أسهب نتنياهو مؤخرًا في الحديث عن محددات ما يوصف باليوم التالي للحرب، وكان لافتًا في حديثه محاولتُه القفز على كلّ الخطط المطروحة، بما فيها التصور الأميركي الذي تعكسه مبادرة بايدن لوقف إطلاق النار التي أعلنت تل أبيب موافقتها عليها، وأكّد بايدن على أنّها مقترحٌ إسرائيلي مقبول للحل.
وفي ردّها على معالم الخطة التي أعلن عنها نتنياهو، قالت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" إن تصريحات رئيس الحكومة الإسرائيلية بشأن إدارة قطاع غزة هي "تأكيد واضح على رفضه قرار مجلس الأمن الدولي ومقترحات الرئيس الأميركي جو بايدن".
حيث تضمن قرار مجلس الأمن الدولي ومقترح بايدن لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى انسحابًا كاملًا لإسرائيل من القطاع، وبالتالي عدم تدخل تل أبيب في تقرير مصير قطاع غزة الذي يقرره الفلسطينيون.
إدارة مدنية بالتعاون مع محليين
كشف رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، في مقابلةٍ مع القناة 14 الإسرائيلية، أنه يريد "إنشاء إدارة مدنية بالتعاون مع فلسطينيين محليين"، وعبّر نتنياهو في المقابل عن رفضه الشديد تسليم قطاع غزة للسلطة الفلسطينية قائلًا "إنه لن يسمح بذلك". مع العلم أنّ عددًا من الفعاليات الاجتماعية في قطاع غزة أعلنت رفضها القاطع تولّي حكم غزة.
وتحدث نتنياهو في هذا الصدد عن إمكانية حكمٍ عسكريٍ مؤقت للقطاع، مشيرًا إلى أن إعادة الاستيطان إلى غزة ليست أمرًا واقعيًا. في استبعادٍ منه لدعوات شركائه في الحكومة، وخاصة إيتمار بن غفير، للسماح بعودة الاستيطان إلى غزة.
يسعى نتنياهو إلى إنشاء إدارة مدنية بالتعاون مع فلسطينيين محليين لحكم قطاع غزة مع وصاية إسرائيلية مستمرة عبر حكم عسكري تصفه تل أبيب بالمؤقت
كما أعرب نتنياهو عن عدم استعداده "لإقامة دولة فلسطينية"، منسجمًا في هذا الموقف مع موقف حلفائه في الحكومة ولا سيما وزير المالية، بتسلئيل سموتريش، الذي يقود مخطط دفع السلطة الفلسطينية إلى الانهيار وتسريع وتيرة الاستيطان في الضفة للحيلولة دون إمكانية ضمّها لأي "دولة فلسطينية مستقبلية".
ويبدو أنّ خطةً قريبة من خطة سموتريش يعتزم نتنياهو تطبيقها في قطاع غزة.
كما أعلن نتنياهو في تصريحاته الجديدة أن مرحلة القتال الشديد في غزة على وشك الانتهاء، لكنه أكد، في المقابل "عدم استعداده لوقف الحرب قبل القضاء على حركة حماس".
وحول صفقة تبادل الأسرى، قال نتنياهو إنه مستعد فقط لـ"صفقة جزئية يستعيد بها بعض الأسرى المحتجزين لدى المقاومة"، مؤكّدًا على "استئناف الحرب بعد الهدنة لاستكمال أهدافها" على حد تعبيره.
وفي تعليق على هذا الموقف المستجد من نتنياهو نقل موقع والاه العبري عن مسؤول على علاقة بالمفاوضات قوله "إن تصريحات نتنياهو تتسبب بضرر كبير لاحتمال التوصل إلى صفقة".
وادعى نتنياهو في تصريحاته الجديدة أنّ إسرائيل تخوض حربًا على 7 جبهات "ضد حماس وحزب الله في لبنان، والحوثيين في اليمن، والفصائل المسلحة في العراق، وفي سوريا، والضفة الغربية، وإيران".
ردّ حماس
قالت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" إنّ الموقف الذي أعلنه نتنياهو "هو عكس ما حاولت الإدارة الأميركية تسويقه عن موافقة مزعومة من الاحتلال على صفقة التبادل". كما تعكس رفضًا واضحًا لقرارات مجلس الأمن الدولي.
وأشار بيان الحركة إلى أن إصرارها "على أن يتضمن أي اتفاق تأكيدًا واضحا على وقف دائم لإطلاق النار، وانسحابًا كاملا من قطاع غزة، كان لقطع الطريق على محاولات نتنياهو المراوغة والخداع وإدامة العدوان وحرب الإبادة ضد الشعب الفلسطيني".
ودعا بيان حماس "المجتمع الدولي والدول الفاعلة للعمل بشكل حثيث لحمل حكومة الاحتلال على وقف حربها ضد الشعب الفلسطيني، وطالبت الإدارة الأميركية باتخاذ قرار واضح بوقف دعمها الإبادة الشاملة التي يتعرض لها قطاع غزة".