أعلنت شركة أمازون يوم الثلاثاء أنها ستستثمر 7.2 مليار دولار في إسرائيل حتى عام 2037 بهدف إنشاء مراكز بيانات خاصة بخدمات أمازون للويب AWS، وهو ما من شأنه أن يتيح الفرصة للحكومة الإسرائيلية لتشغيل تطبيقات وتخزين كميات هائلة من البيانات في مراكز التخزين هذه من دون التعرض للمساءلة.
منصة التخزين السحابية الخاصة بأمازون تستخدمها شركات من بينها نيتفلكس وجينيرال إليكتريك وسوني، إذ تضمن لها المنصة بالإضافة إلى تخزين البيانات، القدرة على التشبيك مع أطراف أخرى بالإضافة إلى الأمن الرقمي.
من ناحيته، قال كبير المحاسبين بوزارة مالية الاحتلال، يالي روتنبيرغ، إن إنشاء المنطقة السحابية هذه سيتيح لدولة الاحتلال أن "تنقل قدرًا هائلًا من أعمال الحكومة الهامة إلى مركز التخزين السحابي، ونحن على ثقة بأنها ستساعدنا على تسريع التحول الرقمي في القطاع الحكومي."
المشروع سيستخدم لتوسيع المستوطنات في الضفة الغربية والقدس من خلال دعم بيانات "إدارة الأراضي الإسرائيلية" التي تعمل بشكل أساسي على الحد من نمو المناطق الفلسطينية ومحاصرتها من جهة، وتوسيع الاستيطان من جهة أخرى، كما سيعزز أنظمة المراقبة ضد الفلسطينيين.
وأضاف أن "إنشاء المنطقة الإسرائيلية يعكس مدى الالتزام طويل المدى الذي تكنه أمازون ويب لإسرائيل ولاستمرارية استثماراتها الضخمة في السوق الإسرائيلية."
الحكومة الإسرائيلية أعلنت اعتماد منصة التخزين بشكل أساسي لتخزين بيانات مشروع نيمبوس Nimbus الذي وقعت عليه العام الماضي مع شركتي جوجل وأمازون، والذي يهدف إلى توفير خدمات التخزين السحابي والذكاء الاصطناعي وبرامج المراقبة الواسعة والتعلم الآلي للجيش والحكومة الإسرائيليين.
المشروع سيستخدم لتوسيع المستوطنات في الضفة الغربية والقدس من خلال دعم بيانات "إدارة الأراضي الإسرائيلية" التي تعمل بشكل أساسي على الحد من نمو المناطق الفلسطينية ومحاصرتها من جهة، وتوسيع الاستيطان من جهة أخرى.
كما ذكرت صحيفة لوس أنجلوس تايمز أن المشروع سيسهل مراقبة الفلسطينيين في الضفة الغربية والقدس، وسيسهم في تعميق الانتهاكات التي يمارسها الاحتلال ضد الفلسطينيين.
وتسعى أمازون إلى إنشاء منصة التخزين السحابية في 32 منطقة، وقد أكدت أن استثمارها في دولة الاحتلال سيسهم بحوالي 13.9 مليار دولار في الناتج المحلي الإجمالي. كما سيساعد المشروع دولة الاحتلال والمبرمجين فيها على إنشاء التطبيقات بسرعة أكبر وكفاءة أعلى مع المحافظة على البيانات المستخدمة داخل الدولة، وهو ما من شأنه أن يضمن عدم تسربها أو الكشف عنها.
يشار إلى أن خدمات أمازون للويب تقدم الدعم لشركات إسرائيلية منذ عام 2013، إذ تمثل الدعم بتقديم الاستشارات والتدريب والتشبيك بالإضافة إلى الاستثمارات والدعم المالي.
في العام الماضي نظم نشطاء أمريكيون وقفات احتجاجية في مدن أمريكية عديدة بهدف الضغط على كل من جوجل وأمازون لإلغاء المشروع الذي سيزيد من الانتهاكات ضد الفلسطينيين.
الحملة التي شارك فيها حوالي 42 ألف مواطن أمريكي حذرت من تعاون الشركتين مع "نظام الفصل العنصري الإسرائيلي هو جزء من نمط أكبر من شركات التكنولوجيا الكبرى التي تغذي (…) العنف في جميع أنحاء العالم"، وتضيف أنه في حين أن "الجيش الإسرائيلي قصف المنازل والعيادات والمدارس في غزة وهدد بطرد العائلات الفلسطينية من منازلها في القدس في مايو (أيار) 2021″، وقّع عملاقا التكنولوجيا الأميركيان الصفقة المثيرة للجدل مع تل أبيب.