في اليوم الـ156 من عدوانه على قطاع غزة، كثّف جيش الاحتلال الإسرائيلي من قصفه الجوي والبري على مناطق متفرقة من القطاع، الذي عاش أهله الليلة الماضية واحدة من أكثر ليالي الحرب رعبًا.
وشنّت طائرات الاحتلال، منذ منتصف الليلة الماضية وحتى صباح اليوم الأحد، سلسلة غارات وأحزمة نارية أسفرت عن استشهاد وإصابة العشرات بينهم أطفال ونساء.
وتركّز القصف الإسرائيلي على مناطق وسط وجنوب قطاع غزة، حيث تعرّضت مناطق الفخاري ومدينة حمد السكنية والمواصي، بالقرب من مدينة خانيونس التي طالها القصف أيضًا، لقصف عنيف وأحزمة نارية خلّفت دمارًا هائلًا وعشرات الشهداء والجرحى.
ارتفع عدد شهداء سوء التغذية والجفاف في قطاع غزة إلى 25 شهيدًا معظمهم من الأطفال
واستُشهد 15 فلسطينيًا، وأُصيب آخرون، في قصف استهدف خيام النازحين في منطقة المواصي غرب خانيونس، كما أُصيب عدد من الأشخاص إثر قصف استهدف مجموعة من المواطنين قرب ميناء خانيونس.
وأسفر قصف طائرات الاحتلال لمركبة مدنية في مدينة رفح، جنوب القطاع، عن استشهاد وإصابة عدد من المواطنين. فيما نفّذت قوات الاحتلال عمليات نسف جديدة لعدة مبانٍ شمال غرب خانيونس.
وفي وسط قطاع غزة، شنّت طائرات الاحتلال غارات وأحزمة نارية استهدفت مناطق المطاحن والزوايدة وجحر الديك ومدينة دير البلح ومخيمي المغازي والنصيرات، الذي تعرض لقصف عنيف أدى إلى انقطاع الاتصالات عن المخيم واندلاع النيران بالقرب من سوقه.
وارتقى عدة شهداء، وأُصيب آخرون، جراء قصف طائرات الاحتلال منزلًا لعائلة "أبو ناصر" بالقرب من مسجد أبو القمصان في مشروع بيت لاهيا شمال قطاع غزة.
وأعلن الدفاع المدني في قطاع غزة عن استشهاد وإصابة عدد من المواطنين بنيران قوات الاحتلال أثناء انتظارهم المساعدات بالقرب من دوار الكويت جنوب مدينة غزة.
وأفاد المتحدث باسم مستشفى شهداء الأقصى في مدينة دير البلح وسط القطاع، في تصريحات صحفية، بوصول جثامين أكثر من 37 شهيدًا و118 جريحًا خلال الساعات القليلة الماضية.
25 شهيدًا بسبب الجفاف وسوء التغذية
وكانت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة قد أعلنت، أمس السبت، ارتفاع عدد ضحايا العدوان المتواصل على القطاع منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر الفائت، إلى 30.960 شهيدًا و72.524 مصابًا، 72 بالمئة منهم أطفال ونساء.
وقالت الوزارة، في تقريرها الإحصائي اليومي، إن قوات الاحتلال ارتكبت خلال الساعات الـ24 الماضية، 10 مجازر بحق أهالي القطاع راح ضحيتها 82 شهيدًا و122 مصابًا.
وأشارت الوزارة، في هذا السياق، إلى وجود العديد من الضحايا إما تحت الركام أو في الطرقات تمنع قوات الاحتلال وصول طواقم الإسعاف والدفاع المدني إليهم.
فلسطينيون من شمال قطاع غزة، ينتقدون آلية إنزال المساعدات الإنسانية جوا ويطالبون بفتح المعابر وإدخال المواد الإغاثية عبر وكالة الأونروا pic.twitter.com/Rp2lFcbKpg
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) March 10, 2024
إلى ذلك، أعلن المتحدث باسم الوزارة، أشرف القدرة، ارتفاع حصيلة شهداء سوء التغذية والجفاف في قطاع غزة إلى 25 شهيدًا، بعد استشهاد طفلة تبلغ من العمر شهرين في مستشفى كمال عدوان شمال غزة، وفتاة تبلغ من العمر 20 عامًا في مجمع الشفاء الطبي، نتيجة الجفاف وسوء التغذية.
وقال القدرة إن الحصيلة المعلنة لشهداء سوء التغذية والجفاف تعكس ما يصل إلى المستشفيات فقط، مشددًا على أن تزايد عدد الشهداء مقلق للغاية، ويؤكد أن المجاعة شمال قطاع غزة وصلت إلى مستويات قاتلة.
وتعكس تصريحات القدرة مدى سوء الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة المحاصر والمنكوب، الذي تمنع دولة الاحتلال إدخال المساعدات الإنسانية إليه عبر المعابر البرية، فيما لم تغيّر المساعدات التي يجري إسقاطها جوًا من الواقع البائس أو يخفف من حدة المجاعة المتفشية في الشمال والجنوب.
في غضون ذلك، تواصل فصائل المقاومة الفلسطينية التصدي لقوات الاحتلال المتوغلة في مختلف محاور القتال شمال وجنوب قطاع غزة، حيث تتكبد الأخيرة خسائر يومية فادحة.
وأمس السبت، أعلنت "سرايا القدس"، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، قصفها بالاشتراك مع "كتائب المجاهدين" ومجموعات عبد القادر الحسيني، تجمعات جنود وآليات الاحتلال في حي الزيتون، جنوب مدينة غزة، برشقات من صواريخ "107".
أما على الصعيد السياسي والدولي، فقال الرئيس الأمريكي جو بايدن، مساء أمس السبت، إن رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو: "يضر إسرائيل أكثر مما ينفعها".
وأضاف بايدن، في مقابلة مع قناة محلية، أن: "مسؤولية نتنياهو عن الهجمات على قطاع غزة والتي أسفرت عن مقتل أكثر من 30 ألف مدني كبيرة"، وتابع: "لا يمكن قتل الكثير من الناس بمجرد اتباعهم لحماس".
ورغم تأكيده على أن الهجوم على مدينة رفح، جنوب القطاع، يشكل "خطًا أحمر"، لكنه قال إنه لن يتخلى عن "إسرائيل" أبدًا، مضيفًا: "الدفاع عن إسرائيل يبقى ذا أهمّية قصوى".