حولت الشابة اليمنية أحلام ناصر، مطبخ منزلها إلى مرسم خاص بها، مستخدمة أدوات الطعام والطعام نفسه، خاصة القهوة والبهارات، في صنع لوحات ترسم فيها أحلامها وأحلام اليمن بالسلام.
حولت الشابة اليمنية أحلام ناصر، مطبخ منزلها إلى مرسم خاص بها، مستخدمة أدوات الطعام والطعام نفسه، خاصة القهوة والبهارات
أحلام البالغة من العمر 26 عامًا، وخريجة كلية اللغات بجامعة صنعاء، تعيش عالمها بطريقة الفن الذي اختارته لنفسها، إذ تعتبر أول رسامة بالقهوة في اليمن، أو على الأقل الأبرز حتى الآن.
اقرأ/ي أيضًا: رقية الواسعي.. فنانة يمنية ترسم لوحاتها على حطام الحرب
تحول الفنانة اليمنية الأواني والكاسات والأوراق للوحات فنية مدادها فيه القهوة، مع استخدام البهارات أحيانًا. ترسم فيها قصصًا متعددة، مع التركيز على عكس أحلام اليمنيين، وقبل ذلك واقعهم.
اكتشاف الموهبة
قبل عامين، وأثناء عملها على تحضير الطعام خلال شهر رمضان، بدأت أحلام ناصر بالرسم على صحون الطعام بالمعاجين الطعام والشوكولاته والبهارات، حين اكتشفت أن لديها موهبة في الرسم.
هذه الرسومات، التي كانت أولى خطواتها، بدأت أحلام في ترويجها عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وبإرسالها لصديقاتها. وعندما وجدت تفاعلًا إيجابيًا معها، قررت أن تستمر.
قبل ذلك، عملت أحلام في التدريس بإحدى مدارس العاصمة، قبل أن تقرر التفرغ لمشروعها الفني: "شغفي في الرسم، لذلك أركز فيه، وأحاول الإبداع فيه وابتكار صور جديدة"، تقول أحلام لـ"الترا صوت".
لجأت الرسامة اليمنية إلى تسويق لوحاتها عبر الإنترانت، المكان الذي وجدت فيه أول تفاعل إيجابي مع ما تبدعه، لتجد مرة أخرى تفاعلًا مع ما تنتجه من أشخاص يرغبون في اقتنائه، من اليمن وخارجه.
وتعتبر أحلام أن نقطة قوتها تكمن في قدرتها على استخدام القهوة بديلًا عن الأحبار لرسم لوحاتها، الأمر الذي تصفه بـ"الجميل والنادر".
دعم من الأهل على عكس المعتاد
كثير من أسر المجتمع اليمني تنظر للفنون بأنواعها نظرة ريبة، ويُضاعف الأمر إذا كان ممارس الفن فتاة أو امرأة. لكن أحلام ناصر، وعلى العكس من ذلك، لاقت تشجيعًا كبيرًا من أهلها.
عن ذلك تقول أحلام: "أهلي هم السبب الرئيسي في استمراري، ولولا دعم أهلي لما كنت هنا، ولا كنت قد أجدت هذا الفن".
لكنها أيضًا، لا تغفل دفع المجتمع لها للاستمرار: "وللمجتمع يد في كوني أجيد الرسم، لأن كلمات الناس، وتشجيعهم أو حتى انتقادهم، من أهم أسباب استمراريتي".
انعكاسات واقع الحرب
انعكاسات واقع الحرب التي تشهدها البلاد، هي أبرز المواضيع التي ترسمها أحلام، لذا فإنها تركز على نقائض الحرب: الحرية، السلام، الحب، الطبيعة. ولا تغفل بطبيعة الحال رصد الواقع ومآسيه.
القهوة هي المداد، مصحوبةً ببعض خلطات البهار. وأدوات الطعام هي ريش الرسم وأقلامه. بهذه التشكيلة المطبخية تنجز أحلام فنها. لكن قلة الحيلة تُعيقها أحيانًا.
بسبب الحرب قد تجد أحلام صعوبة في الحصول على المواد اللازمة لإنجاز لوحاتها، إما لارتفاع أسعارها أو لعدم وجودها في الأسواق أصلًا لأسباب تتعلق بالحصار وغيره.
انعكاسات واقع الحرب التي تشهدها البلاد، هي أبرز المواضيع التي ترسمها أحلام، لذا فإنها تركز على نقائض الحرب
لكن من جهة أخرى، هذه الصعوبات التي تربطها بآثار الحرب أكثر، تدفعها للمزيد من الانشغال برسم صور واقعية من محيطها/ بلادها، أو صورة متخيلة لواقع مُراد.
اقرأ/ي أيضًا:
عبدالله الدبعي يعزف ويُعلّم.. الموسيقى في مكان واحد فقط باليمن
الفن في زمن الحرب.. سفيان نعمان يحول إطارات صنعاء إلى قطع أثاث