بذل الفلسطينيون جهدًا كبيرًا لتدوين سيرتهم والحفاظ على ذاكرتهم، التي سعت دولة الاحتلال إلى تشويهها وطمسها لصالح ترويج سرديتها الزائفة والمخترعة حول النكبة، التي صادف أمس الذكرى الـ 75 لوقوعها.
وإلى جانب الأكاديميين والمؤرخين والباحثين الذين حملوا على عاتقهم هذه المهمة، سعى الروائيون أيضًا إلى كتابة حكاية فلسطين ومأساة شعبها وحفظ ذاكرته، خاصةً أن الرواية تقول ما لا تقوله كتب التاريخ، وتأخذ بعين الاعتبار التفاصيل الصغيرة والعابرة التي يهملها المؤرخ عادةً، ما يجعل من الحكاية أكثر عمقًا وقربًا من القارئ.
فيما يلي 5 روايات تسلط الضوء على معاناة الشعب الفلسطيني، وتستعرض أوضاعه الاقتصادية والاجتماعية والسياسية قبل وأثناء وبعد النكبة، وتحاول أيضًا الوقوف على أسباب وقوعها.
1- زمن الخيول البيضاء
تغطي "زمن الخيول البيضاء" (الدار العربية للعلوم ناشرون، 2007) للفلسطيني إبراهيم نصر الله، نحو 129 عامًا من تاريخ فلسطين، إذ تمتد أحداث حكايتها منذ أواخر العهد العثماني وصولًا إلى عام النكبة. وهي حكاية ثلاثة أجيال لعائلة فلسطينية يسلط نصر الله من خلالها الضوء على معاناة الفلسطينيين خلال الحكم العثماني، فالانتداب البريطاني، وصولًا إلى النكبة. كما يستعرض عبرها الأوضاع السياسية والاجتماعية والاقتصادية التي كانت سائدة آنذاك.
2- بينما ينام العالم
تروي "بينما ينام العالم" (بلومزبري – مؤسسة قطر للنشر، 2012/ ترجمة سامية شنان تميمي) للفلسطينية سوزان أبو الهوى، قصة أربعة أجيال لعائلة فلسطينية تنقلب حياتها بعد النكبة التي تتعرض خلالها للتهجير إلى مخيم جنين، حيث ستُكتب هناك فصول جديدة من فصول مأساتها، إذ تخبرنا حفيدة كبير العائلة، وراوية حكايتها، بأن لها شقيقًا فدائيًا وآخر خُطف في صغره وتربّى لدى عائلة إسرائيلية، وأصبح جنديًا في الجيش الإسرائيلي.
3- أولاد الغيتو: اسمي آدم
أولاد الغيتو: اسمي آدم" (دار الآداب، 2016) للروائي اللبناني الياس خوري، حكاية بائع فلافل فلسطيني يعيش في نيويورك ويموت فيها تاركًا خلفه دفاتر دوّن فيها حكايته الشخصية، التي تبدأ بعثور أحدهم عليه طفلًا فوق جثة امرأة خلال أيام النكبة. وعبر هذه القصة، تستعرض الرواية ما جرى في مدينة اللد أيام النكبة، وتسلط الضوء على المجزرة التي ارتكبتها العصابات الصهيونية بحق سكانها، وكذا الغيتو الذي احتجزت فيه من تبقى حيًا منهم.
4- رام الله
تقوم رواية "رام الله" (منشورات المتوسط، 2020) للروائي الفلسطيني عبّاد يحيى، على سير متفرقة تشكّل، معًا، سيرة وصورة وتحولات مدينة رام الله منذ مطلع القرن العشرين وحتى عام 2017. وهي سير موزعة على مراحل زمنية مختلفة تبدأ بالحكم العثماني، فالانتداب البريطاني، ثم النكبة، والنكسة، وصولًا إلى اتفاق أوسلو. ولكل مرحلةٍ شخصياتها وحكاياتها التي تشكل، في نهاية المطاف، سيرةً للمكان وناسه.
5- التغريبة الفلسطينية
تمتد حكاية "التغريبة الفلسطينية" (الدار الأهلية، 2022) للكاتب والشاعر الفلسطيني وليد سيف، على أكثر من 3 عقود، وتروي حكاية عائلة فلسطينية فقيرة تعمل في الزراعة وتعكس معاناتها، سواءً في القرية قبل النكبة أو في مخيمات اللجوء بعد تهجيرها منها، معاناة الشعب الفلسطيني بأكمله.