21-نوفمبر-2024
حرب أوكرانيا

(Getty) لم يتمكن طرفا الصراع من حسمه عسكريًا

مع مرور ألف يوم على اندلاع الحرب بين روسيا وأوكرانيا، قامت وكالة "رويترز" وصحيفة "لوتان" الفرنسية، بإعداد جردة للخسائر التي تكبدتها موسكو وكييف طوال فترة الحرب، وذلك بالتزامن مع عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، وتزايد احتمالات إنهاء الحرب، وإن كانت إدارة بايدن قد اتخذت مؤخرًا قرارًا من شأنه تصعيد المواجهات الميدانية.

وكانت إدارة بايدن قد منحت أوكرانيا الضوء الأخضر لاستخدام الصواريخ الأميركية بعيدة المدى لضرب أهداف في عمق الأراضي الروسية، وبالتحديد منطقة كورسك التي تسيطر القوات الأوكرانية على مساحات واسعة منها. 

وبعض النظر عما إذا كان هذا المعطى سيساهم في تغيير مسار الحرب، فإنه سيزيد من كلفة الحرب البشرية والاقتصادية على الجانبين الروسي والأوكراني.

الخسائر الروسية

بدأت موسكو العملية العسكرية ضد أوكرانيا في الـ24 من شباط/فبراير 2022، ولا جدال في أن روسيا تملك اليد العليا في الصراع، فقد بسطت السيطرة على مساحات واسعة شرقي أوكرانيا (شبه جزيرة القرم وأجزاء من إقليمي دونيتسك ولوغانسك)، لكنها دفعت فاتورة ذلك على مستوى الخسائر لا سيما البشرية والاقتصادية.

تكبدت موسكو وكييف خسائر بشرية ومادية فادحة دون القدرة على حسم الحرب عسكريًا رغم مرور ألف يوم على اندلاعها

وترجح تقديرات صحيفة "لوتان" بأن روسيا أنفقت ما يناهز 320 مليار دولار منذ بداية الحرب، بمعدل 230 مليون دولار يوميًا. وقد انعكس هذا الإنفاق الكبير في ارتفاع معدل التضخم الذي يربو على 9% في عام واحد، الأمر الذي اضطر البنك المركزي الروسي إلى رفع سعر الفائدة الرئيسي إلى 21%.

أما عن التكلفة البشرية، فتشير التقديرات إلى أن موسكو خسرت 700 ألف جندي بين قتيل وجريح ومفقود وأسير، ويلاحظ المتابعون أن عدد القتلى الروس ارتفع يوميًا إلى ما بين 1500 و2000 جندي بعد أن كان لا يتجاوز 200 جندي عام 2022، حسب صحيفة "لوتان".

ويعتقد المحللون أن وصول نحو 11 ألف جندي كوري شمالي إلى روسيا لدعم مجهودها الحربي، يلقى الضوء على المشاكل التي تواجهها القوات الروسية على أرض المعركة.

وعلى مستوى الخسائر في المعدات العسكرية، أحصى المتابعون تعرض أكثر من 20 ألف مركبة روسية بين دبابات وطائرات وسفن للتدمير.

خسائر أوكرانيا

أدى عامان من الحرب إلى فقدان أكثر من 11.700 أوكراني مدني لحياتهم، بالإضافة لإصابة أكثر من 24 ألفًا و600 آخرين منذ بداية الحرب، وذلك حسب إحصائيات أممية. وترجح مصادر أخرى أن تكون الحصيلة أكثر من ذلك بكثير، نظرًا إلى أن مناطق كثيرة شهدت مجازر مروعة مثل ماريوبول يصعب الوصول إليها بسبب سيطرة القوات الروسية عليها.

وبشأن الخسائر في الجنود، سبق للرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أن كشف في وقت سابق عن سقوط أكثر من 31 ألف جندي خلال المعارك مع الروس، دون تقديم تفاصيل إضافية عن الجرحى أو المفقودين.

وفيما يخص الخسائر الاقتصادية، تؤكد تقارير البنك الدولي والمفوضية الأوروبية والأمم المتحدة أن الحرب خلفت أضرارًا على كييف بقيمة 152 مليار دولار، مع ملاحظة أن القطاعات الرئيسية المتضررة هي أساسًا قطاع الإسكان والنقل والتجارة والصناعة والطاقة والزراعة، وتسببت تلك الأضرار في انكماش الاقتصاد الأوكراني بمقدار الثلث خلال العامين الأخيرين. وتحتاج أوكرانيا حسب تقديرات أممية إلى 486 مليار دولار للتعافي من تداعيات الحرب.

تجدر الإشارة إلى أن الولايات المتحدة الأميركية تقدم أكبر قدر من المساعدات العسكرية لأوكرانيا، بنحو 570 مليار دولار، وهو رقم كبير بما يكفي ليكون ورقة ضغط بيد الرئيس المنتخب ترامب، إذا ما أراد استخدامها للضغط على كييف للجلوس على طاولة المفاوضات والتوصل إلى حل مع الروس لإنهاء الحرب. وهذا هو السيناريو المتوقع مع دخول ترامب للبيت الأبيض في الـ20 من كانون الثاني/يناير المقبل.