عقد مجلس الأمن الدولي، أمس الثلاثاء، جلسة لمناقشة الأزمة السودانية المتفاقمة، حيث أكدت وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية، روزماري دي كارلو، أن السودان يعاني من أوضاع كارثية مع تصاعد العنف بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.
وشددت دي كارلو على ضرورة وقف إطلاق النار كخطوة أساسية لوقف المجازر وحماية المدنيين، مؤكدة أن الحل السياسي هو السبيل الوحيد لتحقيق السلام الدائم.
وبيّنت دي كارلو في إفادتها أمام مجلس الأمن أن الوضع في السودان يشبه "الكابوس"، حيث تتعرض ولاية الجزيرة، على وجه الخصوص، لهجمات عنيفة من قوات الدعم السريع، مما أدى إلى مقتل وتشريد عدد كبير من المدنيين، إلى جانب انتهاكات واسعة لحقوق الإنسان، شملت حالات عديدة من العنف الجنسي ضد النساء والفتيات. ولفتت دي كارلو إلى مسؤولية الطرفين في إحداث هذه الكارثة الإنسانية، حيث استخدم الجيش السوداني الغارات الجوية في مناطق مكتظة بالسكان، ما أسفر عن تدمير واسع للبنية التحتية.
بيّنت الأمم المتحدة أن الوضع في السودان يشبه "الكابوس"، حيث تتعرض ولاية الجزيرة على وجه الخصوص لهجمات عنيفة من قوات الدعم السريع
ومنذ اندلاع الحرب في السودان، شهدت البلاد واحدة من أسوأ أزمات النزوح في العالم، حيث اضطر أكثر من 11 مليون شخص إلى مغادرة منازلهم، منهم نحو ثلاثة ملايين لجأوا إلى دول مجاورة. كما تسببت الحرب في تفاقم أزمة الغذاء، إذ دُمرت مساحات واسعة من الأراضي الزراعية، وأصبح أكثر من 750 ألف شخص يواجهون مستويات متقدمة من انعدام الأمن الغذائي والمجاعة، وفقًا لبيانات الأمم المتحدة.
The people of #Sudan face an ever-deepening crisis as the relentless war between rival militaries pushes the country further into chaos, warns Rosemary DiCarlo, head of @UNDPPA
Read more ⤵️https://t.co/jxWVyDwT4s pic.twitter.com/IeeQ8CQyA2
— UN News (@UN_News_Centre) November 12, 2024
وفي الجلسة ذاتها، أكد راميش راجاسينغام، مدير التنسيق في مكتب الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة، أن قدرة المنظمات الإنسانية على الوصول إلى المناطق المتضررة لا تزال محدودة للغاية، خاصة في المناطق التي تشهد نزاعات. وعلى الرغم من إعادة فتح معبر "أدري" الحدودي بين السودان وتشاد، لا يزال الوصول إلى العديد من المناطق يتطلب إجراءات معقدة تعيق عمليات الإغاثة وتؤخرها. وأكد راجاسينغام على ضرورة ضمان وصول الإمدادات الإنسانية بشكل آمن وسريع إلى المناطق المتضررة، وسط القيود الكبيرة التي تعرقل ذلك.
من جهته، حذّر برنامج الأمم المتحدة الإنمائي من تدهور الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية في السودان بشكل غير مسبوق. وأشار تقرير صدر عن البرنامج، أمس الثلاثاء، إلى أن فرص العمل بدوام كامل انخفضت إلى النصف، وأن أقل من 15% من الأسر في المناطق الحضرية تستطيع الحصول على الرعاية الصحية اللازمة. وبيّن التقرير أن غالبية القتال يتركز في المدن الكبرى، مما يؤثر بشكل كبير على حياة المدنيين ومستويات معيشتهم.
The ongoing economic crisis in Sudan has resulted in significant unemployment and income instability for urban households.@UNDPSudan and @IFPRI’s report emphasizes the urgent need for job creation and sustainable livelihoods to address income insecurity. https://t.co/TlDLJo5omA pic.twitter.com/cinEV5XXBy
— UN Development (@UNDP) November 13, 2024
وأكد لوكا ريندا، الممثل المقيم لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في السودان، أن "الأزمة الحالية لا يمكن حلها عبر التدخلات الإنسانية قصيرة الأجل فقط، بل يجب أن تكون مصحوبة بجهود تنموية طويلة الأمد تركز على تعزيز صمود الأسر والمجتمعات السودانية".
وأكدت الأمم المتحدة مواصلة مساعيها للتفاوض من خلال المبعوث الخاص إلى السودان، رمطان لعمامرة، من أجل دفع الأطراف المتحاربة إلى طاولة المفاوضات. وبيّنت دي كارلو أهمية الضغط الدولي على الأطراف السودانية لوقف القتال، معبرة عن دعمها للجهود التي يبذلها الاتحاد الإفريقي وهيئة "الإيقاد" لتعزيز جهود السلام في السودان.
كما شددت دي كارلو على ضرورة اتخاذ خطوات سريعة لوقف إطلاق النار وتقديم المساعدات الإنسانية بشكل عاجل، وضرورة تعزيز الجهود طويلة الأمد لدعم التنمية في السودان ومساعدة الأسر السودانية على تجاوز تداعيات هذا الصراع المدمر.