توجهت الأنظار مساء الخميس الماضي، إلى استاد المدينة الرياضية في العاصمة اللبنانية بيروت، التي احتضنت مباراة النجمة اللبناني في مواجهة الأهلي المصري، في الدور الـ32 لبطولة الأندية العربية. وكان الفريقان قد تعادلا سلبًا في مباراة الذهاب بمصر.
شهدت بيروت مواجهة خاصة بين صاحبي الشعبية الأكبر في كل من لبنان ومصر، الأهلي المصري والنجمة اللبنانية، في إطار بطولة الأندية العربية
دخل الفريقان المباراة بمعطيات ومؤشرات مختلفة، فالنجمة فاز على غريمه التقليدي الأنصار في افتتاح الدوري، بأربعة أهداف مقابل هدفين، ومع ذلك فإن مستوى الفريق في المباراة لم يقنع جمهوره. وقد غاب عن النجمة لاعبوه الجدد بسبب عدم تسجيل أسمائهم في البطولة. في حين كانت الشكوك تحوم حول مشاركة نجم الفريق حسن معتوق في المباراة، بعد الإصابة التي لحقت به في مباراة الديربي، قبل أن يعود ويشارك بشكل أساسي.
اقرأ/ي أيضًا: بسبب "صدام حسين".. انسحاب فريق عراقي من البطولة العربية لكرة القدم
وإذا كان النجمة لا يزال في بداية موسمه، ولا يزال الانسجام والنسق لم يصل بعد إلى المستوى المطلوب، فإن الأهلي يعاني من ضغط المباريات وازدحام الجدول، حيث يشارك الفريق حاليًا، إضافة للبطولات المحلية والبطولة العربية، في دوري أبطال أفريقيا، وقد سافر الفريق قبل أيام إلى غينيا في رحلة شاقة، عاد منها فائزًا بأربعة أهداف نظيفة.
كما على الأهلي أن يقابل وفاق سطيف الجزائري، بعد أيام في مباراة مصيرية في البطولة نفسها، وعليه فقد اضطر المدرب الفرنسي باتريس كارتيرون، إلى تقسيط جهود لاعبيه، والقيام بمداورة في التشكيل، تجنبًا للإرهاق.
كانت مواجهة خاصة إذن، بين الفريقين صاحبي الشعبية الأكبر من كل من لبنان ومصر. ومن جهة أخرى بدأت مباراة موازية على مواقع التواصل الاجتماعي في لبنان، فأطلق جمهور النجمة وسم "#مين_قال_ما_فينا_للأهلي". ودعت الروابط واللجان كل محبي النجمة إلى التواجد بكثافة في الملعب لمؤازرة الفريق. وقد بدأ جمهور النجمة يتقاطر إلى الملعب قبل ساعات طويلة من انطلاقة المباراة، وأكملوا الاستعدادات التنظيمية واللوجيستية.
من جهة فريق الأهلي، والذي يتعرض أخيرًا لـ"مضايقات" كثيرة من تركي آل الشيخ، والتي كان آخرها سحب شركة صلة السعودية عقد الرعاية للنادي، الأمر الذي هدد الاستقرار المالي في النادي. وكان الأهلي لوّح في السابق باحتمال انسحابه من البطولة، ليرد الصفعة لآل الشيخ، لكنه تراجع عن ذلك لاحقًا. كما أن اختيار طاقم حكام سعودي للمباراة، رأى فيه الأهلاويون استفزازًا لهم، وقد عبّروا عن ذلك على مواقع التواصل الاجتماعي.
دخل الفريقان إلى أرض الملعب، جماهير النجمة لبّت الواجب، فاحتشد أكثر من 25 ألف في مدرجات المدينة الرياضية، فيما كان لافتًا حضور جمهور الأهلي، بحوالي ثلاثة آلاف مشجع بحسب التقديرات. وقد زيّن جمهور النجمة المدرجات بلوحات فنية، أبرزها كان تيفو علم النجمة العملاق الذي رفعه المشجعون مع دخول اللاعبين إلى الملعب.
فنيًا وتكتيكيًا، كان واضحًا منذ الدقائق الأولى، الفارق الكبير بين الفريقين. ففي الوقت الذي بدا فيه الأهلي هادئًا ومنظمًا، وتناقل لاعبوه الكرات بسلاسة وسهولة، ظهرت العشوائية في أداء الفريق اللبناني، فلا ترابط بين الخطوط، إضافة إلى سوء تحضير للهجمات، والتشتيت العشوائي للكرة.
وترجم الأهلي سيطرته على الشوط الأول بهدفين سجلهما الدولي التونسي علي معلول في الدقيقة 26، ومؤمن زكريا في الدقيقة 35. وقد شهد هذا الشوط أيضًا خروج نجم النجمة حسن معتوق اضطراريًأ بسبب الإصابة لتزداد مصاعب النجمة، الذي عجز عن الوصول إلى مرمى محمد الشناوي طيلة الشوط الأول.
مع مطلع الشوط الثاني هدأ نسق المباراة، وبدا أن الأهلي يريد أن يتجنب الإرهاق والإصابات، واطمأن إلى النتيجة، في ظل شبه استسلام للاعبي النجمة. الهدوء في الملعب قابلته بعض الحرارة في المدرجات، بدأ التراشق كلامي بين جمهوري الفريقين،الهتافات النجماوية طالت أيضاً فريق العهد اللبناني، منافس النجمة على زعامة الكرة اللبنانية في السنوات الأخيرة، والذي تواجد عدد من جمهوره مع جمهور الأهلي لمؤازرته ضد النجمة ( موجودة مع الصور ). حتى أن الأمور وصلت إلى تراشق بعبوات المياه المعدنية، بين الجمهورين، قبل أن يتدخل الجيش ويبعد كل جمهور عن الحد الفاصل، أطول مسافة ممكنة.
رفع الأهلي نسق المباراة مجددًا ابتداءً من الدقيقة 60، في ظل تراجع بدني غريب للاعبي النجمة، وتوالت الهجمات على مرمى الحارس عباس حسن، فسجل نجم المباراة وليد سليمان الهدف الأهلاوي الثالث في 63، بعد مجهود فردي جميل، قبل أن يختم البديل محمد شريف رباعية الأهلي في الدقيقة 77، بعد هجمة مرتدة منظمة، وسط ضياع وسط ودفاع والنجمة. وفي الدقيقة 89 سجل حسن المحمد هدف حفظ ماء الوجه للنجمة من ضربة حرة جميلة، لتنتهي المباراة بفوز الأهلي 4-1 وتأهله لثمن النهائي.
غادر جزء من جمهور النجمة المدرجات خلال الشوط الثاني، بعد تأكدهم من استحالة تحسن المستوى أو الرجوع بالنتيجة، فيما فضل قسم آخر البقاء حتى النهاية، وتوجيه التحية للاعبي فريقهم. فالجمهور يعرف قيمة النادي الأهلي، ويدرك أن النجمة لعب بدون ستة عناصر أساسية، وأن الموسم لا زال في بدايته، والمطلوب الوقوف إلى جانب الفريق دائمًا.
فاز النادي الأهلي بأربعة أهداف مقابل هدف على النجمة اللبناني، في مباراة شهدت فارقًا كبيرًا فنيًا وتكتيكيًا بين الفريقين
أما جماهير الأهلي فبقيت لفترة طويلة في الملعب بعد المباراة، ووجهت التحية للاعبين، كذلك لرئيس النادي محمود الخطيب "بيبو"، فيما حمل الجمهور بشدة على تركي آل الشيخ، وهتفوا طويلًا ضده، ملمحين إلى أنه لا يستطيع بكل أمواله وإمكانياته الوقوف في وجه الأهلي. مع الإشارة إلى أن جماهير الأهلي، كانت قد هاجمت آل الشيخ أيضًا في آخر مباريات الفريق في الدوري المصري.
اقرأ/ي أيضًا:
الأهلي يضرب موعدًا مع وفاق سطيف في نصف نهائي أبطال أفريقيا
اقتراب انطلاقة الدوري اللبناني لكرة القدم.. أمل أخير في استعادة الزخم