18-ديسمبر-2023
الجيش الإسرائيلي في غزة

تتواصل العملية البرية الاسرائيلية بغزة في غياب نتائج ملموسة (GETTY)

تتعزز تقييمات لدى جيش الاحتلال الإسرائيلي أن الحرب ستستمر لعدة أشهر أخرى، وأن أي إعلان عن "تدمير" حركة حماس هو إعلان منفصل عن الواقع، بالنظر لمسار المعارك في قطاع غزة.

ويوضح المراسل العسكري في صحيفة "يديعوت أحرونوت" يوآف زيتون في تقرير له، أن المعارك في خان يونس حيث بقي غالبية السكات، باتت "أكثر بطئًا وخطرًا"، ويتقدم جنود الاحتلال في "هجمات محددّة"، في حين ترد المقاومة بإطلاق قذائف تجاه القوات المتقدمة.

تشير التقديرات أن الحرب ستستمر لعدة أشهر أخرى، وأن أي إعلان عن "تدمير" حركة حماس هو إعلان منفصل عن الواقع

من جهتها، تقوم قوات "النخبة الإسرائيلية باستخدام وسائل قتالية خاصة في محاولة للوصول إلى قادة حماس"، حيث يشير زيتون أن القوات التابعة للفرقة "98" تعمل هناك منذ أسبوعين.

وبحكم مساحة خان يونس الواسعة،  بالإضافة لعدم مغادرة سكانها المدينة، فإن القتال داخلها أكثر تعقيدًا وصعب. لذا ركز جيش الاحتلال على نشر عدة ألوية نظامية واحتياطية، في أجزاء من المدينة، وفي بلدة بني سهيلا، وفي المناطق الشرقية القريبة من الشريط الحدودي.

ويكشف زيتون أن مقاتلي حماس والجهاد الإسلامي نجحوا خلال الأسبوع الماضي بضرب قافلة لوجستية كانت تقوم بمحاولة تخليص دبابة معطوبة قتل أحد الجنود داخلها بصاروخ مضاد للدروع.

وفي حالة أخرى ترمز إلى صعوبة التعامل مع المدينة، احتل جنود جيش الاحتلال، من كتيبة الهندسة قبل 10 أيام مدرسة كبيرة بعدما وصلت معلومات استخباراتية عن نية مقاتلي حماس نصب كمين داخلها. لكن الجنود وبسبب مساحة المدرسة الكبيرة المنتشرة على عدة عمارات، لم ينجحوا بـ"تطهير كل أقسامها وغرفها قبل حلول الليل"، فقرروا المبيت فيها لاستئناف العمل في اليوم التالي وخلال الليل، هاجمهم عناصر حماس.

يستمر القصف على المناطق المدنية في القطاع

يشير التقرير، إلى أنه في الأسبوع الأول من دخول الجيش إلى خان يونس، لم تظهر مقاومة شديدة كما حصل في شمال قطاع غزة. ويقدر الجيش الإسرائيلي أن حماس تقوم أولًا بتحصين نفسها، ثم تتعرف ببطء على أنماط نشاط جيش الإسرائيلي الذي وصل حديثًا للمنطقة. لذا تزايدت عمليات الاحتكاك في خان يونس في الأسبوع الماضي، وقد تتزايد أكثر إذا دخل الجيش إلى معاقل القتال الرئيسية في خان يونس، مثل مخيمات اللاجئين في المدينة.

ولا تزال هناك دلائل مهمة عن سيطرة حماس على خان يونس، وبالتالي فإن العملية في المدينة يجب أن تستمر لعدة أسابيع أخرى، ربما مع إضافة ألوية للجيش الإسرائيلي لـ"تحقيق إنجاز هناك"، وفقًا لحديث المراسل.

ولتحقيق هذا الهدف، تركز وحدات النخبة في الفرقة 98 من جيش الاحتلال، على مهمة محاولة الاقتراب قدر الإمكان من كبار مسؤولي حماس.

يوضح التقرير أن فرق الجيش الإسرائيلي في المدينة تعرف أن وقتها محدود، وأن حماس تثبت أنها "جيش لا نهاية له"، وبالتالي هناك حاجة إلى الاختيار بين المهام، والأهداف الأكثر قيمة، وتدمير الأنفاق الأكثر أهمية، وعدم التوقف أمام كل نفق يتم اكتشافه يوم أو يومين. بل عليها التوجه إلى مدينة دير البلح المجاورة أو إلى البريج، والنصيرات شمال خان يونس التي لم يدخلها الجيش الإسرائيلي بعد.

يشير زيتون، إلى أنه حتى في شمال القطاع، لا تزال هناك "جيوب مقاومة" أخرى كثيرة، في نهاية هذا الأسبوع فقط، خاض عناصر جيش الاحلتال من اللواء 401 من سلاح المدرعات والكتيبة 13، معركة استمرت لساعات ضد العشرات من مقاتلي حماس في حي الرمال، وهو الحي الذي كان أحد الأهداف الأولى التي وصل إليها الجيش الإسرائيلي خلال عمليته البرية.

لا تزال هناك دلائل مهمة عن سيطرة حماس على خان يونس، وبالتالي فإن العملية في المدينة يجب أن تستمر لعدة أسابيع أخرى، ربما مع إضافة ألوية للجيش الإسرائيلي لـ"تحقيق إنجاز هناك"

وفي مخيم جباليا أيضًا، استمرت المعارك أول أمس ضد عشرات من مقاتلي حماس، لمدة ساعات.

ويلفت التقرير إلى أن المعارك متواصلة في شمال قطاع غزة، وأن آلاف من مقاتلي حماس، وكبار مسؤوليها ما يتواجدون في جنوب القطاع، ومدن وأحياء رفح ودير البلح، والنصيرات والبريج والتفاح، التي لم يدخلها الجيش الإسرائيلي بعد، مما يدفع الجيش الإسرائيلي إلى الاستنتاج أن نهاية الحرب لا تزال على بعد أشهر عديدة، وكل إعلان عن الاقتراب من "تدمير" حماس، منفصل عن الواقع ووهم.