أعلن الكاتب والمؤرخ اللبناني فواز طرابلسي، مساء أمس، توقّف مجلة "بدايات"، التي يرأس تحريرها، عن الصدور مؤقتًا بعد مسيرة استمرت 10 سنوات أصدرت خلالها 35 عددًا، يضاف إليها العدد الـ 36 الذي تستعد المجلة لإصداره خلال الأيام القليلة القادمة.
انطلقت "بدايات" في زمن الانتفاضات الشعبية العربية وصدر عددها الأول في أيار/ مايو 2012 تحت شعار "بدايات لكل فصول التغيير"
أعاد طرابلسي أسباب توقف "بدايات" إلى خفض "مؤسسة روزا لوكسمبورغ"، التي موّلت إصدارها خلال السنوات الأربع الأخيرة، لمساعدتها المالية ضمن خفض طاول كامل موازنتها كما أوضح في منشور عبر حسابه في موقع فيسبوك، قال فيه إنهم اضطروا إلى إصدار ثلاثة أعداد فقط بدلًا من أربعة خلال العام الفائت، وخفض علاوات العاملين في المجلة بنسبة 40%، إضافةً إلى تقليص موازنتي الطباعة والترجمة أيضًا، ما جعل من استمرار صدورها أمرًا غير ممكن.
ولفت المؤرخ اللبناني إلى وجود اعتبارات جديدة تتعلق باستئناف الصدور عندما يكون ذلك ممكنًا، حيث قال: "شهدت السنوات الأخيرة تطورًا في سمعة المجلة والإقبال عليها، ما يعني أن أي بحث في الصدور يستوجب ميزانية من نوع جديد تضمن تعزيز فريق المجلة من حيث العنصر البشري ورفع ميزانية النشر والترجمة، والأهم اتخاذ قرار بالتعويض عن أتعاب الكتّاب". وتابع: "ثم إن تلبية الطلب المتزايد على المجلة يتطلب دخول الأسواق عن طريق شركات التوزيع ومضاعفة الكمية المطبوعة والتحسب لأسعار شحن وبريد شاهقة بسبب ارتفاع الأسعار العام في لبنان".
وأضاف: "بناءً على كل هذا، اتخذنا القرار المؤلم بتعليق صدور المجلة والبحث عن مصادر تمويل لسد متطلبات النقلة الضرورية المذكورة أعلاه. ونحن هنا أمام خيارات ثلاثة: تطوير إنتاج المجلة الورقية، البحث في الانتقال إلى الصحافة الرقمية؛ وفي حال عدم التوفق في الحالتين، اختتام عقد من هذه المغامرة، غير آسفين إلا على عدم التمكن من متابعتها".
انطلقت "بدايات" في زمن الانتفاضات الشعبية العربية، وصدر عددها الأول في أيار/ مايو عام 2012 تحت شعار "بدايات لكل فصول التغيير"، وتضمن ملفًا حمل عنوان "الثورات بشبابها"، واشتمل على مواد متنوعة تسعى إلى مراجعة ثورات الربيع العربي نقديًا، والإجابة على الأسئلة والتحديات الجديدة التي طرحتها.
وكتب صاحب "حرير وحديد" في تقديمه للعدد والمجلة عمومًا: "ولدت فكرة هذه المجلة من إحساس متزايد بضرورة المساهمة بواسطة الفكر والفعل في بلورة المشروع اليساري في العالم العربي وإعادة تأسيس قواه وتياراته. لكن ما دفعها إلى حلبة المغامرة الحقيقية هو انطلاقة الثورات الشعبية العربية بما توحيه وما تستلزمه من بدايات".
وإلى جانب العدد الأول، خصصت المجلة أكثر من 10 أعداد للانتفاضات الشعبية العربية في موجتها الأولى عام 2011، والثانية عام 2019. بينما تنوعت مواضيع بقية أعدادها بين نضال الشعب الفلسطيني، والصراع العربي – الإسرائيلي، واتفاقية سايكس – بيكو، ومئوية تأسيس لبنان الكبير، ومئوية الثورة الروسية، إلى جانب مفهومي النيوليبرالية ومجتمع الاستهلاك في لبنان والمنطقة الذين خصصت لهما ثلاثة أعداد تضمنت مجموعة من الأبحاث والدراسات والتحليلات المستفيضة عنهما.