شنّت طائرات جيش الاحتلال الإسرائيلي، بعد منتصف ليل الأحد وحتى فجر اليوم الإثنين، سلسلة غارات دموية غير مسبوقة استهدفت مناطق متفرقة في قطاع غزة، وأسفرت عن سقوط عشرات الشهداء والجرحى.
وتركزت غارات الاحتلال، وهي الأعنف منذ بدء عدوانه على قطاع غزة في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر الجاري، في جباليا وبيت لاهيا شمالًا، والوسطى وحي الرمال، ومخيم الشاطئ غربًا، إضافةً إلى رفح وخان يونس جنوبًا.
وصل عدد النازحين في قطاع غزة إلى نحو مليون و400 ألف نازح، نصفهم في مراكز الإيواء البالغ عددها 220 مركزًا
وارتفع عدد ضحايا العدوان على قطاع غزة في يومه السادس عشر، أمس الأحد، إلى أكثر من 400 شهيد معظمهم من الأطفال والنساء وفق ما أفادت به مصادر طبية لوكالة الأنباء الفلسطينية "وفا"، التي قالت بدورها إن جيش الاحتلال ارتكب الأحد ما لا يقل عن 25 مجزرة، جراء استهدافه للمنازل وتجمعات المواطنين في مختلف أنحاء القطاع.
وفي السياق نفسه، ارتفعت حصيلة العدوان الوحشي على قطاع غزة، منذ بدايته في السابع من الجاري، إلى 4651 شهيدًا بينهم 1873 طفلًا و1023 سيدة، إضافةً إلى 14.245 مصابًا بجراح مختلفة بحسب آخر إحصائية صادرة عن وزارة الصحة في قطاع غزة.
قافلة مساعدات جديدة
وشهد معبر رفح الحدودي بين مصر وقطاع غزة، مساء الأحد، دخول قافلة مساعدات جديدة إلى القطاع قوامها 14 شاحنة محملة بالمواد الغذائية والمياه وبعض الأدوية.
وقال المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة إن قوافل المساعدات التي دخلت: "هي أقل بكثير من حاجة قطاع غزة الذي كان يدخله أكثر من 500 شاحنة محملة بمختلف الاحتياجات يوميًا".
وأضاف المكتب في تصريح أن: "هذه القافلة وعشرات مثلها لن تلبي حاجات القطاع حاليًا كمًا وكيفًا، سيما في ضوء عدم إدخال الوقود الذي بات أولوية وعصب عمل بالنسبة لكافة القطاعات الخدماتية نظرًا لشحه في بعض المناطق ونفاده في مناطق أخرى".
وشدّد المكتب على أن فتح معبر رفح بشكل دائم، وتدشين ممر آمن لإدخال الاحتياجات الحياتية، قد أصبح: "ضرورة ملحة وعاجلة جدًا لإنقاذ الوضع الإنساني الكارثي في قطاع غزة، وسرعة الاستجابة للأولويات التي حددتها الجهات الخدماتية في القطاع، وفي مقدمتها الوقود".
مليون و400 ألف نازح وعودة عشرات الآلاف إلى شمال غزة
وفي سياق متصل، أفاد المكتب الإعلامي الحكومي بعودة عشرات آلاف النازحين إلى مناطق سكنهم في مدينة غزة وشمال القطاع بعد نزوحهم إلى مناطق الجنوب عقب التحذيرات الإسرائيلية، مؤكدًا أن الاحتلال تعمّد استهدافهم: "في أماكن نزوحهم التي
زعم أنها مناطق آمنة".
وأشار رئيس المكتب سلامة معروف، في مؤتمر صحفي مساء الأحد، إلى أن عدد النازحين في قطاع غزة قد وصل إلى نحو مليون و400 ألف نازح، نصفهم في مراكز الإيواء البالغ عددها 220 مركزًا، بينما يتواجد الآخرون في: "التجمعات المستضيفة من الأقارب والأصدقاء والمرافق العامة وغيرهم".
ووثق المكتب تضرر ما لا يقل عن 165 ألف وحدة سكنية منذ بداية العدوان، 20 ألف وحدة منها هُدمت كليًا أو لم تعد صالحة للسكن.
استخدم جيش الاحتلال الإسرائيلي في حربه المستمرة على قطاع غزة أسلحة غير معتادة تسببت بحروق شديدة في أجساد الشهداء والجرحى
وفي تصريح آخر، قال المكتب إن الجهات المختصة وثّقت: "استشهاد أكثر من 1023 من الإناث ونزوح نحو 500 ألف أخريات من منازلهن قسريًا"، منذ بداية العدوان في السابع من أكتوبر الجاري. كما لفت إلى أن الاحتلال الإسرائيلي: "يتعمّد استهداف المدنيين بالقتل والتهجير، خاصةً النساء منهم".
أسلحة غير معتادة
وقالت وزارة الصحة في قطاع غزة، مساء أنس الأحد، إن جيش الاحتلال الإسرائيلي استخدم أسلحة غير معتادة في حربه المستمرة على القطاع منذ 16 يومًا.
وقال المتحدث باسم الوزارة، أشرف القدرة، إن الطواقم الطبية بالقطاع رصدت استخدام جيش الاحتلال الإسرائيلي: "أسلحة غير معتادة تسببت بحروق شديدة في أجساد الشهداء والجرحى".