02-سبتمبر-2024
مقترح نهائي

فلسطينيون يمشون وسط الأنقاض بعد غارة إسرائيلية استهدفت خانيونس (رويترز)

كشف موقع "أكسيوس" الأميركي، نقلًا عن مسؤولين أميركيين, أن مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان، أبلغ عائلات المحتجزين الأميركيين في غزة، أمس الأحد، أن الرئيس جو بايدن يدرس تقديم اقتراح نهائي لـ"إسرائيل" وحركة المقاومة الإسلامية "حماس" لإطلاق سراح المحتجزين، ووقف إطلاق النار في غزة.

وبحسب "أكسيوس"، فإن مصدر مطلع قال إن: "مقتل الأسرى الستة المحتجزين في غزة، زاد من الشعور بالإلحاح بين كبار مساعدي بايدن للضغط من أجل التوصل إلى اتفاق في أقرب وقت ممكن".

وأضاف أن بايدن سيجتمع مع فريقه للأمن القومي، اليوم الاثنين، لتحديد الاستراتيجية الخاصة بالدفعة النهائية بشأن الاتفاق. ووفقًا لجدول البيت الأبيض، ستنضم نائبة الرئيس، كامالا هاريس، إلى بايدن خلال اجتماعه مع فريق التفاوض الأميركي على صفقة وقف إطلاق النار في غزة.

يدرس الرئيس الأميركي تقديم اقتراح نهائي لـ"إسرائيل" وحركة المقاومة الإسلامية "حماس" لإطلاق سراح المحتجزين، ووقف إطلاق النار في غزة

وأشار "أكسيوس" إلى أن سوليفان، بالإضافة إلى مستشار الرئيس الأميركي الرئيسي للشرق الأوسط، بريت ماكجورك، قد أجريا مكالمة هاتفية لمدة ساعة عبر تطبيق زووم مع أفراد عائلات المحتجزين الأميركيين السبعة، الذين لا تزال "حماس" تحتجزهم في غزة.

وقال مصدران على دراية مباشرة بالاجتماع لـ"أكسيوس"، إن سوليفان وماكجورك أبلغا العائلات أنهما لا يعرفان ما إذا كان سيتم التوصل إلى اتفاق، لكنهما أضافا أن هناك فرصة لذلك، وقالا: "إنهما يأملان أن يحدث ذلك في غضون أسبوعين من الآن".

وقال المصدران إن كبار مستشاري بايدن أبلغوا العائلات أن الولايات المتحدة قد تقدم خلال أيام قليلة نسخة محدثة من اقتراحها  إلى كل من "إسرائيل" و"حماس"، على أن "تمنح الطرفين أسبوعًا آخر للعودة برد بنعم أو لا".

وأضاف المصدران، أن تقدمًا كبيرًا حدث في المفاوضات التي جرت في القاهرة والدوحة، الأسبوع الماضي، بشأن قوائم الأسرى الفلسطينيين المفترض إطلاق سراحهم في المرحلة الأولى من الصفقة، مشيران إلى أن سوليفان وماكجورك أوضحا أن النص المحدث سوف يتضمن اقتراحًا أميركيًا بشأن ممر فيلادلفيا، الذي يأملان أن تقبله مصر و"حماس".

ولفت الموقع الأميركي إلى أن إصرار رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، على بقاء القوات الإسرائيلية منتشرة على طول الحدود خلال وقف إطلاق النار لمدة 42 يومًا، التي تشكل جزءًا من المرحلة الأولى من الاتفاق، تُعد من نقاط الخلاف الرئيسية في المفاوضات الجارية.

وقال البيت الأبيض إن سوليفان ناقش مع العائلات "الدفع الدبلوماسي الجاري عبر أعلى مستويات الحكومة الأميركية للتوصل إلى اتفاق يضمن إطلاق سراح الرهائن المتبقين"، وأشار البيان إلى أن سوليفان أكد على "الالتزام العميق للرئيس بايدن بإعادة (المحتجزين) الرهائن إلى ديارهم في أقرب وقت ممكن".

وكان المجلس الوزاري الإسرائيلي للشؤون السياسية والأمنية "الكابينت" قد صوّت، الخميس الماضي، على إبقاء جيش الاحتلال في محور فيلادلفيا على الحدود بين قطاع غزة ومصر، في قرار حظي بموافقة ثمانية وزراء، ومعارضة وزير الأمن، يوآف غالانت، فيما امتنع وزير الأمن القومي، إيتمار بن غفير، عن التصويت.

وفي السياق، كشفت صحيفة "يديعوت أحرنوت" العبرية، اليوم الاثنين، أن نتنياهو سارع إلى اتخاذ قرار رسمي بشأن بقاء القوات في محور فيلادلفيا، على خلفية عزم الولايات المتحدة تقديم مقترح جديد بشأن صفقة "تبادل الأسرى" ووقف إطلاق النار بغزة.

ونقلت الصحيفة عن مسؤولين إسرائيليين، أنه على خلفية التقدم في المفاوضات، وخوفًا من مقترح أميركي "غير مريح لإسرائيل"، قد يقبل به رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" يحيى السنوار، فإن نتنياهو اقترح إجراء تصويت حكومي "سريع" بشأن بقاء القوات في المحور على الحدود بين غزة ومصر.

وأضافت الصحيفة بأنه ليس من المؤكد أن "نتنياهو سيتمكن من قول لا هذه المرة"، في ظل الضغط الكبير الذي تمارسه عائلات الأسرى الإسرائيليين والاحتجاجات التي اندلعت عقب استعادة جثامين ستة أسرى كانوا أحياء من غزة.

وبحسب ما نقلت "يديعوت أحرنوت" عن المسؤولين أنفسهم، فإن الخرائط التي صادق عليها الكابينيت بقراره، تشمل تفاصيل انتشار الجيش الإسرائيلي في المحور في حال التوصل إلى اتفاق تبادل أسرى، وتتضمن "خفض كبير لعديد القوات".

ويوجد حاليًا 20 موقعًا للجيش الإسرائيلي في المحور، إلا إن كلًا من "حماس" ومصر، التي تقوم بدور الوسيط بين الطرفين، تطالبان بـ"صفر مواقع" وانسحاب كامل. كما تشير المصادر إلى أنه يمكن التوصل إلى قرار جديد بشأن مسألة المحور بالنسبة لنتنياهو، لكن الحفاظ على تواجد قوات إسرائيلية في فيلادلفيا يمثل "خطًا أحمر" له، بحسب الصحيفة العبرية.

وتقول "يديعوت أحرنوت"، إنه بالإضافة إلى موضوعي محور فيلادلفيا ومعبر رفح، لا تزال هناك خلافات جدية بشأن ممر نتساريم، الذي يفصل شمال القطاع عن جنوبه، فيما يسود اعتقاد لدى المسؤولين الإسرائيليين بأنه "لا يوجد حل لهذا الأمر".