15-يوليو-2024
إدانات للسلطة الفلسطينية

ناجون مدنيون من مجزرة المواصي (رويترز)

أدانت الفصائل الفلسطينية بيان السلطة الفلسطينية الذي اتهم حركة المقاومة الإسلامية "حماس" بـ"تقديم الذرائع المجانية لدولة الاحتلال" لارتكاب مجزرة منطقة المواصي،  غرب مدينة خانيونس، أول أمس السبت، مما أدى إلى استشهاد نحو 90 فلسطينيًا، غالبيتهم من النازحين، بينهم أطفال ونساء، وإصابة العشرات بجروح خطيرة.

وأصدرت السلطة الفلسطينية بيانًا في أعقاب ارتكاب قوات الاحتلال مجزرة المواصي حمّل الاحتلال الإسرائيلي والإدارة الأميركية المسؤولية الكاملة عنها، وتابع البيان متهمًا حماس بـ"تقديم الذرائع المجانية لدولة الاحتلال، ما يجعلها شريكاً في تحمّل المسؤولية القانونية والأخلاقية والسياسية عن استمرار حرب الإبادة الإسرائيلية في قطاع غزة بكل ما تتسبب به من معاناة ودمار وقتل لشعبنا".

وطالب البيان الحركة بـ"تغليب المصالح الوطنية العليا ونزع الذرائع من يد الاحتلال بغية وقف هذه المذبحة المفتوحة بحق الشعب الفلسطيني"، فيما استبق القيادي في حركة فتح، منير الجاغوب، في تصريحات لوسائل إعلام بيان السلطة باتهام حماس بـ"الاختباء بين المدنيين"، وفقًا لما نقل موقع "العربي الجديد".

موقف "مخزٍ"

ووصف المتحدث باسم حماس، جهاد طه، في حديث لـ"العربي الجديد"، موقف السلطة من مجزرة المواصي بأنّه "مخزٍ"، وأضاف بأنّه يجب "أن يكون موقفها أكثر التقاءً مع الموقف الوطني، وأن يحافظ على حالة الوحدة الوطنية، وأن يطالب المجتمع الدولي والأمم المتحدة بالإدانة وملاحقة مجرمي الحرب الإسرائيليين، لا أن تُلام الضحية".

وأكد طه على أنّ الحركة "لا تزال مُصرّة على تمتين الجبهة الداخلية، ولديها انفتاح تام على الوحدة، وهي قدّمت موقفًا في بكين الشهر الماضي في لقاء ثنائي" وصفه بـ"المثمر" للتوافق على إدارة الحالة الوطنية ما بعد العدوان وتشكيل حكومة وحدة أو كفاءات.

المتحدث الرسمي باسم حماس: يجب أن يكون موقف السلطة أكثر التقاءً مع الموقف الوطني وأن يحافظ على حالة الوحدة الوطنية

وأشار المتحدث باسم الحركة إلى أنّ "السلطة تهربّت من لقاء ثانٍ يجمع الكل الوطني في بكين في 23 الشهر الماضي"، معتبرًا أنّ "هذا دليل على أنّها لا تريد أن يكون هناك تماسك للجبهة الداخلية الفلسطينية".

مواقف تتساوق مع مبررات الاحتلال

وفي السياق، استنكر المتحدث باسم حركة الجهاد الإسلامي، محمد الحاج موسى، تصريحات ومواقف السلطة، وقال إنها: "تتساوق مع المبررات التي ساقها العدو الصهيوني لتبرير مجزرة المواصي في خانيونس"، وتابع مضيفًا أنّ "الادعاء بأنّ المقاومة تحتمي بالمدنيين هو عين ما تروّج له الدعاية الصهيونية من ادعاءات كاذبة لتبرير جرائمها".

وشدد الحاج موسى على أنّ "ما ارتكبه العدو جريمة حرب موصوفة، وادعاءاته بوجود أحد قادة المقاومة لا تعطيه أي شرعية أخلاقية ولا قانونية، بل يؤكد أنه استهدف المدنيين وارتكب جريمته عن سبق إصرار وتصميم ونية مبيّتة".

ومضى في القول إنّ: "البيان الرئاسي الذي صدر عن السلطة الفلسطينية حول مجزرة المواصي وما سمعناه في وسائل الإعلام من تصريحات على لسان أكثر من مسؤول، يثير الشكوك حول محاولات استدراج الشارع الفلسطيني إلى معارك داخلية لا يستفيد منها إلا العدو وحده، ولا سيما في الوقت الذي يدين فيه العالم أجمع الجرائم وحرب الإبادة التي يرتكبها العدو بحق شعبنا"، داعيًا السلطة إلى الخروج من وهم الرهانات الفاشلة.

البيان لا يخدم وحدتنا الميدانية

وكانت الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين قد قالت في بيان لها، أمس الأحد، إن: "تحميل المقاومة، أو أحد فصائلها، جزءًا من المسؤولية عن المجزرة المروّعة في مخيّمات النازحين في المواصي لا يخدم وحدتنا الميدانية ولا صمود شعبنا ولا ثباته، فضلًا عن أنه يوفر الذريعة للعدو الإسرائيلي لارتكاب المزيد من المجازر مستعينًا بما ورد في بيان الرئاسة من اتهام للمقاومة وتحميلها المسؤولية عن المجزرة".

ما سمعناه في وسائل الإعلام من تصريحات على لسان أكثر من مسؤول يثير الشكوك حول محاولات استدراج الشارع الفلسطيني إلى معارك داخلية

وأضاف البيان أنّ "تحميل حماس المسؤولية عن تعطيل حوارات الوصول إلى إنهاء الانقسام، يشكل تجاهلًا لمحصلة الحوار في العاصمة الروسية موسكو (آذار/ مارس 2024)، ومخرجات حوار بكين (نيسان/ أبريل 2024)، ومحاولة مكشوفة لنسف الدعوة الصينية إلى حوار وطني شامل في بكين، شكل أساسًا للتقدم على طريق استعادة الوحدة الداخلية، والشروع في إنهاء الانقسام".

وكانت إذاعة جيش الاحتلال قد زعمت نقلًا عن مصادر أمنية أنّ الهجوم الموسع على منطقة المواصي استهدف القائد العام لكتائب القسام، الجناح العسكري لحماس، محمد الضيف، وأضافت مدعية أنّ قائد لواء خانيونس، رافع سلامة، كان برفقة الضيف وقت الهجوم.

وفي تأكيد على علم جيش الاحتلال المسبق بأنّ المنطقة المستهدفة تؤوي آلاف النازحين، نقلت إذاعة جيش الاحتلال عن مصادر أمنية، قولها: "قدرنا إنّ هجوم (على منطقة المواصي في) خانيونس سيسفر عن عشرات القتلى".

ونفى لاحقًا القيادي في حماس، سامي أبو زهري، التقرير الذي بثته إذاعة جيش الاحتلال بشأن استهداف الضيف، واصفًا إياه بـ"كلام فارغ"، وتابع مضيفًا أنّ "جميع الشهداء هم مدنيون، وما يحدث هو تصعيد خطير لحرب الإبادة في ظل الدعم الأميركي والصمت العالمي"، وشدد على أنّ الهجوم على المواصي دليل على أنّ الاحتلال "غير معني بأي اتفاق".