هو أحد أهم الشعراء العرب على الإطلاق، وأحد أهم روّاد مدرسة البعث والإحياء، تلك المدرسة التي اهتمت عبر تاريخها بالعودة إلى أصول الشعر العربي في عصور مجده من الالتزام بالقوافي والبحور، فعانق شعراءها المجد من أطرافه. شوقي الملقب بـ "أمير الشعراء" ولد في القاهرة في 16 تشرين الأول/ أكتوبر 1868 لأب شركسي وأم يونانية تركية. حياة مليئة بالأحداث والمحطات عاشها شوقي حتى وافته المنية في 14 تشرين الأول/ أكتوبر.
عبر حياته التي امتدت لـ 64 عامًا أنتج شوقي تراثًا هامًا من الشعر لا تزال آثاره حاضرة إلى اليوم، كتب شوقي عن موضوعات كثيرة منها الحب والوطن والمدح النبوي والوجد والمنفى.
نستعرض فيما يلي أهم هذه القصائد.
1- مضناك جفاه مرقده:
مولاي وروحي في يده.. قد ضيعها سلمت يده
عن نيران الحب المشتعلة وغير المرئية كتب شوقي إحدى أهم وأشهر قصائده على الإطلاق، تتحدث القصيدة عن الاشتياق والوجد ورغم ذلك لا تخلو من حديث عن الوفاء لمن نحب.
زاد شهرة القصيدة أن غناها مطرب الملوك والأمراء محمد عبد الوهاب، في مقام الحجاز اختار موسيقار الأجيال أن يلحن القصيدة التي يفيض الحزن من جنباتها.
2- غربة وحنين:
اختلاف الليل والنهار ينسي.. اذكرا لي الصبا وأيام أنسي
كانت جده شوقي لأمه تعمل وصيفة في القصر الملكي للخديوي إسماعيل، تولت تربيته فزاد ذلك من التصاقه بالقصر الملكي وتأييده له.
الأمر الذي كان له بالغ الأثر على وجدان وثقافة شوقي، دفعه ذلك إلى تأييد الخديوي توفيق الذي كانت سلطته مهددة من الإنجليز الذين قاموا على إثر ذلك بنفي شوقي إلى إسبانيا.
خلال منفاه سيطرت عليه مشاعر الحنين للوطن فكتب مجموعة من أروع القصائد التي تصف الاشتياق للوطن بمداد من ألم ووجد، قصيدة غربة وحنين المقررة على طلاب مرحلة الثانوية بمصر أشهر هذه القصائد على الإطلاق.
3- نهج البردة:
يا لائِمي في هَواهُ وَالهَوى قَدَرٌ لَو شَفَّكَ الوَجدُ لَم تَعذِل وَلَم تَلُمِ
لشوقي إسهامات بارزة في المديح النبوي، كتب عدة قصائد عن مدح النبي لا تخلو من حب واعتزاز جارف بالنبي محمد وآل بيته، في تعبير صريح عن نشأته الدينية وتأثره بشعراء عصر صدر الإسلام ومن تلاهم.
على نهج قصيدة البردة الشهيرة للإمام البوصيري كتب شوقي معارضته التي غنتها السيدة أم كلثوم من ألحان رياض السنباطي، فحازت شهرة جعلتها من أهم قصائد المديح في العصر الحديث.
4- سلوا قلبي:
وما نيل المطالب بالتمني.. ولكن تؤخذ الدنيا غلابا
عن الدنيا، أحلامها وخيباتها، عن الحب أحيانا وعن الاعتزاز بالدنيا أحيان أخرى كتب شوقي قصيدته "سلوا قلبي" التي تحتوي على مجموعة من أشهر أبياته على الإطلاق.
يجدّد شوقي دعوته إلى الراغبين في أن يحيوا حياة سعيدة، ينصحهم بأن يأخذوا الحياة على محمل الجد ولا يركنوا لليأس، بصبغة شعرية رفيعة المستوى جعلت القصيدة ملهمة للأجيال، حتى أن بعض أبياتها تكتب على الجدران.
5- مصرع كليوباترا:
الجماهيرُ يا مليكَةُ بالشطِّ
يموجونَ في حبورٍ وبِشْرٍ
يعتبر عام 1893 انطلاقة شوقي في عالم المسرح، حيث ألّف أولى مسرحياته الشعرية علي بك الكبير، توقف شوقي عقب كتابه المسرحية إلى أن انطلق انطلاقته الكبيرة في عام 1927 فكتب مسرحية مصرع كليوباترا.
عن كليوباترا أخر ملوك البطالمة في مصر، عن أخر أيامها وعن موقعة أكتيوم، سطر شوقي مسرحيته الهامة ثم تبعها بعديد من المسرحيات مثل "مجنون ليلى" و "قمبيز" و "عنترة".
اقرأ/ي أيضًا: