يُعتبر الفيلسوف البولندي زيغمونت باومان (1925 – 2017)، واحدًا من أهم علماء الاجتماع المعاصرين، وأحد أبرز المفكرين في مجال النظرية النقدية، إضافةً إلى قضايا ومسائل الحداثة والعولمة ومجتمع الاستهلاك والسلطة واللامساواة.
اشتُهر زيغمونت باومان بتقديمه نظرية "الحداثة السائلة"، التي صاغها في سلسلته الشهيرة "السيولة" (8 كتب)، التي بحث ودرس وناقش وعالج فيها مجموعة من المفاهيم التي طالتها "السيولة"، مثل الحياة، والحب، والأخلاق، والأزمنة، والخوف، والمراقبة، والشر.
تُرجمت سلسلة "السيولة" إلى اللغة العربية إلى جانب بعض مؤلفاته الأخرى، التي صدرت عن دور نشر عربية مختلفة تتقدمها "الشبكة العربية للأبحاث والنشر" و"دار شهريار"، التي أصدرت عددًا كبيرًا من مؤلفاته، آخرها 5 كتب أصدرتها دفعة واحدة قبل أيام قليلة، وجميعها من ترجمة محمود أحمد عبد الله.
هنا وقفة معها.
44 رسالة من عالم الحداثة السائلة
يضم كتاب "44 رسالة من عالم الحداثة السائلة" 44 رسالة يكشف زيغمونت باومان في كل واحدة منها عن جوانب غير عادية، وقلما يُلتفت إليها، في عالم "الحداثة السائلة" الذي يكتسب هذا الوصف من عدم قدرته على الثبات على ما هو عليه، والحفاظ على شكله لفترة طويلة. ولذلك فإن الرسائل تتمحور حول هذا العالم، وحداثته، وموقع الإنسان فيه، وتأثير تبدلاته عليه.
الهوية: حوارات مع بينديتو فيشي
مفهوم الهوية في العالم الحديث، وما يرتبط بها ويتفرع عنها، هو موضوع كتاب "الهوية" الذي يتضمن مجموعة من الحوارات التي أجراها الصحفي الإيطالي بينديتو فيشي مع باومان، الذي يتحدث عن التحولات المستمرة التي تمر بها هوياتنا الاجتماعية في ظل انعدام الأمن الذي يُعتبر سمة العصر، إلى جانب عدم اليقين بوصفه العنوان الأبرز للحداثة السائلة، التي جعلت من الهوية أمرًا خطيرًا.
أرواح مهدورة: الحداثة والمنبوذون منها
يتحدث عالم الاجتماع البولندي في كتابه "أرواح مهدورة: الحداثة والمنبوذون منها"، عن المنبوذين أو البشر غير الضروريين أو، بمعنى آخر، "النفايات البشرية" من المهاجرين واللاجئين وغيرهم من الفئات التي يرى أن نبذها هو نتيجة حتمية للحداثة، وواحد من الآثار الجانبية لعملية التقدّم الاقتصادي التي أدت إلى ظهور كميات كبيرة، وقابلة للزيادة بصورة دائمة، من البشر المحرومين من أدنى مقومات البقاء.
العمى الأخلاقي: فقدان الحساسية في الحداثة السائلة
في "العمى الأخلاقي: فقدان الحساسية في الحداثة السائلة"، يسلط زيغمونت باومان برفقة الفيلسوف الليتواني ليونيداس دونسكيس، الضوء على واحدة من أكثر أزمات العصر الحالي تعقيدًا وخطورة وإثارةً للاهتمام، وهي التنكر لمعاناة الآخرين وفقدان الإحساس بها وصولًا إلى التخلي الكامل عن النظرة الأخلاقية، وهو ما يسميه باومان بـ "العمى الأخلاقي" بوصفه شكلًا جديدًا من أشكال الشر، الذي أنتجه عالم الحداثة السائلة.
المجتمع الفرداني: أن نحيا بطرائق مختلفة
يعالج زيغمونت باومان في كتابه "المجتمع الفرداني: أن نحيا بطرائق مختلفة"، مجموعة من القضايا المرتبطة بميل المجتمعات البشرية إلى التفرد، وتأثير الأخير على حياة الفرد البشري الذي وجد نفسه، بفعلها، محاطًا بمختلف أشكال الخوف، إضافةً إلى الفشل في معالجة أسباب مخاوفه هذه. والكتاب محاولة في فهم هذا الفشل وأسبابه وعلاقته بمحيط الفرد وظروفه في مجتمع أصبح فيه التفرد مصيرًا حتميًا.