أصيب أكثر من 30 جنديًا من قوات حلف الناتو، خلال تواجدهم في شمال كوسوفو، في اشتباكات مع المحتجين الصرب، بينما وضع رئيس صربيا الجيش في أعلى مستوى من التأهب القتالي.
رفض الصرب المشاركة في الانتخابات المحلية في نيسان/ أبريل، مما أدى فوز القوائم الألبانية في الانتخابات، داخل المناطق ذات الأعلبية الصربية
وتصاعد التوتر، في شمال كوسوفو، بعد أن تولى رؤساء بلديات من أصل ألباني مهامهم في المنطقة ذات الأغلبية الصربية في شمال كوسوفو بعد الانتخابات التي قاطعها الصرب، وهي الخطوة التي انتقدتها الولايات المتحدة وحلفائها.
وأدانت بعثة حفظ السلام التي يقودها الناتو في كوسوفو أعمال العنف، والمواجهات التي اندلعت مع الأقلية الصربية في الشمال.
وفي سياق متصل، قال الرئيس الصربي ألكسندر فوتشيتش إن 52 صربيًا أصيبوا بجروح، ثلاثة منهم في حالة خطيرة.
وقال وزير الدفاع المجري، إن أكثر من 20 جنديًا مجريًا كانوا من بين الجرحى، بينهم سبعة في حالة خطيرة ولكنها مستقرة. وقال وزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاجاني، إن 11 جنديًا إيطاليًا، ثلاثة منهم في حالة خطيرة. وقالت رئيسة وزراء إيطاليا جورجيا ميلوني: "لن نتسامح مع مزيد من الهجمات ضد قوات حفظ السلام. ومن الضروري تفادي المزيد من الإجراءات الأحادية الجانب من جانب سلطات كوسوفو وأن تتراجع جميع الأطراف خطوة إلى الوراء لتهدئة التوترات".
واستدعى السفير الأمريكي ومبعوث الاتحاد الأوروبي رؤساء البلديات ذوي الأصول الألبانية إلى اجتماع في بريشتينا في محاولة لتخفيف التوترات.
وقالت فرنسا إنها "تدين هذا العنف بأشد العبارات الممكنة وتدعو جميع الأطراف، ولا سيما حكومة كوسوفو، إلى اتخاذ خطوات فورية للحد من التوترات".
واتهمت رئيسة كوسوفو فيوزا عثماني، نظيرها الصربي بزعزعة استقرار كوسوفو، قائلةً: إن "الهياكل الصربية غير القانونية التي تحولت إلى عصابات إجرامية هاجمت شرطة كوسوفو وضباط قوات حفظ السلام والصحفيين". وكتبت عثماني على تويتر "أولئك الذين ينفذون أوامر [رئيس صربيا] فوتشيتش بزعزعة استقرار شمال كوسوفو يجب أن يواجهوا العدالة".
في زفيكان، إحدى مدن شمال كوسوفو، قامت شرطة كوسوفو التي يعمل بها الألبان بعد انسحاب الصرب من القوة العام الماضي، برش غاز الفلفل لصد حشد من الصرب الذين اخترقوا حاجزًا أمنيًا وحاولوا اقتحام مبنى البلدية.
وقالت شرطة كوسوفو في بيان إن المتظاهرين "حاولوا باستخدام العنف وإلقاء الغاز المسيل للدموع، عبور الطوق الأمني ودخول مبنى البلدية عنوة".
كما قام الصرب بطلاء مركبات الناتو بالحرف "Z"، في إشارة إلى للعلامة الروسية المستخدمة في الحرب على أوكرانيا.
وصرح وزير الدفاع الصربي ميلوش فوتشيفيتش، أن الرئيس الصربي والقائد الأعلى للقوات المسلحة فوتشيتش، رفع الاستعداد القتالي للجيش إلى أعلى مستوى، مشيرًا إلى نشر وحدات إضافية من الجيش.
يشار إلى أن الصرب يرفضون استقلال كوسوفو عن صربيا في عام 2008، فيما تتعامل الأقلية الصربية، مع بلغراد كعاصمة لهم.
يشكل الألبان أكثر من 90% من السكان في كوسوفو، لكن صرب الشمال طالبوا بتنفيذ اتفاق عام 2013 بوساطة الاتحاد الأوروبي، والذي ينص على إنشاء اتحاد للبلديات المستقلة في منطقتهم.
ورفض الصرب المشاركة في الانتخابات المحلية في نيسان/ أبريل، مما أدى فوز القوائم الألبانية في الانتخابات، داخل المناطق ذات الأعلبية الصربية. ويطالب الصرب حكومة كوسوفو بإبعاد رؤساء البلديات ذوي الأصول الألبانية من المجالس البلدية والسماح للإدارات المحلية التي تمولها بلغراد باستئناف عملها.
أصيب أكثر من 30 جنديًا من قوات حلف الناتو، خلال تواجدهم في شمال كوسوفو
وفي السياق نفسه، زعم وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، متحدثًا خلال زيارة لكينيا، أن "الصرب يقاتلون من أجل حقوقهم في شمال كوسوفو"، وأضاف: "هناك انفجار كبير يلوح في الأفق في قلب أوروبا".