تداولت بعض وسائل الإعلام العالمية أخبارًا طارئة عن اجتماع عمل مفاجئ في مدينة هانوي الفيتنامية، يضم كبرى الشركات الأمريكية المختصة بالمجال الرقمي وصناعة أشباه الموصلات. وتتزامن هذه الأخبار مع زيارة الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى فيتنام لتعزيز العلاقات بين البلدين.
وأفادت بعض المصادر المطلعة بأنّ الاجتماع ما يزال قيد التحضير والترتيب، وهو يؤكد، دون شك، مساعي الولايات المتحدة الأمريكية لترسيخ الدور العالمي لفيتنام في قطاعات مختلفة من صناعة الرقائق الإلكترونية. ومن نافل القول وصف هذا الاجتماع بأنّه جزء جوهري من استراتيجية واشنطن للحد من المخاطر المحدقة بصناعة الرقائق الإلكترونية من طرف الصين، لا سيما قضايا القيود التجارية والتوترات الناجمة عن التهديدات الصينية لتايوان.
يؤكد الاجتماع مساعي الولايات المتحدة الأمريكية لترسيخ الدور العالمي لفيتنام في قطاعات مختلفة من صناعة الرقائق الإلكترونية
ومن المتوقع أن يتضمن الحضور كبار المسؤولين التنفيذيين في شركات "غوغل"، و"إنتل"، و"مِيرفل"، و"جلوبال فاونديز"، وبوينج، وهي قائمة جزئية للحضور أتى بها مصدر مطلع، وشاركها مع رويترز. ومع ذلك، لم ترد الشركات المذكورة على طلبات أرسلتها رويترز للتعليق على هذه الأخبار، وإنما لاذت بالصمت حتى الآن.
كذلك أكّد مصدر آخر مطلع على خطط الاجتماع وتحضيراته حضورَ كبرى شركات تصنيع الرقائق في أمريكا، مثل شركة "آمكور" وشركائها الفيتناميين مثل شركة "FPT،" على أن يحضر أيضًا كبار المسؤولين في البلدين، ومن ضمنهم وزير الخارجية أنتوني بلينكن.
ومن المفترض أنّ يكون موضوع أشباه الموصلات في صلب المحادثات خلال زيارة بايدن المرتقبة إلى فيتنام، خاصّة أن البيض الأبيض يسعى حثيثًا لرفع مستوى العلاقات الرسمية مع البلد الذي ناصب واشنطن العداء خلال حقبة الحرب الباردة.
ولم يفصح الطرفان حتى الآن عن قائمة الحضور في الاجتماعات الرسمية، وما من مؤشرات واضحة عن صدور إعلانات رسمية من الشركات المعنية بحضور الاجتماع، الذي يؤكد مصدر مقرب أنّه سيضم نحو 30 من كبار المسؤولين التنفيذيين والحكوميين.
واللافت للاهتمام أنّ بعض الشركات الأمريكية المذكورة قد أطلقت استثمارات فعلية في فيتنام أو أعلنت عن استثمارات مستقبلية؛ فلدى "إنتل"، على سبيل المثال، مصنع قيمته 1.5 مليار دولار أمريكي في جنوب البلاد. وتستخدم الشركة هذا المصنع في تجميع وتعبئة واختبار الرقائق الإلكترونية، وهو الأكبر في شبكة المصانع العالمية التابع لـ"إنتل".
وسبق لجانيت يلين، وزيرة الخزانة الأمريكية، أنْ زارت هانوي في شهر تموز/يوليو الماضي، وقالت حينها إن شركة "آمكور" عاكفة على تشييد: "مصنع ضخم وحديث قرب هانوي لاختبار أشباه الموصلات". وبطبيعة الحال، أعلنت الشركة عن عشرات الوظائف المتاحة في صفحة الويب الفيتنامية. أما شركة "مارفيل" لتصميم الرقائق الإلكترونية، فصرّحت بأنّها بصدد بناء مركز عالمي في فيتنام.
ولطالما كرر المسؤولون الأمريكيون على مسامع قيادتهم أنّ تجميع الرقائق الإلكترونية وتصميمها هما المجالان المحتملان اللذان قد تبرز فيهما فيتنام وتحقق نموًا متسارعًا، حتى وإن كانت تشكو من نقص المهندسين المسبب لتباطؤ الصناعة. وتطمح فيتنام كذلك إلى تشييد مصانع محلية تصنيع الرقائق الإلكترونية، ويحيلنا هذا الأمر إلى أسباب وجود شركة "جلوبال فاونديز" في الاجتماع، فهي إلى ذلك متخصصة بتصنيع دوائر متكاملة للرقائق الإلكترونية والهواتف الذكية والسيارات وغيرها.
يُفترض أنّ يكون موضوع أشباه الموصلات في صلب المحادثات خلال زيارة بايدن المرتقبة إلى فيتنام
من جهة ثانية، تعرف فيتنام بأنها مُصدِّر مهم للهواتف الذكية والإلكترونيات، وقد أفاد مسؤول تنفيذي في إحدى شركات الرقائق الأمريكية أنّ الحكومة الفيتنامية عقدت اجتماعات مباشرة مع معظم شركات الرقائق الكبرى، مثل "إنتل" و"سامسونج" و"كوالكوم"، وطلبت منها النصح والمشورة بشأن تشييد أول مصنع للرقائق الإلكترونية في البلاد.
ويرى مسؤولون أمريكيون أنّ تطوير العلاقات الرسمية بين البلدين ينعكس إيجابًا على تعاونهما في مجال الذكاء الاصطناعي، وهو القطاع الذي تشكل "غوغل" أحد أقطابه. وهذا الأمر طبعًا يفيد بعض الشركات الفيتنامية؛ فعلى سبيل المثال توجد وحدة معتمدة على الذكاء الاصطناعي في مجموعة "Vingroup،" وهي أكبر تكتل للشركات في فيتنام، وفي شركة "VinFast" لتصنيع السيارات الكهربائية.
وأخيرًا، يبدو أنّ حضور شركة بوينج مرتبط في المقام الأول بصفقة بيع 50 طائرة ماكس 737، وقد امتنعت بوينج عن الرد حتى الساعة.