11-يوليو-2024
جندي أميركي في أوروبا

(Getty) جندي في موقع تدريب للجيش الأميركي في ألمانيا

كشف مصادر لموقع "سي أن أن" الأميركي، أول أمس الثلاثاء، أن القواعد العسكرية الأميركية في جميع أنحاء أوروبا وُضعت في حالة "تأهب قصوى" الأسبوع الماضي، وذلك للمرة الأولى منذ عقد، مضيفة أن الولايات المتحدة اتخذت هذا الإجراء بعد تلقيها معلومات استخباراتية تفيد بأن جهات مدعومة من روسيا تفكر في تنفيذ هجمات تخريبية ضد أفراد ومنشآت عسكرية أميركية.

وقالت المصادر إن المعلومات الاستخباراتية تشير إلى أن روسيا أدرجت قواعد وأفراد عسكريين أميركيين كخيارات للهجوم عبر وكلاء، وذلك على غرار المؤامرات التي تم تنفيذها أو تعطيلها في جميع أنحاء أوروبا في الأشهر الأخيرة.

ووفقًا للمصادر التي تحدثت إلى الموقع الإميركي، فإن المعلومات الاستخباراتية التي تلقتها الولايات المتحدة خلال الأسبوعين الماضيين، ولم يتم الإبلاغ عنها من قبل، اعتبرت مثيرة للقلق بدرجة كافية لتنفيذ بروتوكولات السلامة الإضافية.

ونقل "سي أن أن" عن الجيش الأميركي أن عدة قواعد عسكرية أميركية في أوروبا رفعت حالة التأهب إلى المستوى "تشارلي"، الذي "يُفعل عند وقوع حادث أو تلقي معلومات استخباراتية تشير إلى احتمال وجود شكل من أشكال العمل الإرهابي أو الاستهداف ضد الأفراد أو المنشآت".

اعتبرت المعلومات الاستخباراتية التي تلقتها الولايات المتحدة مثيرة للقلق بدرجة كافية لتنفيذ بروتوكولات السلامة الإضافية

وقال مسؤول كبير في حلف شمال الأطلسي (الناتو)، يوم الثلاثاء، إن الحلف "زاد بشكل كبير من تبادل المعلومات الاستخباراتية حول حملة روسيا لأنشطة التخريب السرية في أوروبا، والتي أصبحت وقحة وعدوانية بشكل متزايد في الأشهر الأخيرة وسط الانتخابات في جميع أنحاء الغرب، والتي تعتبرها فرصة رئيسية، لأن روسيا تحاول تقويض الدعم الشعبي لأوكرانيا".

وأشار الموقع الأميركي إلى أن القيادة الأميركية الأوروبية رفضت التعليق بشكل مباشر على سبب تغيير مستوى حالة التأهب، لكن المتحدث باسم القيادة، دان داي، قال إن: "زيادة يقظتنا لا تتعلق بأي تهديد واحد، ولكن بسبب مجموعة من العوامل التي من المحتمل أن تؤثر على سلامة وأمن القوات الأميركية في المسرح الأوروبي".

واعتبر المسؤولون في الحلف أنه من خلال إسناد الهجمات إلى جهات فاعلة محلية، فمن المرجح أن تعتقد روسيا أنها تستطيع شن حرب هجينة، لكن مسؤولًا كبيرًا قال إن حملة التخريب أصبحت "أكثر جرأة وعدوانية"، وأضاف "ما نراه الآن هو جهد أكثر عدوانية مما رأيناه بالتأكيد منذ الحرب الباردة. نحن نشهد أعمال تخريب ومؤامرات اغتيال وإحراق متعمد، هذه أشياء حقيقية كلفت أرواحًا بشرية".

وفي السياق، أعلنت الولايات المتحدة وألمانيا، في بيان مشترك، أمس الأربعاء، أنهما ستبدآن بنشر أسلحة بعيدة المدى في ألمانيا في 2026، لإظهار التزامهما تجاه الدفاع عن حلف شمال الأطلسي وأوروبا، وأوضح البيان المشترك أن ذلك يأتي في إطار تعزيز الردع العسكري من جانب الولايات المتحدة لحماية الدول الأوروبية الشريكة في الحلف.

وأضاف البيان أنه سيتم أيضًا نشر صواريخ دفاع جوي من نوع "إس إم 6"، وأسلحة تفوق سرعة الصوت تم تطويرها حديثًا، والتي لها مدى أطول بكثير من الأنظمة الأرضية الحالية في أوروبا.

وردًا على البيان الأميركي – الألماني، قال نائب وزير الخارجية الروسي، سيرغي ريابكوف، في تصريحات نقلتها وسائل إعلام عالمية، إن قرار نشر الصواريخ بعيدة المدى هو "مجرد حلقة في مسار التصعيد، وأحد عناصر الترهيب الذي يكاد يكون اليوم المكون الأساسي لخط الناتو والولايات المتحدة تجاه روسيا".

وأضاف مؤكدًا أن روسيا ستقوم بوضع ردها في المجال العسكري قبل غيره على خطط الولايات المتحدة لنشر صواريخ بعيدة المدى في ألمانيا "بطريقة هادئة ومهنية من دون انفعالات"، مشيرًا إلى "أننا سنجري بالطبع تحليلًا للأنظمة التي سيدور الحديث عنها"، معتبرًا أن موسكو "كانت على حق عندما أعلنت قبل عدة سنوات أن الولايات المتحدة تستعد لتكييف تلك الأنظمة للنشر البري".