نشر مركز بيو للأبحاث نتائج استطلاع رأي قام به في عدة بلدانٍ أوروبية، والتي أظهرت زيادة نسبة التصورات السلبية عن المسلمين. المقال التالي ترجمة لـتقرير "واشنطن بوست" عن هذا الاستطلاع.
____
دائمًا ما كانت علاقة أوروبا بالأقلية المسلمة بها مشحونة. على مدار العام الماضي، يبدو أن تلك العلاقة قد أصبحت أسوأ.
التصورات السلبية عن المسلمين في أوروبا مرتبطة بشدة بالاعتقاد بأن اللاجئين سوف يزيدون خطر الهجمات الإرهابية.
أججت موجة من المهاجرين واللاجئين القادمين من بلدانٍ ذات أغلبيةٍ مسلمة النقاش بشأن الهجرة في القارة، كما غذت صعود أحزاب اليمين المتطرف وربما ساهمت في قرار بريطانيا بالخروج من الاتحاد الأوروبي. في نفس الوقت، نفذت جماعات تدعي أنها تتبع نسخة متطرفة من الإسلام هجماتٍ دامية في فرنسا وبلجيكا.
اقرأ/ي أيضًا: هل ستسقط الاقتصادات الصاعدة؟
الآن يُظهر استطلاعٌ للرأي نشره مركز بيو للأبحاث يوم الإثنين أنه في العديد من البلدان الأوروبية يبدو أن نسبة التصورات السلبية عن المسلمين قد ارتفعت في 2016.
في بريطانيا، قفزت النسبة بمقدار 9% لتصل إلى 28%. في إسبانيا وإيطاليا، ارتفعت نسبة التصورات السلبية بنسبة 8% في كلٍ منهما، لتصل إلى 50% و69% على الترتيب. في اليونان، وُجدت تصوراتٌ سلبية لدى 65% من سكان البلاد – بارتفاعٍ قدره 12 نقطة مئوية عن عام 2014، عندما سُئل نفس السؤال آخر مرة.
عبر البلدان الأوروبية العشر التي تم استطلاع آرائها، بلغ متوسط من شعروا بأن زيادة اللاجئين سوف تزيد احتمالية وقوع إرهاب في بلدهم 59% – وهي نسبة أعلى من نسبة المخاوف بشأن الأثر الاقتصادي أو الجريمة في أغلب البلدان.
في المجر، ربط 76% من الذين شاركوا في الاستطلاع بربط اللاجئين بالإرهاب، بينما توصل 71% من البولنديين إلى نفس الاستنتاج. حتى في أسفل القائمة، شعرت أقليات كبيرة بذات الشعور: وجد الاستطلاع أن 40% من الإسبان يعتقدون أن اللاجئين على علاقة بالإرهاب، وهي النسبة الأقل بين جميع البلدان التي شاركت في الاستطلاع.
اقرأ/ي أيضًا: إسرائيل وعضوية الاتحاد الأفريقي..احتمالات وتداعيات
أيضًا كانت التصورات السلبية عن المسلمين مرتبطة بشدة بالاعتقاد بأن اللاجئين سوف يزيدون خطر الهجمات الإرهابية.
في بريطانيا، شعر 80% من هؤلاء الذين يحملون تصورًا سلبيًا عن المسلمين بأن اللاجئين يمثلون تهديدًا إرهابيًا. بينما قام 40% فقط من بين هؤلاء الذين يحملون تصورًا إيجابيًا عن المسلمين بنفس الربط. يمكن رؤية فجوة مماثلة تتراوح نسبتها بين 24 و40 نقطة مئوية في جميع البلدان الأخرى التي شاركت في الاستطلاع.
وجد بحث مركز بيو أيضًا انقساماتٍ واضحة في التصورات بشأن المسلمين والمهاجرين. في المجمل، كان لدى من ينتمون إلى اليمين تصوراتٍ سلبية عن كليهما، حيث يحمل مؤيدو الأحزاب اليمينية المتطرفة أو الشعبوية مثل حزب استقلال المملكة المتحدة البريطاني أو حزب الجبهة الشعبية الفرنسي أكثر التصورات سلبية. أيضًا مال كبار السن والأقل تعليمًا إلى حمل تصوراتٍ أكثر سلبية في أغلب البلدان، بينما كان الشباب والأكثر تعليمًا أكثر إيجابية بشأن المسلمين. مال ذووا مستويات التعليم المرتفعة أيضًا إلى الاعتقاد بأن تنوع الجماعات العرقية والجنسيات في بلدهم هو شيءٌ إيجابي، مقارنة بنظرائهم الأقل تعليمًا، الذين مالوا إلى اعتباره سلبيًا.
يقول هـ. أ. هِليَر، وهو زميلٌ بارز غير مقيم بالمعهد الأطلنطي والمعهد الملكي للخدمات المتحدة في لندن ومؤلف كتاب "مسلمو أوروبا: "الأوروبيون الآخرون" إن النتائج العامة لاستطلاع الرأي ليست مفاجئة. "لقد شاهدت تحويلًا للمشاعر المعادية للمسلمين إلى تيارٍ رئيسي وتوجيهها إلى الساحة السياسية على مدار السنوات القليلة الماضية، إن لم يكن العقد الماضي"، قال هلير يوم الاثنين.
وأضاف هلير أنه بينما يأتي أغلب ذلك الحديث من اليمين، فإن اليسار الأوروبي يجاهد لمكافحته ."سيحتاج اليسار إلى التفكير على نحوٍ خلاق بشأن كيفية معالجتهم لقضية الهجرة، بدون الوقوع في الشعبية لكن مع معالجة المخاوف العاطفية" لأغلب الجمهور، قال هلير.
تقول سارة سيلفستري، وهي متخصصة في الدين والسياسة مع التركيز على الإسلام والاتحاد الأوروبي، إنه بينما لم تلحظ تغيرًا في الخطاب المعادي للمسلمين في الأحاديث السياسية على مدار العام الماضي، إلا أنه "يبدو أن السلوك قد ساء"، حيث جمعت منظماتٌ عدة بياناتٍ يبدو أنها تكشف عن زيادةٍ في جرائم الكراهية والتمييز.
اقرأ/ي أيضًا: