31-ديسمبر-2023
انتخابات عام 2023

تجمع التقديرات على أن الانتخابات التركية هي الأهم خلال عام 2023 (الترا صوت)

عقد حول العالم أكثر من 103 دورة انتخابات، ما بين محلية وأخرى برلمانية ورئاسية، بما في ذلك جولات الإعادة لحسم الانتخابات. وكانت السمة الأبرز لهذه الدورات الانتخابية، هي الاتجاه نحو اليمين، في استمرار للانزياح اليميني منذ العام الماضي.

وفي هذه المادة، نستعرض أبرز الدورات الانتخابية حول العالم، والتي أجريت خلال العام الماضي، والاتجاهات التي تعكسها، من عدة مناطق في العالم.

تشهد الانتخابات حول العالم، انزياحات متواصلة نحو اليمين المتطرف، في حلقة مستمرة منذ عدة أعوام

  • تركيا.. الانتخابات الأهم عام 2023

كانت الانتخابات التركية العامة، التي شملت الانتخابات الرئاسية والبرلمانية، واحدةً من أكثر الانتخابات متابعة في العالم، إذ حصلت على اهتمام كبير، خاصةً لكونها عقدت بعد أشهر من الزلزال المدمر الذي ضرب تركيا وشمال سوريا، بالإضافة إلى تحالف المعارضة التركية غير المسبوق، الذي جاء باعتباره من أبرز التحديات السياسي للرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وحزب العدالة والتنمية.

عقدت الانتخابات في أيار/مايو، بينما تمكن العدالة والتنمية وحلفه المعروف باسم "حلف الشعب" من حسم الانتخابات البرلمانية، ذهبت الانتخابات الرئاسية إلى جولة إعادة، هي الأولى في التاريخ التركي، بين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وزعيم المعارضة التركية كمال كليجدار أوغلو. وشارك في الانتخابات الرئاسية، المرشح المتطرف والمناهض للهجرة سنان أوغان، ومحرم إينجه، الذي انسحب من السباق الرئيسي، بعد ادعاءات عن تشويه وتشهير.

وجاءت الانتخابات، معاكسة لكافة استطلاعات الرأي، إذ حصل أردوغان في الجولة الأولى من الانتخابات على 49.5% من الأصوات، وتمكن من حسم الانتخابات في الجولة التالية بنسبة 52% من الأصوات.

  • الزعيم "الأوحد" للصين

في مسرح مرتب، يتجنب أي حدث غير متوقع، فاز الرئيس الصيني شي جين بينغ بولاية ثالثة غير مسبوقة كرئيس للصين، في آذار/مارس، وذلك خلال جلسة برلمانية، حصل فيها شي على تفويض 2952 عضو من أعضاء البرلمان الصيني، بالإجماع في انتخابات لم يكن فيها أي مرشح آخر.

وجاء تمديد الفترة الرئاسية لشي جين بينغ (69 عامًا)، بعد تمديد ولايته في الأمانة العامة للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني في تشرين أول/أكتوبر من العام الماضي.

وجاء تنصيب شي خلال احتفال في العاصمة الصينية بكين، أقسم خلاله شي على نسخة من الدستور الصيني، واعدًا "ببناء دولة اشتراكية حديثة مزدهرة وقوية وديمقراطية ومتحضرة ومتناغمة وعظيمة". وبذلك يكون شي قد ضمن المناصب القيادية الأهم في الصين لخمسة أعوام قادم، مما يعزز من قبضته على السلطة في الصين.

وكانت الصين، قد قامت بتحديد ولاية الرئيس بـ10 أعوام عام 1982، كان سلفه الرئيس الصيني السابق هو جينتاو عن السلطة بعد نهاية ولايته الرئاسية الثانية، لكن الرئيس الحالي شي قام بإلغاء حدود المدة الرئاسية من القانون عام 2018، مما فتح المجال أمامه للبقاء في المنصب لمدة غير محدودة.

وتعتبر الرئاسة في الصين منصبًا شرفيًا إلى حدٍّ ما، حيث تكمن السلطة الفعلية، في يد رئيس الحزب والجيش، وهي مناصب يمتلكها شي أيضًا.

  • إسبانيا.. اليسار يستدرك نفسه

في منتصف شهر تشرين الثاني/نوفمبر، تمكن رئيس الوزراء الإسباني اليساري بيدرو سانشيز، من المحافظة على حكومته لدورة جديدة. وجاء تشكيل الحكومة، بعد إعادة سانشيز تكليف معظم وزرائه وأعطى وزنًا أكبر لمحيطه المقرب بعدما شكلها بالتحالف مع حزب سومار اليساري. ومن بين الوزراء 22 في الحكومة الإسرائيلية، خمسة من حزب سومار اليساري بزعامة الشيوعية يولاندا دياز التي أبرم معها سانشيز اتفاقًا حكوميًا وأعاد تعيينها وزيرة للعمل، وتسلمت 12 سيدة مناصب وزارية في الحكومة.

وجاء الاتفاق على تشكيل الحكومة، بعد موافقة سانشيز على منح عفو لمجموعة من ساسة كتالونيا، الذين تم إدانتهم بمحاولة الانفصال عن إسبانيا عام 2017.

وكان حزب الشعب اليميني المحافظ قد تصدر الانتخابات، لكن زعيم ألبرتو نونيز فيجو، فشل في الحصول على التفويض اللازم من البرلمان، نهاية شهر أيلول/سبتمبر، من أجل تشكيل الحكومة.

وحصل زعيم حزب الشعب الإسباني ألبرتو نونيز فيجو رسميًا على 172 لصالح محاولته و177 ضده، مع صوت واحد باطل، مما ساهم في فقدان القدرة على تولي منصب رئاسة الوزراء.

  • اليمين يصعد في هولندا

انهارت الحكومة الهولندية، مطلع شهر تموز/يوليو، بعد نقاشات طويلة ارتبطت في محاولة التوصل إلى اتفاق جديد، بشأن تقييد الهجرة إلى هولندا، ومع فشل التوصل إلى اتفاق، انهار التحالف الحكومي بزعامة مارك روتي.

وفي منتصف شهر تشرين الثاني/نوفمبر، إذ تمكن اليميني المتطرف خيرت فيلدرز، وحزبه من الفوز بـ37 مقعدًا في البرلمان، في ما وصف بأنه "واحد من أكبر الاضطرابات السياسية في السياسة الهولندية منذ الحرب العالمية الثانية".

ومع خسارة أحزاب الائتلاف السابق، تمكنت أحزاب اليمين من الصعود بشكلٍ كبير، ويُعرف فيلدرز بأنه سياسي شعبوي، يرأس حزبًا قوميًا ينتمي إلى اليمين المتطرف، هو حزب "من أجل الحرية". وغالبًا ما كان فيلدرز يثير الجدل بسبب مواقفه المعادية للمهاجرين والتي تدعو للتمييز والكراهية، ويحذر مما أسماه "أسلمة هولندا".  

فيلدرز، الذي احتفل بالعالم الإسرائيلي، تزامنًا مع العدوان الإسرائيلي على غزة، أطلق مجموعة من التصريحات المتطرف، منها قوله: إذا "وقعت القدس في أيدي المسلمين، فستكون أثينا وروما تاليتين. وبالتالي فإن القدس هي الجبهة الرئيسية التي تحمي الغرب. إنه ليس صراعًا على الأرض، بل هو معركة أيديولوجية، بين عقلية الغرب المتحرر وأيديولوجية البربرية الإسلامية. هناك دولة فلسطينية مستقلة منذ عام 1946، وهي الأردن"، على حد وصفه. وهذا السردية، هي سردية يروجها اليمين المتطرف في إسرائيل.

داعيًا الحكومة الهولندية إلى الاعتراف بالقدس عاصمة للاحتلال الإسرائيلي، وإطلاق تسمية فلسطين على الأردن لتكون وطنًا بديلاً للفلسطينيين بعد تهجيرهم، وفق ما يقوله.

ووفق مقال لمراسل صحيفة الغارديان للشؤون الأوروبية جون هينلي، فإن انتصار خيرت فيلدرز مؤسس حزب من أجل الحرية اليميني في الانتخابات العامة الهولندية، يؤكد "على المسار الصعودي الذي سلكته الأحزاب الشعبوية واليمينية المتطرفة في أوروبا، والتي تواصل مسيرتها الثابتة نحو التيار الرئيسي ــ مع تعرضها لانتكاسة بين حين وآخر".

ورغم الفوز عدم الحاسم، إلّا أنه فوز يخالف كل التوقعات في أوروبا، كما يشكل قفزةً كبيرةً في تاريخ حزب "من أجل الحرية"، الذي حقق ضعف إجمالي مقاعده عن الانتخابات التي حدثت عام 2021.

ويضيف جون هينلي: "هناك الآن فرصة معقولة لأن يتمكن حزب من أجل الحرية، الذي تجنبه التيار الرئيسي لأكثر من عقد من الزمان بسبب آرائه المتطرفة المعادية للمهاجرين، في وقت ما من العام المقبل، من الانضمام إلى صفوف الأحزاب اليمينية المتطرفة التي تتقدم في معظم أنحاء أوروبا". مضيفًا: "من هلسنكي إلى روما وبرلين إلى بروكسل، تتسلق أحزاب اليمين المتطرف بشكل مضطرد في استطلاعات الرأي، وتعمل على تشكيل سياسات اليمين السائد لتعكس برامجها القومية والشعبوية، وتحتل أدوار وزارية مختارة في الحكومات الائتلافية".

  • اليمين يعود إلى الأرجنتين

في تشرين الثاني/نوفمبر، تمكن اليميني المتطرف خافيير ميلي، من تحقيق المفاجئة الكبيرة في الجولة، وحسم الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية الأرجنتينية، لصالح على حساب مرشح اليسار- الوسط سيرجيو ماسا.

ويعرف عن ميلي المتطرف بتبنيه الخطاب الشعبوي، بالإضافة إلى إعجابه العميق بالرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، والرئيس البرازيلي السابق جايير بولسونارو، حيث يتقاطع معهم في تبني الكثير من المواقف المتطرفة، مثل اعتقاده بعدم بوجود تغير مناخي أو احتباس حراري، ورفضه حق الإجهاض، حتى لو تعرّضت الضحية للاغتصاب، ويؤمن بوجود "مؤامرة ثقافية ماركسية عالمية". 

وتزامن انتخابات اليميني المتطرف، مع الحرب الإسرائيلي على قطاع غزة، وقبل انتخابه، أطلق خافيير ميلي تصريحات داعمة لإسرائيل، إذ قال: إن "الولايات المتحدة وإسرائيل ستكونان أقرب حلفائه"، وأضاف: "إنني أعتبر إسرائيل حليفًا لدرجة أنني قلت سأقوم بنقل السفارة من تل أبيب إلى القدس، تمامًا كما فعل الرئيس الأمريكي السابق ترامب".

وفور إعلانه رئيسًا للأرجنتين، بعد حصوله على 55.82% من أصوات الناخبين في الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية، ظهر ميلي في مقطع مرئي وهو يحتفل وسط أنصاره بفوزه، رافعًا علم إسرائيل، وأطلق مجددًا مواقف داعمة لها.

وتدفق آلاف المتظاهرين إلى شوارع بوينس آيرس، في نهاية شهر كانون الأول/ديسمبر، بعد أن أعلن الرئيس الأرجنتيني الجديد مرسوم طوارئ بعيد المدى يتضمن العشرات من التدابير الاقتصادية المثيرة للجدل، وهي خطوة يتم مقارنتها بتصرفات الملكية المطلقة.

وظهر مايلي على شاشة التلفزيون، محاطًا بـ 12 وزيرًا ومسؤولًا بارزًا، ليكشف النقاب عن مرسوم ادعى أنه سيخرج الدولة الواقعة في أمريكا الجنوبية من "الجحيم الاقتصادي".

مهد مرسوم مايلي الطريق لخصخصة الشركات المملوكة للدولة، وجرد العمال من حقوقهم بما في ذلك إجازة الأمومة، وأنهى القيود المفروضة على الصادرات، وغير قوانين تأجير المساكن وملكية الأراضي للسماح بالاستثمار الأجنبي. كما رفع مايلي قبعته إلى الملياردير اليميني إيلون ماسك، الذي أيد حملته، من خلال الإعلان عن تغييرات في سوق الإنترنت عبر الأقمار الصناعية في الأرجنتين من شأنها أن "تسمح بدخول شركات مثل ستارلينك".

ووصفت ميريام بريجمان، اليسارية البارزة والمرشحة الرئاسية السابقة، المرسوم بأنه "خطة معركة ضد الطبقة العاملة" وحثت على تنظيم إضراب فوري على مستوى البلاد. وغردت قائلة: "هناك الكثير من المخالفات هنا ولا أعرف من أين أبدأ"، متهمة مايلي باستغلال مرسوم الطوارئ لتجاوز الكونجرس.

  • اليونان.. اليمين يحافظ على نفسه

بينما وقعت واحدة من أكبر كوارث غرق القوات التي تقل المهاجرين قبالة السواحل اليونانية، كانت اليونان على موعد مع الانتخابات العامة في حزيران/يونيو، تمكن فيها حزب الديمقراطية الجديدة المحافظ في اليونان من الانتصار في الانتخابات البرلمانية، حيث حصل رئيس الوزراء كيرياكوس ميتسوتاكيس على فترة أخرى مدتها أربعة أعوام، في الجولة الثانية من الانتخابات.

تقدم حزب الديمقراطية الجديدة من يمين الوسط بنسبة 40.5% من الأصوات و158 مقعدًا في البرلمان المؤلف من 300 مقعد.

وتفوق حزب الديمقراطية الجديدة المحافظ  بأكثر من 20 نقطة على ائتلاف سيريزا اليساري الذي فاز في انتخابات عام 2015 في ذروة أزمة الديون وأدار البلاد حتى عام 2019، عندما خسر أمام حزب الديمقراطية الجديدة.

وفي المقابل، خسر ائتلاف سيريزا أكثر من 30 نائبًا في البرلمان، مقارنة مع الدورة السابقة. كما تمكنت مجموعة من أحزاب اليسار الصغيرة من الوصول إلى البرلمان. وفي الوقت نفسه، فازت عدة أحزاب اليمينية كذلك بمقاعد في البرلمان، بما في ذلك حزب مناهض للهجرة يطلق على نفسه اسم سبارتانز.

وبعد الهزيمة في الانتخابات، أعلن زعيم المعارضة اليساري اليوناني أليكسيس تسيبراس، أنه سيتنحى عن زعامة حزبه بعد الهزيمة في الانتخابات اليونانية العامة.

وشغل تسيبراس (48 عامًا) منصب رئيس وزراء اليونان من عام 2015 إلى 2019 خلال السنوات المضطربة سياسيًا وماليًا، حيث كافحت البلاد للبقاء في منطقة اليورو وإنهاء سلسلة من عمليات الإنقاذ الدولية. وحصل حزب سيريزا اليساري بزعامة تسيبراس على أقل من 18% من مجمل الأصوات، حيث فقد ما يقارب من نصف داعميه على مدار السنوات الأربع الماضية.

  • اليمين في بولندا.. فوز بدون أغلبية

فازت المعارضة المؤيّدة لأوروبا في الانتخابات التشريعية البولندية، التي عقدت تشرين الأول/أكتوبر، التي أنهت ثماني سنوات من حكم حزب القانون والعدالة القومي اليمني.

ورغم تصدر حزب القانون والعدالة التصويت في مجلس النواب بنسبة 35,38%، لكن من دون أغلبية، في حين حصل الائتلاف المدني بزعامة دونالد توسك على 30,7% من الأصوات، وحلفاءه في "الطريق الثالث" على 14,40%، وفي اليسار على 8,61%.

ويبلغ عدد مقاعد في مجلس النواب البولندي 460 مقعدًا، حصل حزب القانون والعدالة على 194 مقعداً مقابل 248 للأحزاب الثلاثة المؤيّدة لأوروبا. وحصل حزب الاتحاد الكونفدرالي اليميني المتطرف على 18 مقعدًا.

وفازت المعارضة بأغلبية مريحة في مجلس الشيوخ، حيث حصلت على 66 من أصل 100 مقعد.

بالتزامن مع الانتخابات، نفذ استفتاء على المسائل المتعلّقة بالهجرة والاقتصاد، نظمه حزب القانون والعدالة وقاطعته المعارضة، مما جعله ساقطًا إذ شارك في 40,91%.

  • الإكوادور.. انتخاب الانقلاب الذاتي

بدأت الأزمة السياسية في الإكوادور في أيار/مايو 2023 نتيجة محاكمة عزل الرئيس غييرمو لاسو. مما دفع الرئيس إلى حل البرلمان على أساس الحكم الدستوري المعروف باسم "الموت المتبادل"، مما أدى إلى إنهاء التحقيق والتوجه إلى انتخابات مبكرة.

وأجريت انتخابات عامة مبكرة في الإكوادور في آب/أغسطس 2023 للتصويت لاختيار رئيس الإكوادور وأعضاء الجمعية الوطنية وإجراء استفتاءين. أجريت انتخابات الإعادة في تشرين الأول/أكتوبر 2023 لانتخاب الرئيس بعد أن لم يتمكن المرشحون من الوصول إلى العتبة اللازمة للفوز في الجولة الأولى.

ورغم أن الرئيس لاسو، كان مؤهلًا لخوض الجولة الثانية، إلى أنه انسحب من السباق. كما احتل اغتيال المرشح الرئاسي فرناندو فيلافيسينسيو، الذي حدث قبل 11 يومًا من الجولة الأولى، عناوين الصحف الدولية.

وفي جولة الإعادة، منتصف شهرين تشرين الأول/ أكتوبر، واجهت المرشحة لويزا غونزاليس من حركة ثورة المواطنين (الاشتراكية الديمقراطية)، رجل الأعمال دانييل نوبوا من ائتلاف العمل الوطني الديمقراطي (ائتلاف لدعمه، ويصنف في المركز).

فاز نوبوا على غونزاليس، بنسبة 52% من الأصوات، مما جعله الرئيس الأصغر في تاريخ البلاد، بعمر 35 عامًا، جاء ذلك رغم خسارته أمام غونزاليس في الجولة الأولى من الانتخابات. وهو حاليًا ثاني أصغر رئيس دولة في العالم بعد إبراهيم تراوري من بوركينا فاسو.

  • الغابون.. انتخابات وانقلاب 

أجريت الانتخابات العامة في الغابون في آب/أغسطس 2023. ترشح الرئيس الذي كان في المنصب علي بونغو لإعادة انتخابه، ممثلًا للحزب الديمقراطي الغابوني، الذي حكم البلاد بشكل مستمر منذ استقلالها عن الاستعمار الفرنسي في عام 1960، بما في ذلك 41 عامًا في عهد والده عمر.

وبعدما حصل على بونغو على 64% من الأصوات، في انتخابات شابتها شبهات التزوير، وقع انقلاب عسكري، أدى إلى إلغاء الانتخابات، وإعلان مجلس عسكري لحكم البلاد، ضمن سلسلة من الانقلابات في وسط أفريقيا.

  • سنغافورة.. انتخابات رئاسية استثنائية

أجريت الانتخابات الرئاسية في سنغافورة في أيلول/سبتمبر 2023، وهي الانتخابات الرئاسية العامة السادسة ولكنها الثالثة فقط التي يتنافس عليها أكثر من مرشح واحد. ولم تسعى الرئيسة حليمة يعقوب، التي تم انتخابها بالتزكية في عام 2017، إلى إعادة انتخابها.

وترشح ثلاثة مرشحين لمنصب الرئاسي، الذي يتطلب الترشح له عدم الانتماء إلى أي حزب، وهم: ثارمان شانموجاراتنام، ونغ كوك سونغ، وتان كين ليان.

وحصل ثارمان على أغلبية الأصوات بنسبة 70.41% من الأصوات وفاز بهامش قياسي. كما أصبح أول مرشح غير صيني يتم انتخابه مباشرة للرئاسة. وحصل إنج على 15.72% من الأصوات، وحصل المرشح الرئاسي مرتين تان على 13.87%. وتم تنصيب ثارمان في 14 أيلول/سبتمبر باعتباره الرئيس التاسع لسنغافورة. 

وبعد تعديلات الدستور، كانت الانتخابات الرئاسية لعام 2017 هي الأولى التي يتم تخصيصها لمجتمع عرقي معين. إذ اقتصرت على المرشحين من مجتمع الأقلية الماليزية، الذين لم يتقلدوا الرئاسة منذ عام 1970. وكانت الانتخابات الرئاسية لعام 2023 مفتوحة أمام المرشحين من أي مجتمع عرقي.

ويُعدّ رئيس سنغافورة، ممثلًا للبلاد في المهمات الدبلوماسية الرسمية ويمتلك صلاحيات تنفيذية معينة على حكومة سنغافورة، بما في ذلك السيطرة على الاحتياطيات الوطنية والقدرة على إلغاء وتعيين الأشخاص في الخدمة العامة، ويتمتع الرئيس أيضًا بصلاحية منح العفو.

  • باراغواي.. اليمين يستمر في الحكم

عقدت الانتخابات العامة في باراغواي في 30 نيسان/ أبريل 2023. وكان الرئيس الحالي ماريو عبده بينيتيز ونائبه هوغو فيلاسكيز مورينو من حزب كولورادو غير مؤهلين لإعادة الانتخاب. فيما فاز مرشح الحزب الحاكم كولورادو، سانتياغو بينيا ونائبه بيدرو أليانا بالانتخابات.

ويُعدّ سانتياغو بينيا، سياسي واقتصادي باراجواياني وهو الرئيس الثاني والخمسون والحالي لباراجواي. وشغل عدة مناصب اقتصادية، في إدارة البنك المركزي للباراجواي ووزير المالية السابق، وسبق له أن ترشح في الانتخابات التمهيدية الرئاسية لحزب كولورادو في عام 2018، حيث خسر أمام ماريو عبده بينيتيز، الذي تم انتخابه رئيسًا في الانتخابات العامة 2018 . وفاز لاحقًا بترشيح الحزب لمنصب الرئيس في الانتخابات العامة لعام 2023، والتي فاز فيها في النهاية. كان بينيا عضوًا في الحزب الليبرالي الراديكالي بين عامي 1996 و2016، حتى انضم إلى حزب كولورادو (محافظ).

  • الرئاسية النيجيرية.. تبديل داخل الحزب

في بلد حديث العهد بالانتخابات، عقدت في نيجيريا الانتخابات العامة في شهر شباط/فبراير، لانتخاب الرئيس ونائب الرئيس وأعضاء مجلسي الشيوخ والنواب. وكانت فترة الرئيس محمد بخاري محدودة ولا يمكنه السعي لإعادة انتخابه لولاية ثالثة. واعتبرت هذه الانتخابات السباق الأشد تنافسا منذ نهاية الحكم العسكري عام 1999، على رئاسة البلاد.

وفاز فيها مرشح حزب المؤتمر التقدمي الحاكم والحاكم السابق لولاية لاغوس بولا أحمد تينوبو، في حين وصفت المعارضة النتائج بالزائفة.

حصل تينوبو الذي يلقب بـ"العراب"، وبصانع الرؤساء في نيجيريا، على 36,61% وهو ما يمثل 8,8 مليون صوت، متقدمًا على مرشح حزب الشعب الديمقراطي عتيق أبو بكر، الذي حصل على 29,07%، وهو ما يمثل 6,9 مليون صوت، ومرشح حزب العمال بيتر أوبي، الذي يحظى بشعبية كبيرة في أوساط الناخبين الشباب، وقد حصل 25,40% وهو ما يمثل 6,1 مليون صوت. 

وبالإضافة إلى ذلك، تصدر تينوبو النتائج على المستوى الوطني، فقد حصد أكثر من 25% من الأصوات في ثلثي ولايات البلاد على الأقل (24 من 36 ولاية)، إضافة إلى العاصمة أبوجا، وهو شرط لا بد منه للفوز بمنصب الرئاسة.

ويُنظر للمرشح الفائز على نطاق واسع بأنه فاسد، لكن لم يصدر بحقه أي حكم قضائي، ولطالما نفى أن يكون قد ارتكب أي مخالفة، كما أنه في حالة صحية سيئة، ويمثل الحرس القديم، في بلد يمثل فيه الشباب نسبة عالية.

بالمقابل، هناك قطاع واسع  يرى في تينوبو، بأنه سياسي يتمتع بنفوذ سياسي كبير، وأبرز مثال عن ذلك، فترة توليه منصب حاكم ولاية لاغوس، أكبر مدن نيجيريا، في الفترة الممتدة من 1999 إلى 2007. كما أنه الأكثر قدرة على إدارة اقتصاد البلاد المعتمد على النفط من سلفه محمد بخاري، الذي شهدت فترة حكمه حالة من الركود.

  • الهند.. حزب مودي يتقدم في الولايات وينتظر الانتخابات

شهدت تسع ولايات هندية انتخابات الجمعية التشريعية هذا العام، خلال الأشهر الأخيرة من عام 2023، مما يجعل هذا العام "فترة حاسمة للسياسة الهندية".

كما تترافق، مع طلب المحكمة العليا في الهند، إجراء انتخابات الولاية، في جامو وكشمير، وهي ولايات تم إلغاء الحكم الذاتي فيها. وتشير التقديرات إلى أن هذه الانتخابات، تحصل على أهميتها، لكونها تسبق الانتخابات العامة في الهند العام 2024، وتظهر كاستطلاع أولي.

وعقدت الانتخابات، خلال الشهر الأخير من العام، في خمس ولايات هندية ، وهي: ماديا براديش، وراجستان، وتشاتيسجاره، وتيلانجانا (فاز فيها حزب المؤتمر المعارض)، وميزورام (فاز فيها حزب ZPM، وهو حزب قومي ومحافظ). وكشفت عن تفوق حزب بهاراتيا جاناتا الحاكم، في مواجهة حزب المؤتمر المعارض.

وساهمت المعارضة الهندية المنقسمة، ونزعة الهندوتفا، أو القومية الهندوسية، التي يرعاها حزب مودي.

وتقول التقديرات: "تستعد الهند في نيسان/أبريل وأيار/مايو 2024، فإن نتائج الولايات الخمس، على الرغم من أنها ليست مؤشرًا مثاليًا للمستقبل، تقدم لمحة عن الاختلافات الإقليمية والقضايا الاجتماعية والاقتصادية التي يتردد صداها لدى الناخبين الهنود. كما أنها تظهر أن حزب بهاراتيا جاناتا يقف على أرضية قوية لتأمين الإنجاز النادر المتمثل في ولاية ثالثة لناريندرا مودي كرئيس للوزراء. ويتمتع الحزب بوضع جيد بشكل خاص في ولايات الحزام الهندي، حيث تمثل القومية الهندوسية الأيديولوجية السياسية البارزة".

وتشير التقديرات، إلى أن "التصدعات في تحالف الهند المعارض وتآكل الدعم لحزب المؤتمر بين قاعدة ناخبيه التقليدية من الطبقات والقبائل المهمشة قد ساهمت في فتح آفاق حزب بهاراتيا جاناتا في عام 2024. وهذا القبول الأكبر لحزب بهاراتيا جاناتا بين الطبقات المهمشة والمجموعات القبلية والمجتمعات المحلية، يعكس القاعدة الاجتماعية المتوسعة للحزب، والتي تعتمد على دعمه التقليدي القائم على الهندوتفا".

  • مصر.. الفوز المحتوم

بهدوء ودون الكثير من الجلبة. فاز الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، بالانتخابات الرئاسية المصرية، في منتصف شهر كانون الأول/ديسمبر مما سيمكنه من الاستمرار في ولاية رئاسية ثالثة حتى العام 2030، بحصوله على 89.6% من إجمالي الأصوات الصحيحة التي بلغت 44.2 مليون صوت.

ووفق الهيئة الوطنية للانتخابات، فإنه تم "اعتماد النتيجة النهائية للانتخابات الرئاسية، متضمنًا فوز عبد الفتاح السيسي بمنصب رئيس الجمهورية لمدة ست سنوات ميلادية"، حاصلًا 39.7 مليون صوت أي 89.6% من إجمالي الأصوات الصحيحة.

عربيًا، لم تحمل الانتخابات، أي جديد على المستوى السياسي، وسط انهيار للمجال العام، وانعدام وجود أي انتخابات حقيقية وفعلية

وأجريت الانتخابات، في وقت تعاني فيه مصر من أزمة اقتصادية صعبة، تصل إلى انقطاع الكهرباء بشكلٍ يومي على البلاد، بالإضافة إلى التعامل مع العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.

ولم يترشح للانتخابات، أي شخصية شعبية أو هامة، إذ واجه رئيس حزب الوفد الجديد، عبد السند يمامة، والذي امتدح السيسي، وطالب بتعديل الدستور لوضع اسمه بجانب محمد علي وسعد زغلول، كأحد الزعماء التاريخيين للبلاد، وفق قوله. وفي لقاء تلفزيوني، قال: إن "المناخ الذي تعيش فيه مصر الآن بفضل السيسي، وكلنا مع الرئيس السيسي"، على حدِّ تعبيره. بالإضافة إلى رئيس الحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي فريد زهران، ورئيس حزب الشعب الجمهوري حازم عمر. وهم حصلوا على تزكيات برلمانية. فيما لم ينجح المعارض الأبرز للسيسي، أحمد الطنطاوي في الوصول إلى النصاب المطلوب للحصول على تزكيات شعبية، في خطوة تعطيل، نظر إليها باعتبارها متعمدة، إذ نظمت اعتداءات عدة ضد حملة ترشح الطنطاوي، بالإضافة إلى منع إخراج شهادات التزكية، من أجل الترشح.