05-سبتمبر-2024
هدد روبرت جينريك أكثر من مرة بإلغاء تأشيرات الأشخاص الداعمين لفلسطين (GETTY)

(GETTY) هدد روبرت جينريك أكثر من مرة بإلغاء تأشيرات الأشخاص الداعمين لفلسطين

كشفت صحيفة بريطانية عن جانب من الممارسات التي كان يقوم بها أعضاء بحكومة المحافظين السابقة، للتضييق على الداعمين والمؤيدين للقضية الفلسطينية في بريطانيا.

وقالت صحيفة "الغارديان"، إن وزير الهجرة السابق، روبرت جينيرك، طلب معلومات حول طالبة فلسطينية من أجل إلغاء تأشيرتها، وأظهرت رسائل بريد إلكترونية عُرضت أمام محكمة في بريطانيا، أن الحكومة السابقة اتخذت قرار إلغاء تأشيرة إقامة الطالبة الفلسطينية، دانا أبو قمر، البالغة من العمر 20 عامًا، بتحريض شخصي من الوزير جينريك.

وجاء في رسائل البريد الإلكتروني التي كتبها السكرتير الخاص لجينريك، ووجهها إلى مسؤولي وزارة الداخلية: "الوزير مهتم بمعرفة المزيد عن، دانا أبو قمر، وإذا كان يمكن إلغاء تأشيرة الإقامة الخاصة بالطلاب الممنوحة لها".

وزير الهجرة السابق، روبرت جينيرك، طلب معلومات حول طالبة فلسطينية من أجل إلغاء تأشيرتها

ويعود السبب وراء طلب إلغاء تأشيرة أبو قمر، إلى إلقائها كلمة خلال مظاهرة جامعية رافضة للحرب على غزة ومؤيدة للفلسطينيين، ومن ثم مشاركتها في مقابلة مع قناة "سكاي نيوز" أبدت فيها دعمها لحق الفلسطينيين في مقاومة الاحتلال الإسرائيلي.

وقالت فيها: "غزة تحت الحصار ومنذ 16 عامًا، ولأول مرة يقومون بالهجوم وليس الدفاع، وهذه تجربة تحدث مرة واحدة في الحياة"، وأضافت: "الجميع خائفون، وخائفون أيضًا من كيفية رد إسرائيل وكيف رأيناها ترد بين عشية وضحاها والصواريخ التي أطلقتها والهجمات، ولكننا أيضًا نشعر بالفخر. نحن حقًا حقًا، نشعر بالفرح بما حدث".

وبعد المقابلة تعرضت أبو قمر للهجوم بسبب تصريحاتها، وفي الأول من كانون الأول/ديسمبر 2023، ألغت الحكومة البريطانية تأشيرة طالبة القانون بجامعة مانشستر، والتي ترأست جمعية أصدقاء فلسطين بالجامعة، بحجة أن "وجودها في المملكة المتحدة لا يخدم الصالح العام بعد التصريحات التي أدلت بها".

لكن أبو قمر استأنفت القرار في محكمة اللجوء والهجرة التي قررت عقد جلسة استماع في موعد بين 26 و30 أيلول/سبتمبر الجاري، مشيرةً إلى أن تصريحاتها  تم تفسيرها بشكل خاطئ فهي لا تؤيد استخدام العنف ضد المدنيين.

مظاهرات داعمة للفلسطينيين في بريطانيا

وقالت أبو قمر: "شجعت خطابات الحكومة البريطانية وسائل الإعلام المحلية على تضليل صورة الفلسطينيين وأنصارهم، وإخضاع الصراع لسوء فهم، ما أوجد تصورات غير عادلة، وساهم في تشويه دعم المقاومة الفلسطينية. لن أؤيد أو أدافع في أي وقت عن العنف المرتكب ضد المدنيين، وفي هذه الأوقات الصعبة من المهم جدًا التمسك بالمبادئ الشرعية لحرية التعبير من أجل ضمان سماع أصوات الشعب الفلسطيني الذي يعيش تحت احتلال غير قانوني، وفهمها ضمن حدود الشرعية واحترام القانون الإنساني الدولي".

وتحمل دانا أبو قمر، جنسية أردنية كندية، وهي من أصول فلسطينية، وفقدت 22 شخصًا من أقربائها خلال العدوان الإسرائيلي المستمر على غزة منذ 11 شهرًا.

هذا، ورفض المتحدث باسم وزارة الداخلية البريطانية التعليق على القضية، وقال: "سيكون من غير المناسب التعليق على إجراء قانوني جار"، فيما شدد مصدر مقرب من جينيرك، على أن "التأشيرة هي امتياز وليست حقًا، ومن يحتفلون بالإرهاب لا مكان لهم في هذا البلد" وفق تعبيره.

وكان وزير الهجرة السابق، روبرت جينريك، قد هدد في أكثر من مناسبة، بتشديد التدابير القانونية وإلغاء تأشيرات الأشخاص المؤيدين لفلسطين، وطردهم من البلاد.

 من جهته، قال متحدث باسم المركز الأوروبي للدعم القانوني، الذي يقدم الدعم القانوني للأوروبيين الذين يناصرون الحقوق الفلسطينية إن: "تدخّل وزير في الحكومة بشكل شخصي وتعسفي لطرد طالبة فلسطينية من البلاد وقمعها عن الحديث في وقت تقتل فيه عائلتها بغزة هو تصرف بلا ضمير".

وأضاف المتحدث: "على الرغم من تصريحات جينيرك السابقة حول أهمية حماية حرية التعبير، فإنه يبدو مرتاحًا تمامًا لقمع حرية الكلام عندما يتعلق الأمر بالتضامن مع فلسطين، لتحقيق أغراض أيديولوجية ومكاسب سياسية على ما يبدو".

ويأتي الاستئناف في وقت عبّرت فيه الحكومة البريطانية الجديدة بقيادة حزب العمال، عن تحول تدريجي في المواقف التي اتخذتها الحكومة السابقة فيما يتعلق بالوضع في الشرق الأوسط.

تحمل دانا أبو قمر، جنسية أردنية كندية وهي من أصول فلسطينية، وفقدت 22 شخصًا من أقربائها خلال العدوان الإسرائيلي المستمر على غزة منذ 11 شهرًا

فقد أعلنت حكومة، كير ستارمر، عن تعليق جزئي لرخص تصدير السلاح إلى "إسرائيل"، لأن هناك "خطرًا واضحًا" من إمكانية استخدامها من قبل "إسرائيل" بطريقة تخرق القانون الإنساني الدولي.

وللإشارة، فإن، روبرت جينريك، قد شغل منصب وزير الهجرة منذ تشرين الأول/أكتوبر 2022، وحتى خسارة حزب المحافظين الانتخابات العامة الأخيرة، كما شغل منصب وزير الصحة ووزير الإسكان والمجتمعات والحكم المحلي سابقًا.

وهو نائب في مجلس العموم البريطاني "البرلمان" عن حزب المحافظين منذ عام 2014، ومرشح لمنصب زعيم الحزب خلفًا لريشي سوناك، الذي قدم استقالته بعد الهزيمة المدوية التي تعرض لها الحزب في الانتخابات الأخيرة، وسيعلن عن الزعيم الجديد لحزب المحافظين في الثاني من تشرين الثاني/نوفمبر المقبل.