة، علمًا أن جميع هذه الفيديوهات قد تعرّضت لمسألة العمر بشكل صريح.
أكثر من 70 بالمئة من المقاطع التي تنشرها حسابات المستخدمين كبار السنّ تحاول تحدي الصور النمطية السائدة حولهم
وقد وجدت الدراسة أن 71 بالمئة من هذه الفيديوهات، وبعضها نشر في حساب مشهور يتابعه أكثر من 2.4 مليون متابع، وحساب آخر أكثر شهرة لديه 5.3 مليون متابع، قد حاولت تحدي الصور النمطية المرتبطة بالعمر والكهولة.
كشفت دراسة سابقة عن تسبّت "تيك توك" بارتفاع حالات التشنّج اللاإرادي لدى الفتيات. اقرأ المقال هنا لمعرفة المزيد.