يرى الكثير من الناس إلى عيد الحب، الذي يصادف 14 شباط/ فبراير من كل عام، بوصفه فرصة للتعبير عن مشاعرهم تجاه بعضهم البعض، أو حتى لإعادة إحيائها بعد فتورها. ولكن، هل لا يزال الحب الذي يُحتفل به اليوم هو نفسه الذي كان قبل 10 سنوات، أو 20، أو حتى مئة؟
الإجابة هي بكل تأكيد: لا. فالحب، شأنه شأن الكثير من المشاعر الأخرى، طرأت عليه تغيّرات مختلفة نتيجة الحداثة، والعولمة، والرأسمالية، وتنامي النزعة الاستهلاكية، بالإضافة إلى التطور التكنولوجي. ولأجل فهم تحولاته والعودة إلى صورته الأولى، نرشّح لكم 4 كتب تساعد على ذلك.
1- الحب عن بعد: أنماط حياتية في عصر العولمة
يقدّم أولريش بك وإليزابيث بك – غرنزهايم في كتابهما "الحب عن بعد: أنماط حياتية من عصر العولمة" (منشورات الجمل 2014/ ترجمة حسام الدين بدر)، دراسة حول "الحب النائي" وفوضى الحب حول العالم، الذي لعب فيها تطبيق مثل "سكايب" دورًا فاعلًا. كما يقدّمان تحليلًا نفسيًا شاملًا لـ "الأسرة المعولمة" التي تجسدها علاقات الحب أو القرابة بين ثنائيات من البشر يعيشون في بلدان وقارات مختلفة، بالإضافة إلى مناقشة الاختلاف بينها وبين الأسرة التقليدية.
2- الحب السائل: عن هشاشة الروابط الإنسانية
يبيّن عالم الاجتماع البولندي زيغمونت باومان في كتابه "الحب السائل: عن هشاشة الروابط الإنسانية" (الشبكة العربية للأبحاث والنشر، 2016/ ترجمة حجاج أبو جبر)، كيف دمّر المجتمع الاستهلاكي ديمومة وعفوية – تلقائية وعاطفية العلاقات الوجدانية، عبر دفع الإنسان الحديث إلى التعامل مع العاطفة بوصفها سلعة يمكن الاستغناء عنها، في أي لحظة، بعد اشباع رغبته في استهلاكها. فالعصر اليوم هو عصر اللذة الفورية قصيرة الأجل، والتطلع المستمر إلى الأفضل بسبب عدم الرضا بالمتاح.
3- لماذا يجرح الحب: تجربة الحب في زمن الحداثة
تتناول إيفا إيلوز في كتابها "لماذا يجرح الحب: تجربة الحب في زمن الحداثة" (صفحة سبعة، 2020/ ترجمة خالد حافظي) الحب وما يرتبط به من زوايا سوسيولوجية وفلسفية وأدبية تبيّن من خلالها كيف تحوّل إنسان ما بعد الحداثة إلى كائن جريح يتسوّل العاطفة والشفقة والحنين المستمر إلى حضن دافئ ولحظة حب حتى لو كانت قصيرة الأجل. كما توضح أيضًا تداعيات الحداثة والأنظمة الرأسمالية وتنامي النزعة الاستهلاكية على عواطف الإنسان وحياته اليومية.
4- حميميات باردة: تشكيل الرأسمالية العاطفية
تواصل إيفا إيلوز في كتابها "حميميات باردة: تشكيل الرأسمالية العاطفية" (صفحة سبعة، 2021/ ترجمة كريم محمد) الاشتغال على موضوعي الحب والعاطفة في ظل المجتمع الرأسمالي، حيث تبيّن كيفية تشكيل الرأسمالية العاطفية التي تجعل من العاطفة: "كيانات يمكن تقييمها وفحصها ومناقشتها والمساومة عليها وتقديرها كميًا وتسليعها".