28-نوفمبر-2023
طوفان الأقصى وعدم توقعه

رئيس شعبة الاستخبارات بجيش الاحتلال لم يشارك في الاجتماع الحاسم قبل يوم من طوفان الأقصى (Getty)

كشفت صحيفة "يديعوت أحرونوت" تفاصيل جديدة عن الليلة السابقة لعملية "طوفان الأقصى"، 7 تشرين الأول/ أكتوبر، مشيرةً إلى أن رئيس شعبة الاستخبارات في جيش الاحتلال وقائد سلاح الطيران، لم يشاركا في الاجتماعات التي عقدت خلال تلك الليلة.

ومن المعروف حاليًا أن قيادة جيش الاحتلال والشاباك حصلتا على تحذيرات بشأن احتمالية تنفيذ عملية من قطاع غزة، ليلة الجمعة والسبت، وعقدت اجتماعات خلال تلك الليلة، لكنها فشلت في توقع مستوى وحجم العملية، وتعاملت مع النشاط في غزة، باعتبارها تدريبات معتادة.

ووفق "يديعوت أحرونوت"، فإن المؤسسة الأمنية الإسرائيلية تلقت تحذيرات بـ"إشارات ضعيفة"، تفيد باحتمالية حدوث "أمر ما على الحدود مع غزة". ويشير التقرير إلى أن رئيس شعبة الاستخبارات أهارون حاليفا، كان يقضي إجازة مع عائلته في إيلات، ولم يشارك في الاجتماع المعروف، ولكن تلقى تحديثات من مساعده، قبل حوالي 4 ساعات من تنفيذ العملية. وكان مفاد هذا التحذير أن "حماس قد تستعد لعملية استباقية، ولكن ليست على نطاق واسع".

المؤسسة الأمنية الإسرائيلية تلقت تحذيرات بـ"إشارات ضعيفة"، تفيد باحتمالية حدوث "أمر ما على الحدود مع غزة"

وعقد الجيش اجتماعًا للتشاور، شارك فيه رئيس هيئة أركان جيش الاحتلال هرتسي هليفي، ورئيس قسم العمليات عوديد باسيوق، واللواء يارون فينكلمان من القيادة الجنوبية، الذي كان كما حاليفا في إجازة في هضبة الجولان المحتلة، ولم يشارك حاليفا، ولا رئيس قسم الأبحاث عميت ساعر، بالإضافة إلى القوات الجوية تومر بار، في الاجتماع.

وبحسب المعطيات، فإن التحذير لم يوصف بأنه "مهم"، وكان التقييم العام هو أن هذا كان ضمن التدريبات لحماس، والشاباك لم يعتقد أن هذا يتجاوز عملية محدودة.

ويوضح التقرير، أن حاليفا زار وحدة المراقبة قبل ثلاثة أيام من اندلاع الحرب. ويأتي ذلك، بعد كشف القناة 12 الإسرائيلية، عن صدور تحذيرات عن مجندة في وحدة المراقبة باستعداد حماس لعملية كبيرة. بينما تشير "يديعوت أحرونوت"، إلى أن حاليفا لم تكن لديه معرفة بهذا التحذير.

طوفان الأقصى

ومخلص زيارة الوحدة قبل ثلاثة أيام من الحرب كان مفاده: "ليس لدى يحيى السنوار أي نية للتسبب في جولة قتال، حماس أمرت بضبط النفس في المنطقة. السنوار أمر بالتهدئة".

وكل التقييمات في شعبة الاستخبارات، رأت أن التدريبات، جاءت ضمن عملية بناء قوة لحماس وليس نية للقيام بعمل ما.

ووفق ما ورد في الصحيفة الإسرائيلية، فإن رئيس قسم الأبحاث في جيش الاحتلال، أجرى تقييمًا للوضع بمشاركة الجيش الإسرائيلي والشاباك ومنسق العمليات في المناطق، وهناك صرحوا جميعًا: "في فهمنا، ليس لدى السنوار مصلحة في صراع واسع النطاق"، وكان الاستنتاج الأساس أن "حماس مردوعة وغير معنية في التصعيد الاستباقي".

ومع ذلك، ففي فرقة غزة بجيش الاحتلال، تم إعداد خطة تدريبية لعملية مماثلة قبل حوالي عام ونصف، حتى أنها أعطيت اسمًا رمزيًا. وتقول الصحيفة الإسرائيلية: "هذا لم يغير تقييم المخابرات في الجيش الإسرائيلي ولا تقييم الشاباك الذي بموجبه يريد السنوار الحكم وتحسين الوضع الاقتصادي في قطاع غزة". 

وتضيف نقلًا عن ضابط كبير في جيش الاحتلال: "كان هذا هو الخطأ الاستراتيجي والخطأ الكبير. لا يوجد عنصر عسكري لم يتعرض لتدريبات حماس. لقد ظهر ذلك في كل وثيقة استخباراتية وكان مرئيًا، لكن كبار الضباط برمتهم كانوا مخطئين في تقييم نواياه. لقد دفعنا ثمن هذا الخطأ لمدة 52 يومًا، والنهاية لا تلوح في الأفق".

رئيس قسم الأبحاث في جيش الاحتلال، أجرى تقييمًا للوضع بمشاركة الجيش الإسرائيلي والشاباك ومنسق العمليات في المناطق، وهناك صرحوا جميعًا: "في فهمنا، ليس لدى السنوار مصلحة في صراع واسع النطاق"

وفي التقييم السنوي للوضع الذي تعده شعبة الاستخبارات في جيش الاحتلال لعام 2024، وكتب قبل اندلاع الحرب، جاء فيه: "لن يكون الفلسطينيون الدافع وراء حرب متعددة الساحات".

في أيلول/سبتمبر 2022، قال رئيس شعبة الاستخبارات (أمان): "لقد قلت علنا، كرئيس لشعبة العمليات خلال حرب 2021، إنني أتوقع خمسة أعوام من الهدوء بعد الحرب في الساحة الجنوبية، على الرغم من ’بزوغ الفجر’ [نفذت ضد الجهاد الإسلامي في آب/ أغسطس]، مازلت أقف وراء هذا البيان. في غزة، إلى جانب استخدام حماس للقوة، نرى أن عمليات الاستقرار الاقتصادي وجلب العمال تجلب إمكانية سنوات طويلة من الهدوء".

وتأتي موجة التسريبات، حول الفشل في 7 تشرين الأول/أكتوبر، ضمن محاولات إسرائيلية، من أجل التنصل من المسؤولية، أو مواجهة الاتهامات حول من "يتحمل مسؤولية الفشل". وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، قد ساهم في سلسلة من التسريبات، دفعت المستوى العسكري، إلى الرد بموجة من التسريبات على نتنياهو، وعلى هذا الأساس يمكن قراءة المشهد الحالي من تسريبات وتسريبات مضادة، باعتبارها "لوائح اتهام وادعاء براءة".