15-سبتمبر-2024
طفل فلسطيني في مدينة غزة محاط بالركام

(AP) خلّف قصف جيش الاحتلال مزيدًا من الدمار والشهداء الجرحى

في اليوم الـ345 من العدوان، تعرضت مناطق مختلفة من قطاع غزة لقصف جوي ومدفعي عنيف خلّف مزيدًا من الدمار والشهداء والجرحى، وسط نسف مبانٍ جديدة في مدينة رفح، وتصاعد التوترات على الجبهة الشمالية بين جيش الاحتلال و"حزب الله"، عدا عن سقوط صاروخ أُطلق من اليمن وسط "إسرائيل".

واستُشهد 3 فلسطينيين جراء غارة جوية استهدفت منزلًا يعود لعائلة "عماد" غرب مخيم النصيرات وسط قطاع غزة. وكان المخيم قد تعرض، ليل السبت – الأحد، لقصف مدفعي عنيف واستهداف مكثّف من قِبل آليات الاحتلال العسكرية شمال المخيم.

وقصف جيش الاحتلال مخيم المغازي، وسط القطاع، بالقذائف المدفعية. كما استهدفت طائراته منزلًا لعائلة "سويدان" في محيط مستشفى اليمن السعيد بمخيم جباليا شمال القطاع، ما أسفر عن استشهاد شخص وإصابة آخرين.

74 بالمئة من خيام النازحين أصبحت غير قابلة للاستخدام ويجب تغييرها قبل دخول فصل الشتاء

ونفّذت الطائرات الحربية الإسرائيلية أحزمة نارية في محيط المجمع الإسلامي بحي الصبرة جنوب مدينة غزة. فيما تعرض الجزء الشمالي الغربي من مدينة رفح جنوب القطاع لقصف مدفعي وجوي عنيف، كما نسفت قوات الاحتلال عدة مبانٍ سكنية وفق وسائل إعلام محلية أفادت بوصول دوي الانفجارات إلى المحافظة الوسطى.

وبحسب آخر إحصائية صادرة عن وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة، أمس السبت، فقد ارتفع عدد ضحايا العدوان الإسرائيلي المتواصل على القطاع منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023 إلى 41.182 شهيدًا و95.280 مصابًا.

وقالت الوزارة في تقريرها الإحصائي اليومي، إن قوات الاحتلال ارتكبت خلال الـ48 ساعة الماضية 4 مجازر بحق المدنيين في القطاع، وصل من ضحاياها إلى المستشفيات 64 شهيدًا و155 مصابًا، فيما لا يزال هناك العديد من الضحايا تحت الركام في الطرقات لا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم.

نداء استغاثة لإنقاذ النازحين بغزة

إنسانيًا، أطلق المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، أمس السبت، نداء استغاثة عاجل لإنقاذ 2 مليون نازح في قطاع غزة قبل دخول فصل الشتاء، الذي سيفاقم من معاناة النازحين.

وقال المكتب، في بيان، إن هناك 2 مليون شخص في قطاع غزة بحاجة إلى الإنقاذ: "قبل فوات الأوان، بالتزامن مع قدوم المنخفضات الجوية ودخول فصل الشتاء وظروفه المناخية القاسية"، مضيفًا أن: "أعداد النازحين لا تزال في تدفق وازدياد يومًا بعد يوم، حيث بلغ عدد النازحين بشكل عام من 1.9 مليون نازح إلى 2 مليون نازح في محافظات قطاع غزة".

وأوضح أن في غزة: "543 مركزًا للإيواء والنزوح نتيجة ارتكاب الاحتلال الإسرائيلي جريمة التهجير القسري، وهي جريمة ضد الإنسانية، من خلال إجبار المواطنين على النزوح الإجباري من منازلهم وأحيائهم السكنية الآمنة".

وتابع قائلًا: "نسبة 74 بالمئة من خيام النازحين أصبحت غير صالحة للاستخدام، وذلك وفقًا لفرق التقييم الميداني الحكومية، والتي أفادتنا بوجود 100 ألف خيمة من أصل 135 ألف خيمة بحاجة إلى تغيير واستبدال فوري عاجل نتيجة اهتراء هذه الخيام تمامًا، حيث إنها مصنوعة من الخشب والنايلون والقماش".

عودة التصعيد إلى جنوب لبنان

إلى ذلك، أعلن جيش الاحتلال عن سقوط صاروخ أُطلق من اليمن وسقط في منطقة مفتوحة شرق تل أبيب دون إصابات. بينما ذكرت القناة الـ12 الإسرائيلية أن منظومة الدفاع الجوي فشلت في اعتراض الصاروخ الذي سقط في منطقة غير مأهولة بين تل أبيب ومطار اللد.

وذكرت إذاعة جيش الاحتلال، اليوم الأحد، أن الصاروخ قطع حوالي 2000 كيلومتر، واستغرق 15 دقيقة للوصول إلى هدفه، وسط إسرائيل.

وقال مساعد مدير دائرة التوجيه المعنوي في وزارة الدفاع التابعة لجماعة "أنصار الله" (الحوثيون)، إنه لم يعد هناك مكان آمن في "إسرائيل" والحرب معها مفتوحة، وفق "التلفزيون العربي".

ويأتي إعلان جيش الاحتلال عن سقوط الصاروخ في وقت تتصاعد فيه التوترات على الجبهة الشمالية مع "حزب الله" اللبناني، حيث شنّت طائرات الاحتلال الحربية مساء أمس السبت عدة غارات استهدفت مناطق عدة في العمق اللبناني.

وأفادت الوكالة الوطنية للإعلام بإصابة 4 أشخاص، بينهم 3 أطفال، إثر غارة استهدفت محيط بلدة الكواخ قرب مدينة الهرمل شمال شرق لبنان. كما استهدفت غارة أخرى سهل بلدة سرعين في بعلبك دون وقوع إصابات. فيما أفاد مراسل "التلفزيون العربي" بأن طائرات الاحتلال شنت غارتين على بلدة حوش السيد علي في قضاء الهرمل.

وكانت القناة الـ13 الإسرائيلية قد كشفت، أمس السبت، بأن رئيس وزراء الاحتلال، بنيامين نتنياهو، قرر توسيع العملية العسكرية على الجبهة الشمالية مع لبنان، وذلك خلال جلسة حوار انعقدت الخميس الفائت لبحث التصعيد على هذه الجبهة مع "حزب الله".

وبحسب القناة، فقد قال نتنياهو إن "إسرائيل" بـ"صدد القيام بعملية موسعة وقوية في الجبهة الشمالية" دون أن تيم تحديد موعدها، وفق ما صرّح به مسؤول في دائرة نتنياهو للقناة أضاف قائلًا إن الموعد: "في المستقبل القريب".

ومساء أمس السبت، أعلن "حزب الله" أن الحرب الشاملة مع "إسرائيل" ستؤدي، في حال وقوعها، ستؤدي إلى نزوح مئات الآلاف من الإسرائيليين.

جاء ذلك في خطاب لنائب الأمين العام للحزب، نعيم قاسم، قال فيه: "ليست لدينا خطة للمبادرة في حرب لأنَّنا لا نجدها ذات جدوى، ولكن إذا شنّت إسرائيل الحرب فسنواجهها بالحرب وستكون الخسائر ضخمة بالنسبة إلينا وإليهم أيضًا".

وصعّد "حزب الله"، أمس السبت، من قصفه لمواقع جيش الاحتلال في الأراضي الفلسطينية المحتلة، حيث أفادت وسائل إعلام إسرائيلية بإطلاق نحو 55 صاروخًا من لبنان باتجاه الجليل الأعلى دون تسجيل إصابات.

وذكر جيش الاحتلال، في بيان على منصة "إكس"، أنه تم: "اعتراض بعض هذه الصواريخ، فيما سقط معظمها في مناطق مفتوحة، ولم يتم رصد إي إصابات". بينما قالت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية: "أطلق حزب الله صباح اليوم خلال دقائق معدودة نحو 20 صاروخًا على مدينة صفد، وكذلك على قرية عقبرة الواقعة في الجزء الجنوبي من المدينة".

وأضافت الصحيفة أن "حزب الله" عمل في الأيام القليلة الماضية: "على زيادة نطاق صواريخه وتركيزه في منطقة مدينة صفد وروش بينا وحتسور هجليليت وقرب مفرق عميعاد"، في الجليل الأعلى شمالًا.  

وفي بيان آخر، قال جيش الاحتلال إنه قصف بالطيران المسيّر منصة إطلاق صواريخ جنوب لبنان استهدفت منطقة الجليل صباح أمس السبت، وذلك إضافةً إلى مبنى عسكري في كفر رمان.