19-أبريل-2024
فلسطيني وسط الدمار في مخيم النصيرات

(epa) أدى القصف إلى استشهاد 7 فلسطينيين على الأقل في مدينة غزة

يوم آخر من الموت والخوف يعيشه أهالي قطاع غزة نتيجة القصف الإسرائيلي المتواصل على القطاع منذ 196 يومًا، والذي تضاعف الليلة الماضية وفجر اليوم الجمعة مخلّفًا مزيدًا من الدمار والضحايا، الذين يقترب عددهم من 34 ألف شهيد، و77 ألف مصاب.

وتعرّضت مناطق مختلفة من القطاع، ليل الخميس – الجمعة، لقصف عنيف تركّز معظمه في مدينة غزة والمناطق الشمالية من القطاع، حيث تشتد المجاعة وسط استمرار عرقلة "إسرائيل" لوصول المساعدات وتوزيعها بالمنطقة.

وشهدت مدينة غزة سقوط 7 شهداء وعدة مصابين إثر سلسلة غارات استهدفت منازل المواطنين في حي الشيخ رضوان ومخيم الشاطئ.

وفي التفاصيل، أفاد الدفاع المدني بانتشال طواقمه 3 شهداء وإصابة من تحت أنقاض منزل عائلة "الجزار"، فيما لا يزال 9 مواطنين تحت الأنقاض نتيجة استهداف طائرات الاحتلال للمنزل في منطقة الجسر بالشيخ رضوان بمدينة غزة.

أدى تدمير جيش الاحتلال للمنظومة الصحية في مدينة غزة وشمال غزة إلى حرمان 600 ألف نسمة من الخدمات الصحية الحقيقية

وقالت المديرية إن طواقمها انتشلت أيضًا 4 شهداء و3 إصابات نتيجة استهداف طائرات الاحتلال منزلًا يعود لعائلة "السر"، في منطقة الشاطئ الشمالي غرب مدينة غزة.

وفي شمال قطاع غزة، قصفت طائرات الاحتلال منزلًا يعود لعائلة "المبحوح" شرق تل الزعتر، ما أدى إلى وقوع عدة إصابات. كما استهدفت بلدة بيت لاهيا، ومحيط عزبة بيت حانون، ومخيم جباليا، ومنطقة السكة في جباليا.

وتعرّضت مدينة دير البلح، وسط قطاع غزة، لقصف مدفعي مكثّف تزامنًا مع غارات استهدفت محيط شركة الكهرباء في وسط القطاع. بينما شهدت مدينتي رفح وخانيونس، في الجنوب، قصفًا مدفعيًا مكثفًا.

وأفادت وزارة الصحة الفلسطينية بغزة، أمس الخميس، بارتفاع عدد ضحايا العدوان المتواصل على القطاع، منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر الفائت، إلى 33.970 شهيدًا و76.770 مصابًا.

وقالت الوزارة، في تقريرها الإحصائي اليومي، إن قوات الاحتلال ارتكبت خلال الساعات الـ24 الماضية 7 مجازر بحق المدنيين في قطاع غزة، وصل من ضحاياها إلى المستشفيات 71 شهيدًا و106 إصابات.

وأضافت أنه لا يزال هناك العديد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات لا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم.

شمال غزة بلا خدمات صحية

وفي سياق متصل، قالت الوزارة، في بيان منفصل، إن الاحتلال الإسرائيلي تعمد تدمير المنظومة الصحية في منطقتي غزة وشمال غزة، مؤكدةً أن هناك أكثر من 600 ألف نسمة في هاتين المنطقتين بلا خدمات صحية حقيقية.

وأكد البيان تعمّد قوات الاحتلال ارتكاب مجازر وحشية وتنفيذ إعدامات مباشرة للكوادر الطبية والمرضى في مجمع الشفاء الطبي ومستشفيات شمال غزة، وتابع: "فقدنا كوادر طبية تخصصية كانت تشكل العمود الفقري للخدمات الطبية منها فحص عينات".

وطالبت الوزارة في بيانها: "بتوفير مستشفيات ميدانية وفرق طبية دولية متعددة التخصصات لمنطقتي غزة وشمال غزة"، وقالت إنها تحتاج إلى: "مستشفيات ميدانية جراحية بسعة 200 سرير وتضم غرف عمليات وعناية مركزة وخدمات مخبرية وتشخيصية لسد حاجة السكان" في هاتين المنطقتين.

الفيتو الأمريكي يحول دون العضوية الكاملة لفلسطين في الأمم المتحدة

دوليًا، جدّدت الولايات المتحدة استخدامها لحق النقض "الفيتو" لصالح دولة الاحتلال، حيث أسقطت مساء أمس الخميس مشروع قرار عربي في مجلس الأمن الدولي يطالب بمنح فلسطين العضوية الكاملة بالأمم المتحدة.

وصوتت 12 دولة من أعضاء المجلس لصالح القرار، بينها روسيا والصين وفرنسا التي تملك سلطة النقض "الفيتو"، وامتنعت دولتان عن التصويت وهما سويسر والمملكة المتحدة التي تملك أيضًا سلطة "الفيتو".

وكان تمرير القرار يحتاج إلى موافقة 9 دول أعضاء في مجلس الأمن، ولكن بشرط عدم اعتراض أي من الدول الخامس التي تتمتع بحق النقض "الفيتو".

وبرّرت الولايات المتحدة استخدامها حق النقض "الفيتو" ضد القرار الذي تقدّمت به الجزائر، نيابةً عن المجموعة العربية بالمجلس، بالقول إن طلب فلسطين العضوية الكاملة في المنظمة الدولية "إجراء سابق لأوانه".

وقال روبرت وود، نائب المندوبة الأمريكية في الأمم المتحدة، إن بلاده تواصل دعم "حل الدولتين"، لكنها أوضحت: "منذ مدة طويلة أن الإجراءات المبكرة، حتى مع أفضل النوايا، لن تضمن إقامة دولة للشعب الفلسطيني"، بحسب زعمه.

وادعى المسؤول الأمريكي أن فلسطين لا تستوفي شروط العضوية الكاملة وفقًا لميثاق الأمم المتحدة. كما دعا السلطة الفلسطينية إلى إجراء "الإصلاحات اللازمة" لتصبح دولة، وأشار أيضًا إلى أنه: "ينبغي ألا ننسى أن حماس لا تزال تتمتع بالسلطة والقوة في غزة".

في المقابل، قالت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" تعليقًا على إسقاط الولايات المتحدة لمشروع القرار، إنها تؤكد من جديد: "وقوفها ضد شعبنا الفلسطيني وحقه في تقرير المصير، وإقامة دولته الفلسطينية المستقلة، ووقوفها الكامل إلى جانب كيان الاحتلال الفاشي في مصادرته لحقوق شعبنا الفلسطيني ومحاولات تصفية قضيته".

وأضافت، في بيان، أن: "الإدارة الأمريكية بموقفها هذا تضع نفسها مع الكيان الصهيوني النازي في عزلة عن الإرادة الدولية التي تقف مع شعبنا وحقوقه المشروعة".

وأدانت الحركة بأشد العبارات: "الموقف الأمريكي المنحاز للاحتلال، وندعو المجتمع الدولي إلى الضغط لتجاوُز الإرادة الأمريكية، ودعم نضال شعبنا الفلسطيني، وحقه المشروع في تقرير مصيره".