24-أكتوبر-2024
تتزايد مظاهر العنصرية في أوروبا (منصة إكس)

تتزايد مظاهر العنصرية ضد المسلمين في أوروبا (إكس)

يعيش مسلمو أوروبا واقعًا صعبًا خلال السنوات الأخيرة، ذلك بفعل الصعود المهول للإسلاموفوبيا والتمييز العنصري الذي يستهدفهم. وفي تقرير جديد نشرته الوكالة الأوروبية للحقوق الأساسية، فإن واحدًا من بين كل اثنين من مسلمي أوروبا قد عانى من التمييز على أساس معتقده الديني خلال السنوات الخمس الأخيرة.

فيما يزداد هذا الوضع سوءًا مع استمرار الحرب في غزة، التي مثّلت ذروة صعود الخطاب العنصري ضد المسلمين في أوروبا. وبلغة الأرقام، أفاد تقرير الوكالة الأوروبية، بأن 47 بالمئة من المسلمين، الذين شملهم الاستطلاع في 13 دولة أوروبية، بما في ذلك فرنسا وألمانيا، صرحوا بأنهم عانوا من التمييز على مدى السنوات الخمس الماضية. وهو ما يعد زيادة كبيرة مقارنة بما خلصت له استطلاعات مماثلة خلال السنوات الماضية؛ ففي عام 2016 ظل هذا الرقم محصورًا في 39 بالمئة.

حسب دول الاتحاد الأوروبي، تعد النمسا أكثر بلد يعاني فيه المسلمون من التمييز بنسبة 71 بالمئة، تليها ألمانيا التي صرح 68 بالمئة من مسلميها بأنه عانوا منه، ثم فنلندا بنسبة 63 بالمئة

وفي بيان صحفي، أعرب مدير  الوكالة الأوروبية للحقوق الأساسية، سيربا راوتيو، عن أسفه لـ"الارتفاع المقلق للعنصرية والتمييز ضد المسلمين في أوروبا". كما علقت المتحدثة باسم الوكالة، نيكول رومان، على خلاصات التقرير في تصريحات لـ"فرانس بريس" بالقول: "إن البيانات التي تم جمعها تظهر كيف أصبح من الصعب بشكل متزايد أن تكون مسلما في الاتحاد الأوروبي". 

وبحسب دول الاتحاد الأوروبي، تعد النمسا أكثر بلد يعاني فيه المسلمون من التمييز بنسبة 71 بالمئة، تليها ألمانيا التي صرح 68 بالمئة من مسلميها بأنه عانوا منه، ثم فنلندا بنسبة 63 بالمئة، وفق ما جاء في التقرير. 

هذا ولا يتأثر جميع مسلمي أوروبا من هذه الإسلاموفوبيا بنفس الطريقة، فالأشخاص من "دول إفريقيا جنوب الصحراء" أكثر عرضة لخطر "المعاناة من التمييز العنصري"، وكذلك "الشباب المسلمين المولودين في الاتحاد الأوروبي"، وأيضًا "النساء اللاتي يرتدين الحجاب والملابس الدينية".

ويضيف التقرير، بأن مسلمي أوروبا يقعون في أغلب الأحيان ضحايا للتمييز خلال بحثهم عن عمل؛ فـ39 بالمئة عانوا من التمييز في الحصول على وظيف، و35 بالمئة قالوا إنهم واجهوا تمييزًا  في أماكن عملهم. إضافة لهذا، فإن "اثنين من كل خمسة مسلمين، أي ما يعادل 41 بالمئة،  يشتغلون في وظائف أقل بكثير من مؤهلاتهم العلمية والمهنية، مقارنة بـ22 بالمئة من إجمالي سكان الاتحاد الأوروبي". 

وبحسب أرقام الوكالة الأوروبية، فإن 41 بالمئة من النساء المسلمات (25-44 سنة) اللاتي ترتدين الملابس الدينية كن ضحايا للتمييز عند البحث عن العمل، مقابل 31 بالمئة من النساء المسلمات اللاتي لا يرتدينها. ويرتفع هذا الرقم إلى 58 بالمئة بالنسبة لفئة الشابات المسلمات (16-24 سنة) اللاتي يرتدين الملابس الدينية. 

ويواجه المسلمون الأوروبيون أيضًا التمييز في الحصول على السكن، حيث إن "ثلث المشاركين، ما يعادل نسبة 35 بالمئة، لم يتمكنوا من شراء أو استئجار منزل بسبب التمييز، مقارنة بـ 22 بالمئة في عام 2016". أما بخصوص الخدمات الصحية، فإن المسلمين "أكثر عرضة بمقدار الضعف (...) لعدم تلبية احتياجاتهم الطبية بشكل كافٍ"، وفق ما أورده التقرير.

إضافة إلى هذا، يواجه مسلمو أوروبا عنفًا بوليسيًا متزايدًا، فـ27 بالمئة من المسلمين قالوا إنهم تعرضوا للإيقاف من قبل الشرطة في إطار عمليات فحص الهوية، خلال السنوات الخمس الماضية، من بينهم 42 بالمئة يعتقدون أن هذا الإيقاف "كان بسبب أصلهم المهاجر أو العرقي".

وفي فرنسا، أفاد 25 بالمئة من المشاركين في الاستطلاع أنه تم اعتقالهم في السنوات الخمس الماضية، ويعتقد 44 بالمئة منهم أنهم اعتقلوا كجزء من فحص الهوية، ويرتفع هذا الرقم بكثير بالنسبة للأشخاص من أصول إفريقيا جنوب الصحراء إذ يبلغ 57 بالمئة، مقارنة بالمنحدرين من شمال أفريقيا الذي يعادل 41 بالمئة.

هذا ومثّلت الحرب في غزة، منذ اندلاعها في تشرين الأول/أكتوبر 2023، نقطة تحول كبيرة في ارتفاع مستويات الإسلاموفوبيا والتمييز ضد المسلمين في أوروبا. وأشار التقرير إلى أنه "عقب اندلاع النزاع في الشرق الأوسط، بلغ التمييز ضد مسلمي أوروبا ذروته"، حيث واجه المسلمون "خطابًا عنصريًا يجردهم من صفة الإنسانية". وهو ما أكده مدير الوكالة في بيانه بالقول: "هذا الوضع (التمييز ضد المسلمين) يغذيه الصراعات في الشرق الأوسط ويزداد سوءًا بسبب الخطاب اللاإنساني المعادي للمسلمين الذي نراه في جميع أنحاء القارة".