الترا صوت – فريق التحرير
قدّم مارك لوكوك وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية إحاطةً أمام مجلس الأمن مساء الخميس 25 شباط/ فبراير حول تطورات الوضع الإنساني في سوريا، ودقّ لوكوك ناقوس الخطر بشأن مستوى سوء التغذية في البلد والمخاطر الصحية التي تهدد الأطفال بما فيها المجاعة، داعيًا المجتمع الدولي لإتاحة جميع القنوات لمساعدة المحتاجين.
قدّم مارك لوكوك وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية إحاطةً أمام مجلس الأمن مساء الخميس 25 شباط/ فبراير حول تطورات الوضع الإنساني في سوريا
وفي تفاصيل الإحاطة التي قدمها وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية استعرض مارك لوكوك مجموعة من المعطيات الصادمة، حيث قال إن حوالي 60 في المائة من السوريين، أي 12.4 مليون شخص، لا يحصلون بانتظام على ما يكفي من الغذاء الآمن والمغذي، كما أن 4.5 مليون شخص إضافي انزلقوا إلى هذه الفئة خلال العام الماضي.
اقرأ/ي أيضًا: الأمم المتحدة: 16 مليون يمني يعانون من الجوع
وعزا مارك لوكوك هذا الوضع للتدهور الاقتصادي الذي عانى منه الاقتصاد السوري الهش خلال الأشهر الثمانية عشر الماضية، وفي هذا الصدد اعتبر مارك لوكوك أن الانخفاض الكبير في قيمة الليرة السورية التي فقدت أكثر من ثلاثة أرباع قيمتها خلال العام الماضي، كان أحد الآثار المرئية لارتفاع عدد المعوزين.
والنتيجة التي ترتبت على ذلك حسب لوكوك هي أن ملايين السوريين يلجؤون إلى إجراءات يائسة من أجل البقاء على قيد الحياة. وجاء في الإحصائيات التي استعرضها أمام مجلس الأمن الدولي أن أكثر من 70% من السوريين استدانوا المال أكثر من مرة العام الماضي، وكثيرون منهم باعوا أصولهم وماشيتهم، وقد اضطر هذا الوضع الأهالي حسب لوكوك إلى "أكل كميات أقل من الطعام حتى يتمكنوا من إطعام أطفالهم، كما اضطرهم لإرسال الأطفال للعمل بدلاً من المدرسة".
وأفاد لوكوك أن أكثر من نصف مليون طفل دون سن الخامسة في سوريا يعانون من التقزم نتيجة سوء التغذية المزمن، وفقًا لآخر تقييم قام به مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية، معربا عن خشيته من أن يزداد هذا العدد.
وقال وكيل الأمين العام إن هذه المشاكل تظهر في أجزاء كثيرة من البلاد، إلا أن الوضع سيئ بشكل خاص في الشمال الغربي والشمال الشرقي، حيث تُظهر بيانات مراقبة التغذية أن ما يصل إلى واحد من بين كل ثلاثة أطفال في بعض المناطق يعاني من التقزم، قائلًا إن "تأثير ذلك على تطورهم وتعليمهم سيكون مدى الحياة ولا رجعة فيه".
من جانب آخر، قالت سونيا خوش، مديرة الاستجابة للوضع في سوريا بمؤسسة أنقذوا الأطفال في كلمة لها أمام مجلس الأمن حول وضع الأطفال، إن سوريا تواجه أزمة تعليمية غير مسبوقة، حيث أدى مزيج الصراع والنزوح والفقر والآن كـوفيد-19 إلى خلق ظروف تسرّب فيها ملايين الأطفال من المدرسة.
سوريا تواجه أزمة تعليمية غير مسبوقة، حيث أدى مزيج الصراع والنزوح والفقر والآن كـوفيد-19 إلى خلق ظروف تسرّب فيها ملايين الأطفال من المدرسة
وذكرت سونيا خوش أن الأبحاث التي أجرتها منظمة أنقذوا الأطفال في كانون الأول/ديسمبر الماضي وجدت على سبيل المثال أن طفلين من بين كل ثلاثة أطفال يتسربون من المدرسة في شمال سوريا، وأضافت أن "سوء التغذية أصبح أمرًا طبيعيًا لدرجة أن الأهالي لا يستطيعون اكتشاف علاماته لدى أطفالهم".
اقرأ/ي أيضًا: