15-سبتمبر-2024
الاحتلال الإسرائيلي

يعرض الاحتلال الإقامة الدائمة على طالبي لجوء مقابل المشاركة في حملة الإبادة الجماعية على قطاع غزة.

كشفت صحيفة هآرتس العبرية، اليوم الأحد، عن استغلال مسؤولين في إسرائيل لطالبي اللجوء الأفارقة، بعرض الإقامة الدائمة مقابل المشاركة في حملة الإبادة الجماعية على قطاع غزة.

ونوهت الصحيفة إلى أن لاعتبارات الأخلاقية المتعلقة بتجنيد طالبي اللجوء الأفارقة لم يجرِ تناولها حتى الآن، مشيرة إلى أن السلطات الإسرائيلية لم تمنح أي طالب لجوء ساهم في العدوان على غزة صفة رسمية.

كشفت صحيفة هآرتس عن استغلال مسؤولين إسرائيليين لطالبي اللجوء الأفارقة، بعرض الإقامة الدائمة مقابل المشاركة في حملة الإبادة الجماعية على قطاع غزة.

ووفقًا للصحيفة، يعيش في "إسرائيل" قرابة 30 ألف طالب لجوء إفريقي، أغلبهم من الشباب. ونقلت عن أحد هؤلاء الشباب أنه وصل إلى "إسرائيل" في سن السادسة عشرة، في جزء من الموجة الكبيرة من طالبي اللجوء، حيث يمنحه الوضع المؤقت الذي يحمله معظم الحقوق الممنوحة للإسرائيليين، ولكن يجب تجديده دوريًا من خلال سلطة السكان والهجرة التابعة لوزارة الداخلية، ولا يضمن له الوضع الدائم. وحسب الصحيفة فإنه العديد من طالبي اللجوء يرون في جيش الاحتلال أفضل طريقة للاندماج في "المجتمع الإسرائيلي".

ونقلت الصحيفة عن هذا الشاب القادم من أفريقيا أنه تلقى اتصالًا هاتفيًا من شخص قال إنه ضابط شرطة، وطلب منه التوجه فورًا إلى إحدى المؤسسات الأمنية، دون تقديم أي تفسير: "تعال إلى هنا وسنتحدث"، وعندما وصل إلى هناك أدرك أنه جاء للقاء "رجال الأمن"، وقال هذا الشاب للصحيفة: "أخبروني أنهم يبحثون عن أشخاص مميزين للانضمام إلى الجيش، وأخبروني أن هذه حرب حياة أو موت بالنسبة إلى إسرائيل".

وأفاد الشاهد لدى الصحيفة أن هذا اللقاء كان الأول من سلسلة لقاءات مع رجل قدّم نفسه على أنه مسؤول أمني يجند طالبي اللجوء لجيش الاحتلال، واستمرت الاجتماعات على مدار أسبوعين تقريبًا وانتهت عندما قرر الشاب عدم الانضمام لجيش الاحتلال.

بعد ذلك التقى المسؤول الإسرائيلي الفتى الأفريقي نفسه، وحسب شهادة الفتى فقد كان اللقاء بمكان عام، أعطاه فيه 1000 شيكل لتغطية وقته الضائع أثناء الاجتماعات، وأخبره أنه ستكون هناك فترة تدريب لمدة أسبوعين إذا جُنِّد، من أجل الانضمام إلى طالبي اللجوء الآخرين، ووعده أيضًا بأن الأجر الذي سيحصل عليه مقابل الخدمة العسكرية سيكون مماثلًا لما حصل عليه في وظيفته".

ونقلت صحيفة هآرتس عن الفتى أن المسؤول الإسرائيلي أخبره بإمكانية حصوله على وثائق من "دولة إسرائيل" إذا ذهب للتجنيد بتلك الطريقة، طالبًا منه إرسال صورة لهويته الشخصية، وواعدًا إياه الاهتمام بأمره فيما يخص الإقامة الدائمة.

وقالت الصحيفة العبرية نقلًا عما وصفته بالمصادر الأمنية، إن "إسرائيل" استعانت بطالبي اللجوء في مهام خطيرة بعدة عمليات، ووصف أحد مصادر الصحيفة هذه المسألة بـ"الإشكالية للغاية"، وكشفت مصادر تحدثت لصحيفة هآرتس عن أنه في بعض الحالات نُظر في منح وضع قانوني لطالبي اللجوء الذين شاركوا في العمليات العسكرية، إلا أنه لم تحصل تسوية الوضع القانوني لأي منهم حتى الآن. في المقابل، طلبت الأجهزة الأمنية منح وضع قانوني لآخرين شاركوا في القتال.

ونوّهت الصحيفة إلى أن وزارة داخلية الاحتلال بحثت إمكانية تجنيد أطفال طالبي اللجوء الذين تلقوا تعليمهم في المدارس الإسرائيلية في الجيش الإسرائيلي. وأشارت إلى أنه في الماضي، سمحت الحكومة لأطفال العمال الأجانب بالخدمة في جيش الاحتلال، مقابل منح "مكانة" لأفراد أسرهم المباشرين.