13-سبتمبر-2024
منتدى شيانغشان

وزير الدفاع الصيني، دونغ جون، حاضرًا في منتدى"شيانغشان" (رويترز)

دعا وزير الدفاع الصيني، دونغ جون، اليوم الجمعة، إلى إنشاء "عالم متعدد الأقطاب" تتمتع به جميع الدول، مؤكدًا مطالبة بكين بتعزيز "التنمية السلمية والحوكمة الجامعة"، وذلك خلال  كلمة ألقاها أمام منتدى "شيانغشان" الذي يجمع مسؤولين عسكريين في بكين.

ويحمل منتدى هذا العام الذي يستمر لثلاثة أيام، وينتهي، غدًا السبت، عنوان "تعزيز السلام من أجل مستقبل مشترك"، إذ تحرص الصين على الترويج لنفسها كطرف يتحلى بالمسؤولية في الصراعات العالمية، على الرغم من تورطها في نزاعات إقليمية طويلة الأمد في شرق آسيا، بحسب "رويترز".

عالم متعدد الأقطاب

وقال دونغ في كلمة أمام منتدى "شيانغشان" الأمني، إنه: "يجب على الدول الكبرى أن تأخذ زمام المبادرة في حماية الأمن العالمي، والتخلي عن عقلية المحصلة الصفرية (المنفعة على حساب طرف آخر) والامتناع عن ترهيب الدول الصغيرة والضعيفة"، بحسب ما نقلت وكالة "رويترز".

يحمل منتدى هذا العام عنوان "تعزيز السلام من أجل مستقبل مشترك"، إذ تحرص الصين على الترويج لنفسها كطرف يتحلى بالمسؤولية في الصراعات العالمية

وأضاف وزير الدفاع الصيني أنه: "في عالم متعدد الأقطاب يجب أن تتمتع الدول، سواء كانت كبيرة أو صغيرة، متقدمة أو نامية، بحق متساو في المشاركة في الشؤون الدولية، والتعبير عن احتياجاتها والدفاع عن حقوقها ومصالحها المشروعة".

وأشار دونغ في كلمته إلى أنه "في وقت يشهد العالم مخاطر أمنية عالية على الصعيد الدولي، ومزيدًا من انعدام الاستقرار وعدم اليقين، تصبح مسؤولية بناء القدرات الدفاعية والأمنية في كل الدولة هائلة"، مضيفًا أن بكين "مستعدة للعمل مع كل الأطراف لتعزيز الاصطفاف الاستراتيجي، وتعميق المشاورات الدفاعية ومناقشة توقيع اتفاقات ثنائية ومتعددة الأطراف في مجال التعاون الدفاعي".

من جانبه، قال نائب وزير الدفاع الروسي، ألكسندر فومين، إن العلاقات الصينية الروسية تمثل "نموذج" لتعاون الدول، ووصف الشراكة بينهما بأنها "ضمانة للسلام"، واتهم الولايات المتحدة بشن سياسة "احتواء" ضد البلدين.

وذكر، في كلمة أمام منتدى "شيانغشان"، أن روسيا والصين تؤيدان إنشاء عالم متعدد الأقطاب، يقوم على "الاحترام المتبادل"، وأضاف أن وزيري دفاع البلدين "وسعا باستمرار نطاق التعاون والتواصل في مناطق مثل التدريبات المشتركة، والتبادلات"، مشيرًا إلى أن المشاريع العسكرية بينهما وصلت إلى 100 خلال العام الجاري، وفق ما ذكرت وكالة "تاس" الروسية.

ورأى فومين أن الولايات المتحدة "تحاول إحباط أي مراكز للتطوير التكنولوجي، لا تكون خاضعة لها"، ووصف هذا بأنه محاولة "احتواء مزدوج"، و"محاولة لقمع روسيا والصين"، مشيرًا إلى أن واشنطن تريد أن تنسخ وتطبق التجربة الأوكرانية في آسيا، بمشاركة حلف شمال الأطلسي "الناتو".

ويستضيف المنتدى الصيني أكثر من 500 ممثل من أكثر من 90 دولة ومنظمة على مدى ثلاثة أيام، بحسب وسائل الإعلام الرسمية، وبين الدول المشاركة الصين وبورما وباكستان وسنغافورة وإيران وألمانيا.

ويأتي المنتدى فيما تطرح بكين نفسها بشكل متزايد كوسيط في نزاعات دولية مع إرسالها موفدين إلى الشرق الأوسط، والتوصل إلى وقف إطلاق نار مؤقت في شمال بورما، وتسهيل التقارب التاريخي بين السعودية وإيران العام الماضي، أما على صعيد أوكرانيا والنزاع الإسرائيلي-الفلسطيني، تقدم بكين نفسها على أنها طرف أكثر حيادًا من الولايات المتحدة.

ومن المواضيع المدرجة على جدول أعمال المنتدى، العلاقات بين الصين والولايات المتحدة، بالإضافة إلى الأمن في أوروبا وآسيا، والتحديات الأمنية في عالم متعدد الأقطاب.

نقاط احتكاك

ويشارك نائب مساعد وزير الدفاع الأميركي، مايكل تشايس، في المنتدى، بعد أيام قليلة على محادثات أجراها مسؤولون عسكريون كبار من واشنطن وبكين عبر الانترنت، وقد رفض الإدلاء بأي تعليق ردًا على أسئلة الوكالة الفرنسية في المنتدى. 

ويستمر الخلاف بين القوتين العظمين بشأن وضع جزيرة تايوان، وحول النهج العدائي الذي تتبعه بكين في بحر الصين الجنوبي، إلا إن الصين والولايات المتحدة تسعيان إلى تنظيم محادثات منتظمة مجددًا بين جيشي البلدين لتجنب أن تصبح أي خلافات نزاعًا خارجًا عن السيطرة، وفقًا للوكالة الفرنسية.

وتطالب الصين بجزء كبير من مياه بحر الصين الجنوبي، على الرغم من مطالبات دول أخرى في المنطقة بأجزاء منه، وقد أصدرت محكمة دولية رأيًا بهذا الشأن اعتبرت فيه أن مطالبات الصين لا أساس قانوني لها.

وعلى هامش المنتدى، أكد المسؤول العسكري الصيني رفيع المستوى، هي لي، أمس الخميس، أن الصين "ستسحق" كل توغل داخل أراضيها، وبينها بحر الصين الجنوبي.

وخلال جلسة نقاش الجمعة اعتبر أن واشنطن "تخاف أن يحل طرف آخر محلها" كالقوة العالمية العظمى، وأكد "لا تملك الصين أي طموح جارف بالحلول مكانهم في الهيمنة على العالم"، مشددًا على أن "تطور الصين لا يهدف بأي شكل من الأشكال إلى تجاوز أحد أو الحلول مكانهم".