07-مايو-2024
عدوان إسرائيلي على رفح

(Getty) توقف تدفق المساعدات عبر معبر رفح بعد اقتحامه من قبل الاحتلال

يواصل الاحتلال الإسرائيلي عدوانه على قطاع غزة لليوم الـ214، بتنفيذ التهديدات الطويلة بالهجوم على مدينة رفح، التي تحولت إلى مخيم نزوح كبير خلال أشهر العدوان الدموي على قطاع غزة. وجاءت بداية الهجوم الإسرائيلي واقتحام الجانب الفلسطيني من معبر رفح، بعد موافقة حركة حماس وفصائل المقاومة الفلسطينية، على مقترح الوسطاء لوقف إطلاق النار.

وطوال ساعات الليلة الماضية، نفذ جيش الاحتلال عملية قصف واسعة النطاق على المناطق الشرقية من مدينة رفح، مع عدة غارات شملت وسط وجنوب المدينة.

وأفاد مراسل "الترا فلسطين"، بوصول 20 شهيدًا من بينهم أطفال ونساء، في ساعات صباح اليوم الثلاثاء، إلى مستشفى الكويت التخصصي في رفح.

قال كبير الدبلوماسيين في الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، أنه على الرغم تحذيرات الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة وآخرين، فإن تصميم إسرائيل على تنفيذ هجوم في رفح سيؤدي إلى مقتل المزيد من المدنيين "مهما قالوا. لا توجد مناطق آمنة في غزة"

وقالت وزارة الصحة في غزة إن "الاحتلال الإسرائيلي ارتكب 6 مجازر في القطاع راح ضحيتها 54 شهيدًا و96 مصابًا خلال 24 ساعة". مشيرةً إلى ارتفاع عدد ضحايا العدوان الإسرائيلي إلى 34,789 شهيدًا و78,204 مصابين منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر.

وانتشلت طواقم الإنقاذ والإسعاف جثامين 4 شهداء، بينهم امرأتان، وأصيب 18 آخرين، في قصف الاحتلال منزلًا لعائلة الدربي في حي تل السلطان غرب رفح، وجثامين 3 شهداء من تحت أنقاض منزل عائلة أبو عمرة، و4 شهداء من عائلة الهمص في حي الجنينة شرقًا، وأربعة شهداء آخرين في قصف منزل لعائلتي الشمالي وعبد العال.

كما وصلت عشرات الإصابات نتيجة قصف الاحتلال على منزل لعائلة العفيفي في حي تل السلطان، غربي مدينة رفح.

وشن طيران الاحتلال غارات جوية استهدفت منطقة أبو حلاوة شرقي مدينة رفح، بالتزامن مع قصف مدفعية الاحتلال وإطلاقها النار على المنازل في المناطق الشرقية لمدينة رفح.

وفي وقت لاحق، أصيب 10 مواطنين بجروح مختلفة، جراء استهداف الاحتلال محيط معبر رفح، وجرى نقلهم  إلى المستشفى الكويتي.

وفي مدينة غزة، استشهد فلسطيني، وأصيب آخرون، في قصف طائرات الاحتلال مدرسة لإيواء النازحين في مخيم الشاطئ غرب غزة، وقصفت مدفعية الاحتلال مناطق متفرقة بمدينة غزة خصوصًا أحياء الزيتون وتل الهوى والشيخ عجلين والصبرة.

وفي شمال قطاع غزة، قصفت طائرات الاحتلال منزلًا في منطقة العطاطرة مدينة بيت لاهيا، كما استهدفت طائرات الاحتلال المناطق الشرقية لبلدتي بيت حانون وجباليا شمال القطاع.

ووسط القطاع، أطلقت مدفعية الاحتلال عشرات القذائف صوب المنازل شمال النصيرات.

ومنذ يوم أمس الإثنين، بدأت قوات الاحتلال باجتياح مدينة رفح، وطالبت أهالي المناطق الشرقية بمغادرتها.

ونشر جيش الاحتلال الإسرائيلي عدة مقاطع من اقتحامه معبر رفح البري، من الجانب الفلسطيني، فيما أعلن الاحتلال عن قتله 20 فلسطينيًا حتى الآن في اقتحامه في مدينة رفح.

وقالت ثلاثة مصادر إنسانية لـ"رويترز" إن تدفق المساعدات عبر المعبر توقف الآن. وتحدث مصدر من جيش الاحتلال عن العدوان، بقوله: "في الوقت الحالي لدينا سيطرة عملياتية على الجانب الغزاوي من معبر رفح ولدينا قوات خاصة تقوم بمسح المعبر… وهذا ما سيحدث في الساعات القادمة. العملية لم تنته بعد... لا أستطيع إعطاء جدول زمني".

وبحسب المصادر الإسرائيلية، سيطرت كتيبة جفعاتي وألوية 401 من جيش الاحتلال على معبر رفح، على بعد 3.5 كيلومتر من حدود غزة مع دولة الاحتلال، فيما تمركزت الدبابات على بعد أمتار من الجانب المصري. كما أعلن جيش الاحتلال عن تنفيذ حوالي 100 غارة في رفح، وتحديد 3 محاور "قتالية" في المدينة.

وحذر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، إسرائيل من شن عملية عسكرية برية في مدينة رفح جنوب قطاع غزة.
وأضاف أن الهجوم البري على رفح من شأنه أن يتسبب في "عواقب إنسانية رهيبة وجرّ المنطقة إلى الفوضى". وأكد أن الهجوم البري على رفح "لا يمكن قبوله".
وتطرق إلى دعوته إسرائيل وحماس للتوصل إلى اتفاق "لإنهاء معاناة غزة"، مؤكدًا أن الاتفاق "فرصة يجب عدم تفويتها".

صرح كبير الدبلوماسيين في الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، أنه على الرغم من التحذيرات الصريحة من الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة وآخرين، فإن تصميم إسرائيل على تنفيذ هجوم في رفح سيؤدي إلى مقتل المزيد من المدنيين "مهما قالوا".

وأوضح بوريل: "لقد بدأ الهجوم على رفح من جديد، على الرغم من كل مطالبات المجتمع الدولي والولايات المتحدة والدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، الجميع يطلب من نتنياهو عدم الهجوم. وأخشى أن يتسبب هذا مرة أخرى في سقوط الكثير من الضحايا، بين المدنيين. مهما قالوا. لا توجد مناطق آمنة في غزة".

وقال المتحدث باسم هيئة المعابر في غزة للتلفزيون العربي: إن "الاحتلال الإسرائيلي يحكم على سكان القطاع بالموت بعد إغلاقه معبر رفح"، مشيرًا إلى أن إغلاق معبر رفح يفاقم الحالات الإنسانية وعبور المساعدات إلى القطاع ويحكم على مرضى السرطان بالموت في ظل انهيار المنظومة الصحية.

مفاوضات وعدوان

وأعلنت حركة حماس، الليلة الماضية، عن موافقتها على مقترح الوسطاء لوقف إطلاق النار في غزة. لكن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، رفض الاقتراح بشكلٍ أولي، مشيرًا إلى أن وجود "فجوات" عدة.

وحصل موقع "الترا فلسطين" على نسخة من ورقة الوسطاء التي تم التفاوض عليها في مصر، التي أعلنت حركة حماس، مساء الإثنين، موافقتها عليها.

وجاءت الورقة تحت عنوان: "مبادئ أساسية لاتفاق بين الجانب الإسرائيلي والجانب الفلسطيني في غزة على تبادل المحتجزين والأسرى بين الجانبين وعودة الهدوء المستدام".

وبحسب موقع "الترا فلسطين" فإن "الاتفاق الإطاري مكون من 3 مراحل متصلة ومترابطة". مشيرًا إلى أن "مقترح وقف إطلاق النار يقوم على 3 مراحل مدة كل منها 42 يومًا، وينص على عودة الهدوء المستدام في قطاع غزة بما يحقق وقف إطلاق النار الدائم".

وفي نص الورقة المنشور على "الترا فلسطين" فإن: "مقترح الاتفاق ينص على انسحاب القوات الإسرائيلية من قطاع غزة ورفع الحصار وإعادة الإعمار".

وفي أعقاب الرد الإسرائيلي الهجومي، قالت صحيفة "نيويورك تايمز": "إن اقتراح تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار الذي قبلته حماس شهد تغييرات طفيفة في الصياغة عن تلك التي قدمتها إسرائيل والولايات المتحدة إلى الحركة مؤخرًا".

وقال المسؤولون إن التغييرات أجراها الوسطاء بالتشاور مع ويليام بيرنز، مدير وكالة المخابرات المركزية وأن النسخة الجديدة تحتفظ بعبارة رئيسية، وهي سن "الهدوء المستدام" في نهاية المطاف، وهي صياغة قالت جميع الأطراف في وقت سابق إنها يمكن أن تقبلها.

وقال المسؤولون إن رد حماس كان جديًا، وأن الأمر متروك الآن لإسرائيل لتقرر ما إذا كانت ستدخل في اتفاق أم لا.

في المقابل، قال مسؤولون إسرائيليون إن إدارة بايدن كانت على علم بمقترح اتفاق التبادل ووقف إطلاق النار الأخير الذي تفاوضت عليه مصر وقطر مع حماس، لكنها لم تطلع إسرائيل على ذلك قبل أن تعلن حماس قبوله يوم الإثنين، بحسب موقع "أكسيوس". 

وقال ثلاثة مسؤولين إسرائيليين إن "إعلان حماس يوم الإثنين فاجأ الحكومة الإسرائيلية، وأن إسرائيل لم تتلق نص رد الحركة من الوسطاء إلا بعد مرور ساعة على إصدار حماس بيانها". وزعم أحد المسؤولين الإسرائيليين: "يبدو الأمر وكأنه اقتراح جديد تمامًا".

وقال مصدر مطلع على المفاوضات إن الولايات المتحدة دعت الإسرائيليين إلى القاهرة خلال عطلة نهاية الأسبوع لكنهم اختاروا عدم إرسال فريق، واعترف أحد المسؤولين الإسرائيليين بأن الخطأ هو الذي أدى إلى تقليل ظهور إسرائيل في المحادثات.

وزعم المسؤولون أن مدير وكالة المخابرات المركزية بيل بيرنز ومسؤولين آخرين في إدارة بايدن الذين شاركوا في المفاوضات كانوا على علم بالاقتراح الجديد لكنهم لم يخبروا إسرائيل.

وقال المسؤولون الإسرائيليون أيضًا إن اللمسات الأخيرة على الاقتراح تم إجراؤها صباح الإثنين في الدوحة بعلم إدارة بايدن.

وقال مصدر مطلع إن بيرنز تحدث صباح الإثنين هاتفيًا مع وزير الأمن الإسرائيلي يوآف غالانت، ولكن عندما أصدرت حماس بيانها، "تفاجأ الوزير الإسرائيلي".

وقال مسؤول أميركي إن الهدف المعلن لإدارة بايدن هو "التأكد من أن وقف إطلاق النار الأولي لمدة ستة أسابيع سيتم تحويله إلى شيء أكثر ديمومة، ويحدد الاتفاق ثلاث مراحل لهذا الغرض وسيكون هدفنا ذلك. لنرى اكتمال المراحل الثلاث مع عودة جميع الرهائن إلى عائلاتهم".

ويقول المسؤولون الإسرائيليون إن الرسالة التي تلقوها من إدارة بايدن، يوم الإثنين، هي أن رد حماس قابل للتفاوض، لكن القادة الإسرائيليين لديهم شكوكهم، لكن مجلس الوزراء الحربي الإسرائيلي قال إنه سيرسل وفدًا إلى القاهرة لإجراء محادثات مع الوسطاء المصريين والقطريين لمناقشة الاقتراح الجديد.

استهداف جيش الاحتلال

وفي صباح اليوم، قالت كتائب القسام إنها "تدك قوات العدو المتوغلة شرق معبر رفح بقذائف الهاون من العيار الثقيل".

وفي البحر الأحمر، أبلغت عمليات التجارة البحرية في المملكة المتحدة (UKMTO) عن سفينة تجارية، أبلغتها أن الطاقم شهد انفجارين على مقربة من جنوب عدن في اليمن.

بدوره، أعلن حزب الله اللبناني عن تنفيذ 3 عمليات قصف صاروخي تجاه المستوطنات والمواقع العسكرية الإسرائيلية، خلال اليوم الماضي.

وأقر جيش الاحتلال بمقتل اثنين من جنوده، يوم أمس، في عملية استهداف بطائرة مُسيّرة على الحدود الشمالية.