كثيراً ما تشيع بعض الأقاويل والأساطير عن شيء ما حتى تصبح بمثابة حقائق. وتكون هذه الخرافات على درجة كبيرة من المعقولية تمنعنا من التساؤل عن مدى صحتها، كالقول الشائع بأن السباحة بعد تناول الطعام تؤدي إلى الغرق، أو العلكة التي نبتلعها تظل في المعدة سبع سنوات.
يتداول السيّاح في موسم السفر العديد من الخرافات والأفكار المغلوطة
تشق مثل هذه الأقاويل طريقها إلى مخططات سفرنا كذلك. هل هناك حقاً يوم في الأسبوع تكون فيه حجوزات الطائرات أرخص من غيره؟ هل من الآمن شرب المياه من الصنبور في دول أخرى؟
قررنا اليوم أن نتعمق في أشهر هذه الأقاويل والخرافات الشائعة عن السفر والسياحة والتأكد من حقيقتها.
1) هل الثلاثاء هو أنسب أيام الأسبوع لحجز تذاكر الطائرة؟
ربما تكون هذه نصيحة مقبولة نوعًا ما قبل 20 عاماً، لكنها لم تعد حقيقية في أيامنا هذه.
حين بدأت شركات الطيران ببيع التذاكر على الإنترنت كانت التذاكر تنشر وفق جدول منتظم، وإن كنت قمت بحجز تذكرتك بعد رفعهم للتذاكر الجديدة مباشرة قد تكون حينها أحد المحظوظين الذين يحصلون على التذاكر المحدودة رخيصة الثمن. أما اليوم فلم تعد المعادلة بهذا القدر من البساطة، فسعر تذكرة الطائرة يعتمد على عوامل عدة منها وقت السفر ومدى القرب بين توقيت الحجز وموعد السفر ووجهة السفر وعوامل أخرى كثيرة.
لكن رغم عدم وجود دليل حاسم يحدّد أنسب الأيام لحجز تذكرة الطائرة، يفإن بعض المختصين يرون إن أفضل أيام السفر هي الثلاثاء والأربعاء والسبت، حيث لا يكون هناك الكثير من الطلب على التذاكر من قبل المسافرين لغرض العمل.
2) لا تشرب من مياه الصنبور أثناء السفر
لا يمكن اعتماد هذه النصيحة بشكل مطلق، إذ يعتمد الأمر في هذه الحالة على وجهة السفر، والمعلومات المتوفرة عن الموضوع. فمخاطر تلوث المياه تزيد في الدول الأقل تطوراً، لكن ليس هذا هو العامل الوحيد. فعلى المسافر أن يقوم بالبحث قبل الإقدام على شرب المياه من الحنفية. فقد تكون نوعية المياه في فندق فاخر في دولة نامية خير من مياه الصنبور في إحدى المدن في دولة متقدمة لا تتمتع بمعايير السلامة الملائمة.
وبحسب المختصين، فعلى المسافرين تفحص صفحات صحة المسافرين في موقع مركز الوقاية من الأمراض ومكافحتها، والقراءة عن الإرشادات الخاصة بوجهة سفرهم، خصوصاً فيما يتعلق بمعايير إدارة النفايات ومعالجة المياه. ويقول شريدر يمكنك كذلك سؤال السكان المحليين عن جودة مياه الصنبور في بلادهم.
3) الفنادق لا تغسل ملاءات السرير والشراشف
أصبحت أغطية الأسرة القديمة الثقيلة شيئاً من الماضي في الفنادق الحديثة، وهذا أمر حسن. بحسب خبراء مجال الفندقة والضيافة، فتلك الأغطية لم تكن سهلة الغسل والتنظيف واعتادت كثير من الفنادق غسلها على فترات متباعدة قد تصل إلى تسعين يوماً فيما سبق (يا للهول!).
أما اليوم فتستخدم معظم الفنادق الألحفة الخفيفة، والتي يسهل تنظيفها وتغييرها. يقول الخبراء إن الفنادق تقوم بغسل الأغطية يومياً أو في الفترات ما بين الضيفين، لكن الجزء الداخلي من الألحفة يتم غسلها بوتيرة أقل.
4) التأنق في الملبس هي الطريقة الأفضل للحصول على مقعد أفضل في الطائرة
رغم أن البعض يفضل ارتداء الملابس الأنيقة في السفر في كل الأحوال، يقول الخبراء إن فعل ذلك لن يمنحك الأفضلية ولن يزيد فرصك في الحصول على ترقية مجانية من الدرجة الاقتصادية إلى الدرجة الأولى.
بحسب كارولين تيل، مديرة شركة سمارتر ترافل "يمكنك أن ترتدي ما تشاء فليس للأمر تأثير على قرار ترقيتك إلى درجة أفضل، بل الأمر متعلق بمكانة العميل لدى شركة الطيران. يمكنك تعزيز مكانتك لدى شركات الطيران عبر الاشتراك في برامجها المخصصة لذلك. أو يمكنك أن تكون لطيفاً وتقبل طلب المضيفة الانتقال إلى مقعد آخر حتى تتمكن أسرة مسافرة من الجلوس بجوار بعضهم البعض.
5) الفنادق لا تستخدم الرقم 13 وليس فيها طابق بهذا الرقم
هذا صحيح في كثير من الأحيان! عدد كبير من فنادق الولايات المتحدة لا يوجد بها الطابق الثالث عشر بالفعل، بل تقفز من الطابق الثاني عشر إلى الرابع عشر مباشرة وذلك بفعل انتشار الخرافات عن سوء الطالع المرتبط بهذا الرقم. تحيد بعض الفنادق الكبرى في نيويورك وفلوريدا عن هذا التقليد، لكنه يظل أمراً شائعاً بين مطوري الفنادق وشركات الفندقة، فكثير من العملاء والضيوف لن يرغبوا في حجز غرفة في الطابق الثالث عشر.
6) يجب عليك البحث عن تذاكر الطيران أثناء تفعيل وضع المتخفي في المتصفّح
بحسب الخبراء، ليس هناك دليل على أن شركات الطيران تتجسس عليك وتعاقبك على عدم شراء التذاكر عبر زيادة سعرها. بل إن هذا الأمر مخالف للحكمة الشائعة في أوساط التسوق الإلكتروني والتي تقضي بخفض الأسعار لتحفيز المستهلك على الشراء.
اقرأ هنا: انتبه.. التصفح المتخفي للمواقع الإباحية لا يضمن الخصوصيّة تمامًا!
بحسب خبير السفر، فإن مسح تاريخ التصفح وملفات الارتباط لن يؤدي إلى تغيير في سعر تذاكر الطيران، بل يعتمد الأمر على مدى توافر التذاكر والمدة التي تفصل توقيت الحجز عن توقيت السفر نفسه.
7) استخدم العملة المحلية أثناء وجودك في دولة أجنبية
ينصح الخبراء المسافرين دائماً باختيار الدفع بالعملة المحلية أثناء استخدامهم لبطاقات الائتمان. وذلك تجنباً لدفع مصاريف تحويل العملة، وهي تكلفة إضافية تضاف على مصاريف تحويل العملة إذا اختار المرء الدفع بعملة بلاده في دولة أجنبية. والأفضل من ذلك استخدام بطاقات ائتمانية لا تكلف حاملها مصاريف تحويل العملة.
مع ذلك يظل الدفع بالنقود طريقة دفع مثالية ومقبولة في كثير من الأماكن وقد تكون طريقة الدفع الوحيدة في بعض المتاجر. لكن لأسباب الأمن والسلامة يجب على المسافرين تجنب حمل أكثر مما يكفيهم في يومهم من النقود. كما ينصبح بتجنب صرف العملة في المطار، فأسعار الصرف غالباً ما تكون مرتفعة في المطارات.
إن كان المصرف الذي تتعامل مع لا يقوم بتحميلك تكلفة استخدام ماكينات الصرف ATM في الخارج، فستكون تلك هي الطريقة المثلى لتحويل الأموال بأسعار صرف معقولة.
8) التسوّق في السوق الحرة أوفر
تبيع متاجر السوق الحرة بضائع لم تفرض عليها الضريبة في البلد الذي تقع به، لكن هل يعني ذلك أنك تشتريها بثمن أرخص؟
قد يصح ذلك في بعض البلدان، لكن في الولايات المتحدة تباع هذه البضائع بأسعار المطارات والتي قد تفوق سعر السلعة مع الضريبة في بعض الأحيان. قد تكون أسعار السلع التي تخضع لضرائب مرتفعة مثل المشروبات الكحولية والسجائر والعطور أفضل ثمناً في متاجر السوق الحرة، لكن من الأفضل لك شراء السلع الأخرى من المتاجر العادية والتأكّد من السعر قبل الشراء. تجنب كذلك شراء الهدايا التذكارية والحلوى التقليدية، فأسعارها تكون مرتفعة في متاجر السوق الحرة.
بحسب الخبراء، تحاول متاجر السوق الحرة إيهام المسافرين بأنهم يحصلون على صفقات رائعة في البضائع التي يشترونها. لكن الأمر يعتمد في الأساس على ما تشتري والسبب الذي يدفعك للشراء.
