مع وصول الحملة الانتخابية إلى أنفاسها الأخيرة، لوحظ حرص المرشّحين كامالا هاريس ودونالد ترامب على جذب أكبر قدرٍ ممكن من أصوات الناخبين العرب والمسلمين.
حرصت كامالا هاريس، أمس السبت، في كلمتها أمام تجمع انتخابي في شارلوت بولاية كارولينا الشمالية، وهي إحدى الولايات المتأرجحة، على الحديث عن الأوضاع في الشرق الأوسط، قاطعةً وعدًا ببذل كلّ الجهود لإنهاء العدوان على غزة، حال انتُخبت رئيسةً الثلاثاء المقبل.
وكانت هاريس قد تعرضت في جولاتها الانتخابية الأخيرة إلى هتافات احتجاجية، على خلفية دعم إدارتها للعدوان على غزة ولبنان. كما أظهرت استطلاعات الرأي في بعض الولايات المتأرجحة الحاسمة، والتي توجد فيها كتلة وازنة من المصوتين العرب والمسلمين، تقدّمًا لترامب عليها. يشار إلى أن ترامب قد بدأ هو أيضًا حملةً مركّزة تحاول استقطاب أصوات العرب والمسلمين، ببيع وعود تفتقر إلى خطّة واضحة، وهذا الملمح قاسمٌ مشترك في وعود كلا المرشّحين.
أطلقت هاريس وترامب وعودًا بإنهاء الحرب في الشرق الأوسط دون أن يعلنا عن خطة واضحة للتنفيذ
ترامب يستفيد على حساب هاريس
تمكنت حملة ترامب في عدة ولايات متأرجحة وحاسمة من إقناع قطاعٍ من العرب والمسلمين الأميركيين بأنه "سوف يوقف الحرب على غزة ولبنان، استنادًا لعلاقاته برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو"، الأمر الذي انعكس إيجابيًا على نتائجه في الاستطلاعات.
يشار إلى أنّ ترامب التقى "وجوها بارزة من العرب الأميركيين في مدينة ديربون التي توصف بأنها عاصمة العرب في ولاية ميشيغان"، وقد قدّم ترامب في ذلك اللقاء وعدًا بوقف الحرب في غزة ولبنان، قائلًا لهم: "سوف يستغل علاقته بنتنياهو لفعل هذا الأمر"، كما وعدهم بـ"تعزيز التواصل بين البيت الأبيض والعرب الأميركيين".
ويعلّق أحد المراقبين العرب للحملة الانتخابية قائلًا "بات واضحًا أنّ المرشح الجمهوري يركز على قضية وقف الحرب للحصول على كل صوت في الولايات المتأرجحة، وخصوصًا ولاية كارولينا الشمالية التي تؤكد المعلومات التاريخية أنه منذ 50 عامًا لم يتمكن أي مرشح جمهوري من الوصول إلى سدّة الرئاسة بدون الفوز بها".
ويبدو أنّ ترامب في اتجاه تحقيق ذلك، فقد أظهر استطلاع رأي لموقع "ريل كلير بوليتيكس" تقدّم ترامب، ولو بشكلٍ طفيف، على المرشحة الديمقراطية كامالا هاريس في ولاية كارولينا الشمالية.
— Ultra Sawt ألترا صوت (@UltraSawt) October 28, 2024
وعود بلا خطّة
يبيع المرشحان الجمهوري والديمقراطي كلامًا حول وقف الحرب للناخبين العرب والمسلمين، دون أن يقدما أي خطة تؤكد أن كلامهما قابل للتنفيذ.
أمام هذا المعطى، يرى بعض المراقبين، أنّه من المجازفة بمكان الجزم أنّ العرب الأميركيين سيصوتون لهذا المرشح أو ذاك بين ترامب وهاريس. يضاف إلى ذلك أنّ المصوتين العرب ينقسمون في تصويتهم إلى عدة اتجاهات، فمنهم من يعطي الأولوية للقضايا الداخلية، ومنهم من تُحدّد بوصلة تصويته المواقف الخارجية في السياسة الأميركية، وهؤلاء مما لا شكّ فيهم أنهم محبطون من إدارة بايدن وخياراتها السياسية، لكنّهم في المقابل اختبروا ترامب الذي شيطنهم وتبنّى إزاء قضاياهم مواقف متشددة، وبعضها غير مسبوق على غرار نقل السفارة للقدس.
احتجاجات مندّدة
شهدت مقاطعة دالاس بولاية تكساس تنظيم مظاهرة منددة بالدعم الأميركي للعدوان على غزة ولبنان، وجرى في هذه المظاهرة ارتفاع شعار "لا تصويت لداعمي الإبادة" بشكلٍ كبير، كما رفع المشاركون في التظاهرة الأعلام الفلسطينية واللبنانية، منددين بالتمويل الأميركي للإبادة الجماعية.
ووجه المتظاهرون انتقاداتهم لهاريس وترامب على حد سواء، من خلال قراءة تصريحاتٍ لهاريس وترامب ونائبه، اعتبروها "دليلًا على دعمهم لحرب الإبادة التي تشنها إسرائيل على الفلسطينيين"، متعهدين "بألّا تذهب أصواتهم إلى أحدهما". وفي أتلانتا بولاية جورجيا نظّم الداعمون لوقف الحرب على غزة ولبنان تظاهرةً احتجاجية، منددة بالدعم الأميركي لإسرائيل.
أمام هذا الوضع يغدو خيار المقاطعة خيارًا مطروحًا بقوة عند المصوتين العرب، وذلك ما بدأت استطلاعات الرأي تشير إليه، وبالنسبة لغير المقاطعين أصبح خيار التصويت لمرشحة حزب الخضر "جيل ستاين" هو خيارهم الأول.