15-يوليو-2024
ركام في مخيم النصيرات وسط قطاع غزة

لا يعرف سكان غزة النوم (رويترز)

لليوم الـ283، تتواصل المجازر الإسرائيلية بحق المدنيين في قطاع غزة وسط استمرار الأزمة الإنسانية نتيجة منع قوات الاحتلال إدخال المساعدات الإغاثية والمستلزمات الطبية إلى القطاع منذ أكثر من 70 يومًا.

وتؤكد المجازر المتواصلة بحق المدنيين عدم رغبة "إسرائيل" في وقف الحرب على القطاع رغم الضغوط الدولية المستمرة، ومحاولات الوسطاء جسر الفجوات للتوصل إلى اتفاق لوقف الحرب بين "إسرائيل" وحركة "حماس".

وفي وقت سابق، أمس الأحد، أكد قيادي كبير في "حماس" لوكالة "رويترز"، أن الحركة لم تنسحب من محادثات وقف إطلاق النار مع "إسرائيل" بعد المجازر الإسرائيلية التي أدت إلى استشهاد وإصابة العشرات يوم السبت الفائت.

لم يعد المستشفى المعمداني قادرًا على استيعاب الشهداء والضحايا، وفقد العديد من الجرحى حياتهم بسبب عجز الطواقم الطبية عن إسعافهم

وقال القيادي في الحركة، أسامة حمدان، لـ"التلفزيون العربي"، إن: "إسرائيل تحاول من خلال المجازر تعطيل المفاوضات"، مؤكدًا أن: "عملية وقف إطلاق النار لم تنضج بعد".

وفي السياق، أفادت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، نقلًا عن مسؤولين أمنيين، بأن حدث رئيس وزراء الاحتلال، بنيامين نتنياهو، عن التزامه بمقترح الرئيس الأميركي جو بايدن بشأن وقف الحرب في قطاع غزة، غير دقيق بعد إدخاله شروطًا تعرقل التوصل إلى اتفاق لوقف الحرب وتبادل الأسرى والمحتجزين.

وقالت هيئة البث الإسرائيلية، نقلًا عن مصدر سياسي، إن مفاوضات صفقة التبادل ووقف الحرب في قطاع غزة مستمرة رغم محاولة اغتيال القائد العام لـ"كتائب القسام"، الجناح العسكري لـ"حماس"، محمد الضيف.

ونقلت صحيفة "العربي الجديد" عن مصادر مشاركة في جهود الوساطة للتوصل إلى اتفاق لوقف الحرب على قطاع غزة، أمس الأحد، قولهم إن جولة جديدة من المفاوضات غير المباشرة ستُعقد خلال الأسبوع الحالي في العاصمة القطرية الدوحة بين "حماس" ودولة الاحتلال.

وفي تصريح خاص لـ"العربي الجديد"، قال الناطق الرسمي باسم حركة "حماس"، جهاد طه، إن مفاوضات وقف إطلاق النار تصطدم بالتعنت الإسرائيلي ووضعه شروطًا جديدة من خارج المقترح المتداول مع الوسطاء.

5 شهداء في مخيم المغازي

إلى ذلك، واصلت قوات الاحتلال قصف قطاع غزة مخلّفةً مزيدًا من الدمار في مختلف مناطق القطاع المحاصر والمنكوب، حيث يواجه الفلسطينيون واحدة من أكثر الحروب تدميرًا في التاريخ، وإحدى أسوأ الأزمات الإنسانية في القرن الحالي.

وقصفت مدفعية الاحتلال أحياء الصبرة والزيتون وتل الهوا بمدينة غزة، وفتحت طائرات الاحتلال نيراتها تجاه منازل المدنيين في تل الهوا والمناطق الشرقية من حي الزيتون.

وشنت طائرات الاحتلال سلسلة غارات على مناطق متفرقة من وسط قطاع غزة، وطال القصف منازل المدنيين ومسجدًا في مخيم البريج، إضافةً إلى مخيمي النصيرات والمغازي.

واستُشهد 5 فلسطينيين بينهم 3 أطفال، وأُصيب آخرون، إثر غارة استهدفت منزلًا لعائلة "المناعمة" في مخيم المغازي، الذي تعرض أيضًا لقصف مدفعي عنيف الليلة الماضية.

وفي جنوب قطاع غزة، أطلقت طائرات الاحتلال نيرانها تجاه مدينة رفح، التي تعرضت لقصف مدفعي وجوي طال المناطق الشمالية والغربية منها، حيث نسفت قوات الاحتلال عدة مبان سكنية وسط المدينة.

ونفذت طائرات الاحتلال غارة استهدفت شقة في محيط مدارس العودة في عباس الكبرى شرق خانيونس، دون أنباء عن وقوع إصابات.

ووصل عدد ضحايا العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة، منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023 وحتى يوم أمس الأحد، إلى 38.584 شهيدًا و88881 مصابًا، وفق آخر إحصائية صادرة عن وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة.

وقالت الوزارة إن قوات الاحتلال ارتكبت، خلال الساعات الـ24 الماضية، 4 مجازر بحق المدنيين في القطاع وصل من ضحاياها إلى المستشفيات 141 شهيدًا و400 مصاب.

وأضافت أنه لا يزال هناك العديد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات لا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم.

سكان غزة لا يعرفون النوم

وكان جيش الاحتلال قد ارتكب، أمس الأحد، مجزرة مروعة بحق النازحين في مدرسة أبو عريبان بمخيم النصيرات، وسط القطاع، راح ضحيتها 15 شهيدًا و80 مصابًا.

وقال المكتب الإعلامي الحكومي بقطاع غزة، في بيان، مساء أمس الأحد، إن هذه المجزرة تأتي: "استكمالًا لجريمة الإبادة الجماعية التي يشنها جيش الاحتلال بحق شعبنا الفلسطيني للشهر العاشر على التوالي".

وأكد أنها جاءت: "بعد تركيز الاحتلال على ارتكاب مجازر في مدارس تؤوي آلاف النازحين"، وفي ظل: "إسقاط الاحتلال الإسرائيلي للمنظومة الصحية، وتدمير وإحراق المستشفيات وإخراجها عن الخدمة، وفي ظل الضغط الهائل على الطواقم الطبية وما تبقى من غرف العمليات الجراحية".

إضافةً إلى: "نقص المستلزمات الصحية والطبية، وفي ظل إغلاق المعابر أمام سفر الجرحى والمرضى وعدم إدخال الوقود، وفي ظل كارثية الأوضاع الإنسانية والصحية"، وفق المكتب.

وفي تصريحات لـ"التلفزيون العربي"، قال المكتب إن سكان غزة لا يعرفون النوم ليلًا، ويترقبون قصفًا في أي لحظة يستهدف منازلهم.

وأكد أن الاحتلال يواصل تدمير البنى التحتية والمؤسسات الصحية في رفح، وأنه لم تبق مؤسسة صحية واحدة في قطاع غزة قادرة على تلبية احتياجات سكانه.

وأشار إلى أن المستشفى المعمداني، في مدينة غزة، لم يعد قادرًا على استيعاب الشهداء والضحايا، وأن عددًا كبيرًا من الجرحى فقدوا حياتهم بسبب عجز الطواقم الطبية عن إسعافهم، مؤكدًا فقدان الأمل في المجتمع الدولي الذي يتفرج على مجازر الاحتلال بحق المدنيين دون أي تحرك جاد.

ولفت إلى أنه في الوقت الذي يطارد الاحتلال فيه النازحين بالقصف والاستهداف؛ فإنه لم يتبق أي مكان آمن يفرون إليه.