يواصل الاحتلال الإسرائيلي عدوانه على لبنان الذي بدأ منذ أواخر شهر أيلول/سبتمبر الماضي، وتسبب باستشهاد وجرح مئات المدنيين من نساء وأطفال، كما أدى لدمار هائل في الأبنية والبنى التحتية، ناهيك عن استهداف المستشفيات ودور العبادة، وتهجير مئات الآلاف من منازلهم.
ربع الأراضي اللبنانية خاضع لأوامر التهجير العسكرية الإسرائيلية، ومن لا يغادر يعتبره الاحتلال مقاتلًا في صفوف حزب الله
تهجير السكان المدنيين من منازلهم بدأ حسب التلفزيون العربي يتواتر مع "تحذيرات" إسرائيلية من ضربات جوية مقبلة، لكنها ففي 23 أيلول/سبتمبر الماضي، أجرى جيش الاحتلال الإسرائيلي 80 ألف مكالمة هاتفية باللبنانيين، لـ"تحذيرهم" من ضربات جوية مقبلة، لكنّ الأمر انتهى باستشهاد نحو 500 شخص في يوم واحد، ربعهم من الأطفال والنساء.
ومنذ ذلك الحين، أصدرت إسرائيل تحذيرات على وسائل التواصل الاجتماعي بوتيرة يومية تقريبًا. وكثيرًا ما يُصبح هذا الواقع الخطير واضحًا في منتصف الليل، حيث تطلب التحذيرات من الناس إخلاء منازلهم "على الفور"، وعادة ما تتبعها سلسلة من الضربات الليلية التي غالبًا ما تُسبّب أضرارًا في مناطق خارج تلك التي تم تحذيرها، بينما من النادر أن يتمّ إصدار التحذيرات قبل الغارات التي يشنّها خلال النهار.
ونقل الموقع الإلكتروني للتلفزيون العربي عن دائرة حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة، أن ربع الأراضي اللبنانية يخضع الآن لأوامر التهجير العسكرية الإسرائيلية. وقال رمزي قيس، الباحث في منظمة "هيومن رايتس ووتش" في بيروت لوكالة "أسوشييتد برس": "إنّ دعوة سكان نحو 30 قرية للمغادرة على الفور ليست فعّالة، وتُشير بشكل غير قانوني إلى أنّ المدنيين الذين لا يغادرون منطقة ما، سيُعتبرون مقاتلين"، وأضاف قيس أنّ إسرائيل "ملزمة بحماية المدنيين الذين يرفضون الإخلاء، أو غير القادرين جسديًا على ذلك".
كما سبق وانتقدت منظمة العفو الدولية ممارسات الاحتلال المتمثّلة في تحذير بلدات وقرى بأكملها بضرورة الإخلاء، فقالت أغنيس كالامارد الأمينة العامة للمنظمة الخميس الماضي: إنّ ذلك "يثير تساؤلات بشأن ما إذا كان المقصود من ذلك إيجاد الظروف للنزوح الجماعي".