08-أغسطس-2024
كانت الملاكمة الجزائرية إيمان خليف موضوع سجال في مجلس الأمن (منصة إكس)

كانت الملاكمة الجزائرية إيمان خليف موضوع سجال في مجلس الأمن (منصة إكس)

على خلفية السجال الحاصل حول قضية الملاكمة الجزائرية، إيمان خليف، المشاركة في الألعاب الأولمبية المقامة حاليًا بباريس، والاتهامات التي طالتها بأنها "متحولة جنسيًا"، تفجر خلاف روسي جزائري في مجلس الأمن، بعد أن أثار المندوب الروسي المسألة خلال كلمة ألقاها في المجلس.

وخلال الاجتماع الذي عقد في مجلس الأمن، أمس الأربعاء، حول موضوع "الحفاظ على الالتزامات لصالح المرأة، السلام والأمن في سياق الانسحاب السريع لبعثات السلام"، اتهم نائب مندوب روسيا لدى الأمم المتحدة، دميتري بوليانسكي، الدول الغربية باحتكار الحركة الأولمبية و"فرض أجندة مجتمع الميم بشكل عدواني على بقية العالم"، قائلًا: إنها "تلحق ضررًا بحقوق المرأة وكرامتها"، وفقًا لما أوردته وكالة "رويترز" للأنباء.

ولفت الدبلوماسي الروسي إلى أنه في دورة الألعاب الأولمبية، المقامة حاليًا في باريس، "تتعرض الملاكمات للعنف علنًا من جانب رياضيين فشلوا في اجتياز الاختبارات الهرمونية التي أجراها الاتحاد الدولي للملاكمة، وهم وفقًا للاتحاد ووفقًا للمنطق رجال"، معتبرًا أن "هذا أمر مثير للاشمئزاز تمامًا".

اتهم نائب مندوب روسيا لدى الأمم المتحدة، دميتري بوليانسكي، الدول الغربية باحتكار الحركة الأولمبية و"فرض أجندة مجتمع الميم بشكل عدواني على بقية العالم"

خطاب نائب المندوب الروسي في مجلس الأمن كان يقصد به الملاكمة الجزائرية إيمان خليف والتايوانية لين يو-تينج المشاركتان في الألعاب الأولمبية بباريس وأثارتا الجدل بعد استبعادهما من المشاركة في بطولة العالم عام 2023، بسبب "اختبار كروموسوم جنسي أدى إلى قرار بعدم أهليتهما للمشاركة" من قبل الاتحاد الدولي للملاكمة.

وخلال الألعاب الأولمبية الحالية، جردت اللجنة الأولمبية الدولية الاتحاد الدولي للملاكمة من أهليته كهيئة مشرفة على اللعبة، وتولت إدارة تنظيم منافسات الملاكمة في باريس. وقالت اللجنة إنهما "امرأتان".

وفي رده على خطاب المندوب الروسي، قال ممثل البعثة الدائمة للجزائر في الأمم المتحدة، توفيق كودري، إن "المشككين في الملاكمة الجزائرية، إيمان خليف، لهم أجندة سياسية مجهولة المقاصد"، مشيرًا إلى أن "تقرير اللجنة الأولمبية الدولية قصم ظهر كل مشكك".

وأكد الدبلوماسي الجزائري أن "الملاكمة الشجاعة الآنسة إيمان خليف ولدت أنثى، عاشت طفولتها بنتًا يافعة، مارست الرياضة كامرأة بكامل المقاييس".

وختم ممثل البعثة الجزائرية مداخلته، قائلًا: "أكتفي بإحالة الجميع إلى اللجنة الأولمبية الدولية نفسها والتي بكامل الوضوح وبشهادتها تقصم ظهر كل مشكك في بطلتنا الشجاعة الآبية، حفيدة النساء الجزائريات الحرائر".

وفي سياق متصل، كشفت وكالة "أسوشيتد برس"، أن شبكات تضليل مرتبطة بالحكومة الروسية تستخدم التضليل عبر الإنترنت والدعاية لنشر ادعاءات تحريضية ومهاجمة الدولة المضيفة للألعاب الأولمبية.

ومؤخرًا، استغلت شبكات التضليل الانقسام حول الملاكمة الجزائرية إيمان خليف، التي واجهت أسئلة لا أساس لها من الصحة حول جنسها ومزاعم كاذبة بأنها "متحولة جنسيًا"، بعد أن ذكر الاتحاد الدولي للملاكمة الذي يرأسه رجل الأعمال الروسي المرتبط بالكرملين، عمر كريمليف، أن خليف والملاكمة التايوانية يو-تينغ لين، فشلتا في "تلبية معايير الأهلية الجنسية"، مما أدى إلى حرمانهما من المشاركة في بطولة العالم العام الماضي.

وعززت الشبكات الروسية الجدل بشأن الملاكمة الجزائرية، التي سرعان ما أصبحت موضوعًا شائعًا على الإنترنت.

والأسبوع الماضي، كان مستخدمو منصة "أكس" ينشرون عن هذه الملاكمة عشرات آلاف المنشورات في الساعة، وفقًا لتحليل أجرته "بيك ميتريكس"، وهي شركة إلكترونية تتعقب السرديات عبر الإنترنت.

واعتبر أحد مؤسسي شركة "نيوز غارد"، جوردون كروفيتز، أن حملة التضليل الروسية التي تستهدف الألعاب الأولمبية تتميز "بمهاراتها الفنية".

وقال: "ما يختلف الآن هو أنهم ربما يكونون المستخدمين الأكثر تقدمًا لنماذج الذكاء الاصطناعي التوليدية لأغراض خبيثة، مثل مقاطع فيديو مزيفة، وموسيقى مزيفة، ومواقع ويب مزيفة".

وأضاف: "يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي لإنشاء صور ومقاطع صوتية وفيديو واقعية، وترجمة النصوص بسرعة وإنشاء محتوى ثقافي محدد يبدو وكأنه تم إنشاؤه بواسطة إنسان".

مشيرًا إلى أنه "يمكن الآن القيام بأشياء كان تتطلب كثيرًا من العمل لإنشاء حسابات أو مواقع ويب وهمية على وسائل التواصل الاجتماعي، وكتابة منشورات محادثة بسرعة وبتكلفة زهيدة".