19-مايو-2024
مستشار الأمن القومي للبيت الأبيض جيك سوليفان

(Getty) مستشار الأمن القومي للبيت الأبيض جيك سوليفان

أفادت وكالة الأنباء السعودية، اليوم الأحد، بأن ولي العهد الأمير محمد بن سلمان ومستشار الأمن القومي للبيت الأبيض جيك سوليفان التقيا في مدينة الظهران، شرق السعودية، لبحث مسائل عدة بينها الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، ومشروع الاتفاقيات الاستراتيجية بين البلدين.

وذكرت الوكالة، في بيان، أنه جرى خلال اللقاء: "استعراض العلاقات الإستراتيجية بين البلدين، وسبل تعزيزها في مختلف المجالات، كما تم بحث الصيغة شبه النهائية لمشروعات الاتفاقيات الإستراتيجية بين المملكة والولايات المتحدة الأميركية، والتي قارب العمل على الانتهاء منها"، وفق الوكالة.

ويأتي اللقاء بين ولي العهد السعودي وكبير المساعدين الأمنيين للرئيس الأميركي جو بايدن، في أعقاب تقارير تفيد بأن واشنطن والرياض على وشك التوصل إلى اتفاق بشأن الضمانات الأمنية الأميركية والمساعدة النووية المدنية بحسب وكالة "رويترز".

بحث محمد بن سلمان وسوليفان الصيغة شبه النهائية لمشروعات الاتفاقيات الإستراتيجية بين الرياض وواشنطن، والتي قارب العمل على الانتهاء منها

وأشارت الوكالة إلى أن اتفاق التطبيع المُنتظر بين "إسرائيل" والمملكة العربية السعودية، والذي يُعتبر جزءًا من "صفقة كبرى" في الشرق الأوسط، لا يزال بعيد المنال.

وفي السياق، ناقش بل سلمان وسوليفان الحاجة إلى إيجاد: "مسار موثوق لتحقيق حل الدولتين" لإسرائيل والفلسطينيين، وضرورة وقف الحرب في غزة، وتسهيل دخول المساعدات الإنسانية.

وتأمل الولايات المتحدة في عقد "صفقة كبرى" تشمل تطبيعًا في العلاقات بين الرياض وتل أبيب، إضافةً إلى ترتيبات إقليمية أخرى تتضمن اتفاقًا دفاعيًا مع السعودية، وبرنامجًا نوويًا سلميًا، وخطوات متعلقة بإقامة دولة فلسطينية، بحسب الخبير في الشأن الأميركي محمد السطوحي.

وذكر السطوحي، في حديث إلى "التلفزيون العربي"، من نيويورك، أن المشكلة تكمن في الرفض الإسرائيلي التام للجزء المتعلق بالدولة الفلسطينية، ما يعني أن جهود واشنطن في هذا المسار ليست مثمرة.

وأشار كذلك إلى مسألة أخرى مؤثرة في هذا السياق تتعلق بالتفاوت بين الموقفين الأميركي والإسرائيلي حول العملية العسكرية البرية في مدينة رفح جنوب قطاع غزة.

ولفت إلى أن الولايات المتحدة تتبع سياسة "تصديق إسرائيل" مرغمة، ذلك أن الرفض العلني لما تقوم به تل أبيب في العدوان على غزة سيؤدي حتمًا إلى إعلان مواجهة مباشرة مع "إسرائيل"، وتنفيذ سلسلة من العقوبات لا تراعي حجم اللوبي الداعم لتل أبيب في واشنطن، وخاصةً في السنة التي تشهد فيها الولايات المتحدة انتخابات رئاسية حاسمة.

وكان البيت الأبيض قد أعلن، قبل يوم أمس الجمعة، أن: "سوليفان سيزور السعودية وإسرائيل، لبحث المسائل الثنائية والإقليمية بما في ذلك غزة والجهود المبذولة لتحقيق السلام والأمن الدائمين في المنطقة".

ومن المقرر أن يلتقي سوليفان، اليوم الأحد، برئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو. وتأتي هذه الزيارة في وقت تشهد فيه تل أبيب توترات متصاعدة على خلفية تهديد الوزير في مجلس الحرب الإسرائيلي، بيني غانتس، أمس السبت، بالانسحاب من حكومة نتنياهو إذا لم يتم بلورة "خطة واضحة وشاملة" بشأن الحرب في غزة.

وقال غانتس، في مؤتمر صحفي: "يجب بلورة خطة واضحة وشاملة حتى 8 من يونيو للانتصار في الحرب، تشمل تقويض حكم حركة حماس وإعادة الأسرى المحتجزين في قطاع غزة"، مضيفًا أن: "المطلوب تغيير إستراتيجي وليس تضييع وقت، وضع إستراتيجية وطنية بديلة".

وأكمل: "لا حماس ولا عباس في قطاع غزة، أنا مع إقامة إدارة عربية أمريكية فلسطينية لقطاع غزة، بسيطرة أمنية إسرائيلية".

وخاطب نتنياهو قائلًا: "إن كنت مستعدًا للقيام بما يلزم بأن تفضل المسار الوطني على الشخصي نسير معًا، وإن فضلت المسار الشخصي سنترك الحكومة". كما قال إن: "الوقت حان للقرارات الحاسمة".

وهاجم رئيس وزراء الاحتلال، بنيامين نتنياهو، غانتس في بيان صدر عن مكتبه وجاء فيه: "بينما يقاتل جنودنا لتدمير كتائب حماس في رفح، يختار غانتس إصدار إنذار نهائي لرئيس الوزراء بدلًا من إصدار إنذار نهائي لحماس".

وأضاف البيان: "الشروط التي وضعها غانتس هي كلمات مغسولة ومعناها واضح: نهاية الحرب وهزيمة إسرائيل، وإطلاق سراح معظم الأسرى، وترك حماس سليمة، وإقامة دولة فلسطينية".

وفي الأثناء، تواصل "إسرائيل" حربها الوحشية والهمجية على قطاع غزة مخلّفةً مزيدًا من الدمار والضحايا. وأفادت مصادر محلية باستشهاد ما لا يقل عن 30 فلسطينيًا، وإصابة آخرين، الليلة الماضية جراء قصف استهدف منزلًا في المخيم الجديد بالنصيرات وسط قطاع غزة.

وكانت وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة قد أعلنت، أمس السبت، ارتفاع عدد ضحايا العدوان الإسرائيلي المتواصل على القطاع، منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023، إلى 35.386 شهيدًا، و79.366 مصابًا.