تعرف المائدة اليمنية تنوعًا في طعامها وأطباقها الغذائية، بتنوع مدنها ومحافظاتها، وتاريخها وحضارتها، إذ إن بعض هذه الأطباق الأكثر أصالة، ترتبط بتاريخ وجغرافيا المدينة التي تنتشر فيها، مثل السلتة والشفوت وبنت الصحن.
تعرف المائدة اليمنية تنوعًا في طعامها وأطباقها الغذائية وبعض هذه الأطباق ترتبط بتاريخ وجغرافيا المنطقة التي تنتشر فيها
هنا نستعرض لكم خمسة من أشهر الأطباق الشعبية الأكثر انتشارًا على المائدة اليمنية، وما تيسر من حكاية كل طبق منها:
اقرأ/ي أيضًا: السمبوسة في اليمن خلال رمضان.. طعام وحياة
1. بنت الصحن
بنت الصحن هي من أشهر الوجبات الغذائية الحُلوة في اليمن، ويرتبط إعدادها وتقديمها عادة بالمناسبات الاجتماعية. وتُعد بنت الصحن من طبقات العجين المقرمش المخبوز بالسمن والمحلاه بالعسل البلدي، والمزينة بالسمسم وحبة البركة.
وتُنسب هذه الوجبة إلى مدينة صنعاء القديمة. أما اسمها "بنت الصحن"، فيرتبط بعادة تقديمها في مناسبات الخطبة والزواج بيد العروس، كعلامة على مهارتها في الطبخ. وكانت تعرف أولًا بـ"البنت في الصحن".
ودرجت العادة سابقًا على أن يقدم هذا الطبق في منتصف وجبة الغداء، قبل أن تُصبح حلوى تقدم بعد الانتهاء تمامًا من الغداء.
2. السلتة
تتربع السلتة على عرش المائدة الصنعانية، كطبق رئيسي لا تكتمل عادة وجبة الغداء بدونه. وتتكون السلتة بصورة أساسية من الحلبة والمرق، وقد يضاف إليها اللحم المفروم أو أنواع مختلفة من الخضار والحبوب مثل البطاطس والأرز.
ويرجع أصل الأكلة إلى الأتراك حين كانوا في صنعاء. ويقال إن اسمها مشتق من لفظة تركية تعني أكلًا مخلوطًا، فالسلتة تعتمد أساسًا على خلط الأكل من لحم وخضروات، مضافًا إلى المرقة والحلبة.
تقدم السلتة عادة في إناء حجري أو فخاري مقعّر، وتؤكل بخبز الملوج المخبوز في التنور أو بالكدم. ويفضلها الرجال في اليمن خلال وقت الغداء، لاشتهارها بزيادة مفعول القات وتحسين مذاقه.
3. الشفوت
تعتبر الشفوت وجبة خفيفة وسريعة التحضير، إذ تحضر بشكل أساسي من مزيج الخبز الرقيق المسمى باللحوح، واللبن، ثم يضاف إلى هذا المزيج بعض البهارات والتوابل، وربما قطع من الخيار والطماطم.
ويقدم طبق الشفوت على موائد الغداء أو العشاء، ويكثر تحضيره خلال الإفطار في رمضان، كونه يمزج بين الترطيب والقيمة الغذائية المُشبعة.
ويقال إن طبق الشفوت بدأ مع يهود اليمن، وأن اسمه مقتبس من أيام الشفعوت المقدسة عند اليهود أو من يوم السبت المقدس لدى اليهود، حيث كان يقال بالعامّية "لحقه الشبّوت"، فكان اليمنيون يقدمون لليهود اللبن والخبز في سبتهم للإفطار.
4. العصيد
العصيدة أو العصيد، هو طبق عربي أصيل واسع الانتشار في الجزيرة العربية وبعض الدول العربية وغير العربية في أفريقيا. إلا أنه مع مرور الزمن دخلت عليه الإضافات، وأصبح في كل بلد له خصوصيته في المذاق والقيمة الغذائية.
وينتشر طبق العصيد خاصة في محافظتي إب وتعز، كما تنتشر المطاعم المتخصصة في تحضيره. ويُعد العصيد بخلط دقيق الذرة أو البر مع الماء والملح واللبن، وتسخين هذا الخليط على النار حتى ينضج.
ويقدم العصيد في إناء المدرة، وهو إناء حجري أو من الفخار. وقد يضاف إلى العصيد العسل أو السمن البلدي واللبن، كما يمكن أن يقدم بالمرق. ولثقل قوامها وغناها بالبروتينات، أصبحت وجبة العصيد أساسية بين اليمنيين في سنوات الحرب، بعد أن كانت من الوجبات الموصوفة في قائمة طعام الفقراء.
5. الفتوت
يعتبر الفتوت وجبة طوال اليوم، إذ يُتناول صباحًا أو مساء أو في الغداء. وتشتهر بها مائدة السحور اليمنية، خاصة في مدينة إب، حيث يعرف هذا الطبق بـ"الزوم".
ويتكون الفتوت من شرائح الخبز الصغيرة مضافًا إليها المطيط، وهو خليط اللبن والدقيق والملح. ويقدم هذا الخليط بين الخبز والمطيط، مضافًا إليه العسل أو التمر أو الموز، وربما أيضًا المرق والبيض.
ويسمى الطبق بحسب ما يضاف إليه، فيقال: فتوت تمر أو عسل أو موز، وهكذا. وتختلف طريقة تحضيره وما يضاف إليه، من منطقة إلى أخرى في اليمن. وعلى كل حال، فهو طبق خفيف، يفضله اليمنيون في الوجبات الخفيفة مثل الفطار والعشاء.
اقرأ/ي أيضًا:
حوار| الشيف سفيان مصطفى: لولا اللحم المشوي لما صنع الإنسان الحضارة