ألترا صوت - فريق التحرير
سئل المجلس الاستشاري الوطني لمدرسة إدارة الأعمال الأمريكية المرموقة، عن شيء واحد يُعتقد أنه سيكون الأكثر قيمة مما سيتحصل عليها خريجوها، فكان جوابهم: الوعي الذاتي.
الوعي الذاتي هو نقطة بداية مهمة حيث يصبح الفرد أكثر تبصرًا بشخصيته، فتصبح لديه إمكانية تسيير نفسه نحو الطريق التي يريد
يمكن تعريف الوعي الذاتي على أنه فهم لشخصيتنا والسلوكيات والعادات التي نتصرف بها، بالإضافة إلى ردود الفعل العاطفية ودوافعنا.
اقرأ/ي أيضًا: 8 خطوات تساعدك على تحقيق أهدافك
والوعي الذاتي ليس في حد ذاته مفتاحًا للنجاح، ولكنه نقطة بداية مهمة، حيث يصبح الفرد أكثر تبصرًا بشخصيته، وبالتالي تصبح لديه إمكانية تسيير نفسه نحو الطريق التي يريد.
في عام 1997، اشتغل عالم النفس دانيال غولمان على "الذكاء العاطفي"، فوجد خلال دراسة لكبار المسؤولين التنفيذيين في 15 شركة عالمية، بما في ذلك بيبسي وفولفو وIBM، أن تفوق هؤلاء يعزى إلى الوعي الذاتي وليس فقط الكفاءة الفنية والفكرية، وهو سر المصداقية والثقة والأداء المتميز على المستوى الشخصي والعمل.
وعليه، اقترح عالم النفس دانيال غولمان، أن الوعي الذاتي ينطوي على فكرتين أساسيتين، هما: التعرف على عواطفنا، والثقة بالنفس.
التعرف على عواطفنا
تؤثر المشاعر على الطريقة التي نفكر ونتصرف بها، ولأن جميع العلاقات الإنسانية تستند على أفعال وأقوال تجاه بعضنا البعض، فإنه من المهم فهم العواطف المختلفة وكيفية تأثيرها على السلوك، من أجل تحرير أنفسنا من بعض القيود والعادات المتأصلة وإن كانت غائبة عن إدراكنا، والتي قد لا تخدمنا في كثير من الأحيان.
ومن خلال الإجابة عن هذه النقاط في مذكرتك الخاصة، فمن الممكن التمرن على مزيد من التبصر والتنور بمشاعرك في المواقف المختلفة:
- تحديد بوعي ما العواطف التي تشعر بها ولماذا.
- إدراك العلاقة بين مشاعرك وسلوكك، أي بين ما شعرت به وما فعلته أو قلته.
- التعرف على مدى تأثير مشاعرك بشكل مباشر على أدائك في العمل.
- إدراك كيف تؤثر قيمك ومبادئك على الطريقة التي تتصرف بها في العمل.
ومن شأن هذا التمرين البسيط، أن يقودك إلى اكتشاف بعض المشاعر الدفينة المسيطرة على معظم تصرفاتك، والتي ربما نشأت وتراكمت منذ الطفولة، أو منذ واجهتك تجربة ما صعبة، ربما تكون غيظًا أو خوفًا أو إحباطًا، كما قد تكون عواطف إيجابية مترسخة لديك وفي صفك.
الثقة بالنفس
الشعور بالثقة هو حالة من المثالية والرضى بالنفس، عندما تكون واثقًا من نفسك، ستشعر وتتصرف بطرق معينة، تمنحك إحساسًا بأنك قادرٌ على مواجهة التحديات وقبول المخاطر، والتعامل مع الحياة بشكل واقعي.
إنها مجرد حالة ذهنية، من الصعب أحيانًا تحديدها، لكنها تُحدث فرقًا كبيرًا في الطريقة التي ندير بها تصرفاتنا ومشاعرنا، وتجعل حياتنا صحية وأكثر فاعلية.
لكنها مع ذلك ليست حالة دائمة، بل حالة تأتي وتذهب حسب الظروف، ولحسن الحظ يمكن تطويرها مع الوقت، ولذلك فمن المهم تعلم كيفية الحصول على المزيد منها.
ومفتاح الثقة بالنفس هو التنوّر بنقاط قوتك ونقاط ضعفك، إذ من المهم أيضًا أن تدرك أنك لا تعرف كل شيء ولا تستطيع تحقيق ما فوق طاقتك وأو يناقض ظروفك. وهذا يجعلك على دراية، عند الضرورة، بأنك بحاجة لطلب المساعدة، ويسمح لنفسك بالتعلم في الأشياء التي لا تكون فيها جيدًا، ومنه فالثقة تقوم على إدراك ما تجيده حقًا وما لا تجيده.
والظهور بمظهر الواثق ليس أمرًا صعبًا، فهو لا يتطلب سوى مظهرًا مناسبًا، مع الاحتفاظ بالملامح الواثقة، إذ لن يكون لدى أحد أي فكرة عن حقيقة ما يدور بداخلك. لكن إذا كانت لديك البصيرة بقدراتك ونقاط ضعفك، فستصبح أكثر رضى واتزانًا، لأنك ستكون صادقًا مع نفسك.
ويمكن النظر في هذه الأسئلة للمساعدة على فهم الحيثيات المؤثرة على الثقة بالنفس:
- في أي ظروف تشعر أنك أكثر ثقة؟ من هم الأشخاص الذين يجعلونك أكثر ثقة؟ ماذا يقول هؤلاء الناس أو ماذا يفعلون لتشعروا بتلك الثقة ؟
- متى تشعر أنك أقل ثقة؟ ما الذي يسبب لك فقدان الثقة؟ ما هي المواقف والتصرفات التي تجعلك أقل ثقة؟ ما نوعية الأشخاص الذين تشعر أمامهم أنك أقل ثقة؟
- من هم الأشخاص الذين تعتقد أنهم واثقون من أنفسهم؟ وماهي الأشياء التي تجعلهم كذلك وليست لديك؟ ماذا يقولون وكيف يتصرفون؟
وتتيح إضاءة هذه النقاط فهم الشروط التي تؤثر في ثقتنا بأنفسنا، ومن ثمة يمكن العمل على زيادة فرصنا في الثقة من خلال التحكم بالظروف المؤثرة فيها لصالحنا. على سبيل المثال: إذا عرفنا الشخصيات والمواقف والأشياء التي تجعلنا أقل ثقة، يمكننا تجنبها قدر الإمكان.
إذا كانت لديك البصيرة بقدراتك ونقاط ضعفك، فستصبح أكثر رضى واتزانًا، لأنك ستكون صادقًا مع نفسك
غير أنه لا يمكن الهروب دائمًا من المواقف الجديدة أو الصعبة، خاصة إن كانت مهمة مثل تقديم عرض أمام جمهور أو مقابلة عمل، حيث من المحتمل أن نشعر فيها أننا أقل ثقة، لذا فالتخطيط للمجهول يمكن أن يساعد المرء في التعامل مع مثل هذه الظروف، وذلك عن طريق الاستعداد الجيد لمواجهة الوضعية المعنية وتوقع ما يمكن أن يحصل.
اقرأ/ي أيضًا:
في 3 خطوات.. تعلّم كيف تتجاوز الإحباط وخيبات الأمل
نصائح عملية.. كيف تكون قوي الشخصية أمام الناس؟