رفعت شركة "بن آند جيري" للمثلجات دعوى قضائية ضد الشركة الأم "يونيليفر" للشركة المتعددة الجنسيات للسلع الاستهلاكية، بسبب محاولاتها التدخل لمنعها من التعبير عن دعمها للفلسطينيين، مهددةً بحل مجلس إدارتها ومقاضاة أعضائه بشأن هذه المسألة، وفق ما أوردته وكالة "رويترز" للأنباء.
وبحسب الوكالة، تمثل هذه الدعوى التي رفعتها "بن آند جيري"، أمس الأربعاء، أحدث مؤشر على توتر قائم منذ فترة طويلة بين الشركتين. فقد بدأ الخلاف عام 2021، حين أعلنت "بن آند جيري" أنها ستتوقف عن بيع منتجاتها في الضفة الغربية المحتلة لأن ذلك يتعارض مع قيمها. وقد دفعت هذه الخطوة بعض المستثمرين إلى التخلص من أسهمهم في شركة "يونيليفر".
لفتت الدعوى إلى أن "بن آند جيري" حاولت في أربع مناسبات "التحدث علنًا لدعم السلام وحقوق الإنسان، لكن يونيليفر أسكتت كل هذه الجهود"
ورغم هذا القرار، واصلت "يونيليفر" بيع منتجاتها في إسرائيل عبر رخصة محلية، مما دفع شركة صناعة المثلجات إلى رفع دعوى قضائية ضدها. وتمت تسوية هذه الدعوى عام 2022.
وفي دعواها القضائية الجديدة، تقول "بن آند جيري" إن "يونيليفر" خالفت شروط التسوية التي جرت عام 2022، والتي ظلَّت بنودها سرية. وقد كشفت الدعوى أن اتفاق التسوية ينص على أن "يونيليفر" مطالبة باحترام وتقدير المسؤولية الأساسية لمجلس إدارة "بن آند جيري" المستقل فيما يتعلق بالمهمة الاجتماعية للشركة.
— Ultra Sawt ألترا صوت (@UltraSawt) October 30, 2024
ولفتت الدعوى إلى أن "بن آند جيري" حاولت في أربع مناسبات "التحدث علنًا لدعم السلام وحقوق الإنسان، لكن يونيليفر أسكتت كل هذه الجهود". وقالت "بن آند جيري" في الدعوى القضائية إنها "حاولت الدعوة إلى وقف إطلاق النار ودعم المرور الآمن للاجئين الفلسطينيين إلى بريطانيا ودعم الطلاب الذين ينظمون احتجاجات في جامعات أميركية على مقتل مدنيين في قطاع غزة، والدعوة إلى وقف المساعدات العسكرية الأميركية لإسرائيل"، لكن "يونيليفر" منعتها.
وورد في الدعوى القضائية أن مجلس الإدارة المستقل للشركة تحدث على نحو منفصل عن بعض هذه الأمور، لكن الشركة تم إسكاتها. وأشارت "بن آند جيري" إلى أن رئيس قسم المثلجات في شركة "يونيليفر"، بيتر تير كولف، عبّر عن قلقه إزاء "تصوّر مستمر بمعاداة السامية فيما يتعلق بشركة صناعة المثلجات التي تعبر عن آرائها بشأن لاجئين من غزة"، وفقًا للدعوى القضائية.
كما ورد في الدعوى أن "يونيليفر" مطالبة، بموجب اتفاق التسوية، بأن تسدد مدفوعات تصل إجمالًا إلى 5 ملايين دولار لشركة "بن آند جيري"، لكي تقدم العلامة التجارية تبرعات لجماعات مدافعة عن حقوق الإنسان من اختيارها.
وقررت "بن آند جيري" دعم منظمة "الصوت اليهودي من أجل السلام" ذات التوجهات اليسارية، وفرع مجلس العلاقات الأميركية الإسلامية في منطقة خليج سان فرانسيسكو ومنظمات أخرى. وذكرت الدعوى أن "يونيليفر" اعترضت في آب/أغسطس الماضي على هذه الاختيارات، قائلة إن "منظمة الصوت اليهودي من أجل السلام تنتقد الحكومة الإسرائيلية بشدة".
ولم ترد شركة "يونيليفر" بعد على طلب "رويترز" للحصول على تعليق حول الموضوع.
يُذكر أن "يونيليفر" أعلنت في آذار/مارس الماضي أنها ستفصل أنشطتها في قطاع المثلجات، والتي تشمل "بن آند جيري"، عن بقية المجموعة بحلول نهاية عام 2025 لـ"تبسيط محفظتها الاستثمارية". وتشمل منتجات "يونيليفر" صابون "دوف" ومايونيز "هيلمانز" ومكعبات حساء "كنور" ومنظف "سيرف" و"فازلين".
تجدر الإشارة إلى أن شركة "بن آند جيري" للمثلجات أسسها بن كوهين وجيري جرينفيلد في محطة وقود تم تجديدها عام 1978، واستمرت في نشاطها التجاري إلى أن استحوذت عليها شركة "يونيليفر" عام 2000. وتعرف "بن آند جيري" نفسها كشركة ذات وعي مجتمعي، بينما تتهمها بعض الجماعات اليهودية بـ"معاداة السامية" بسبب مواقفها الرافضة للاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية المحتلة.