20-يونيو-2024
طفلة تحمل الماء

(الأونروا) طفلة تحمل الماء قرب الدمار

أفادت وزارة الصحة الفلسطينية بغزة أن الاحتلال الإسرائيلي ارتكب في اليوم الـ258 من العدوان 3 مجازر ضد العائلات في القطاع المحاصر وصل منها للمستشفيات 24 شهيدًا و71 مصابًا، وأكّدت المصادر الرسمية بغزة أنّ عددًا من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات لا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم. وبهذه الحصيلة الجديدة من الضحايا ارتفع عدد القتلى منذ بدء العدوان 7 أكتوبر إلى 37396 شهيدًا، فيما وصل عدد الجرحى والمصابين إلى 85523  جريحًا.

وكانت المصالح الطبية استقبلت مع الساعات الأولى من اليوم الـ258 من العدوان جثامين 12 فلسطينيًا قتلوا في قصفٍ للاحتلال الإسرائيلي على تجمعٍ للمواطنين شرقي مدينة رفح جنوبي قطاع غزة، وأصيب في ذات القصف ثلاثون آخرين.

وأدى قصفٌ مدفعي إسرائيلي آخر استهدف محيط دوار العلم غربي مدينة رفح جنوبي قطاع غزة إلى سقوط شهيدين.

كما ارتقى عددٌ آخر من الشهداء في قصفٍ استهدف منزلًا في حي الصبرة جنوب مدينة غزة، وسجلت مصالح الإنقاذ وجود عددٍ من المدنيين عالقين تحت الأنقاض لم تتمكن من انتشالهم في المنزل المستهدف.

أودت المجاعة في غزة بحياة 40 طفلًا، ويتهدد 3500 طفلٍ آخرين بالموت بسبب نقص المواد الغذائية والتغذية والتطعيمات بسبب الحصار والقصف المستمر

يشار أيضًا إلى أنّ قوات الاحتلال الإسرائيلي نسفت مباني سكنية في مدينة الزهراء، شمال مخيم النصيرات في وسط قطاع غزة.

في الأثناء قالت كتائب القسام، الجناح العسكري لحماس، إن مقاتليها استهدفوا بالعبوات وقذائف الهاون القوات الإسرائيلية "المتوغلة جنوب شرقي حي الزيتون في مدينة غزة".

كما أعلنت كتائب القسام إطلاق طائرةٍ انتحاريةٍ على قوات الاحتلال في مستوطنة حوليت. وكان جيش الاحتلال قد أعلن إصابة 12 جنديًا في غزة خلال يومٍ واحدٍ، وقال إن عدد قتلاه منذ بداية الحرب بلغ 662 ضابطًا وجنديًا، وعدد المصابين 3860 مصابًا.

وفيما يخص شبح المجاعة الذي يلقي بظلاله القاتمة على الشمال، قالت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) "إن المجاعة في قطاع غزة قتلت 40 طفلًا، في حين يواجه 3500 طفلٍ خطر الموت بسبب سوء التغذية ونقص المكملات الغذائية والتطعيمات بسبب الحصار والقصف المتواصل".

في الأثناء كشفت لجنة التحقيق المعنية بالأراضي الفلسطينية المحتلة برئاسة نافي بيلاي عن مضامين تقريرها الذي ستعتمده المحكمة الجنائية الدولية، وبحسب رئيسة لجنة التحقيق فإن "إسرائيل عرقلت التحقيق ومنعت الوصول إلى غزة والضفة الغربية".

وأضافت نافي بيلاي: "نشعر بالصدمة إزاء المعاناة الإنسانية وطالبنا بوقفٍ فوريٍ لإطلاق النار في غزة"، مؤكدةً أن  "الاحتلال هو السبب في كل ما يجري في الأراضي الفلسطينية" وأردفت بيلاي "الفلسطينيون عانوا لعشرات السنين جراء احتلال أرضهم".

كما أكدت بيلاي  أن "أحداث 7 أكتوبر وما تلاها وضعت ضغوطًا على العاملين بالأمم المتحدة"، في إشارةٍ إلى العراقيل والمضايقات الإسرائيلية لعمل لجان ووكالات الأمم المتحدة، ومع ذلك قالت بيلاي "سوف نستمر في عملنا والتحقيق لم ينته وهناك انتهاكاتٌ تقع كل يومٍ"، وعادت بيلاي لتحمل الاحتلال الإسرائيلي المسؤولية قائلةً "تحقيقنا غير كاملٍ لأنه لم يسمح لنا بالوصول إلى قطاع غزة والضفة الغربية وإسرائيل".

وفي تعليقها على تصريحات رئيسة لجنة التحقيق الأممية، قالت حركة المقاومة الإسلامية حماس إن تصريحاتها "تأكيدٌ جديدٌ على ما اقترفه جيش الاحتلال من جرائم وانتهاكاتٍ"، وأضافت الحركة "نأسف أن تتم مساواة الضحية بالجلاد، ونرفض استمرار تكرار اتهامات الاحتلال ضد المقاومة الفلسطينية"، ودعت الحركة في بيانها "المجتمع الدولي والأمم المتحدة وكافة الجهات الحقوقية للعمل على وقف جرائم المحتل الصهيوني ضد شعبنا، ودعم جهود محكمة العدل الدولية في محاسبة الكيان الصهيوني وقادته مجرمي الحرب".

وعلى الصعيد الانساني أيضًا كشفت هيئة شؤون الأسرى ونادي الأسير الفلسطيني عن زيارة محامٍ للصحفي محمد عرب بمعتقل تيمان تحت قيودٍ إسرائيليةٍ مشددةٍ، وبحسب الهيئتين فإن "زيارة الصحفي محمد عرب بمعتقل تيمان كشفت عدم علمه بمكان احتجازه"، وأضاف بيان الهيئتين أن "المحامي الذي زار عرب بالمعتقل نقل عنه شهاداتٍ مروعةً بشأن ظروف المعتقلين من قطاع غزة، فبعضم قضوا أثناء الاعتقال وبعضهم تعرضوا لتعذيبٍ وتنكيلٍ وإذلالٍ واغتصابٍ"، كما كشف أنّ "إدارة معتقل تيمان تبقي المعتقلين مقيدي الأيدي مدة 24 ساعة".

تحذيرات لإسرائيل وقبرص

في سياق ما تشهده جبهة الشمال، حذّر الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله، أمس الأربعاء، من أن أي مكان في إسرائيل "لن يكون بمنأى" عن صواريخ مقاتليه في حال اندلاع حرب، وذلك وسط تزايد المخاوف من تصاعد النزاع بين الحزب وإسرائيل في ظل الأحداث المتصاعدة في قطاع غزة.

كما حذّر نصر الله أيضًا قبرص، مشيرًا إلى معلومات تلقتها الحزب تفيد بأن إسرائيل قد تستخدم المطارات والقواعد القبرصية لمهاجمة لبنان، في حال استهداف حزب الله للمطارات الإسرائيلية التي تقع قرب الحدود اللبنانية.

وبدوره ردّ الرئيس القبرصي، نيكوس خريستودوليدس، على التهديدات في تصريحات أكد فيها أن "جمهورية قبرص ليست متورطة بأي شكل من الأشكال في هذه الحرب".

وأكد خريستودوليدس بقوة أن قبرص "جزء من الحل وليست المشكلة"، مشيرًا إلى دور بلاده في تيسير فتح ممر بحري يسمح بإيصال المساعدات الإنسانية من قبرص إلى غزة.

إسرائيليًا

ظهرت شروخٌ جديدةٌ في الطبقة السياسية الإسرائيلية، ليس فيما يخص الموقف من حكومة نتنياهو، وإنما أيضًا من هدف الحرب المتمثل في إنهاء حماس، وفي هذا الصدد قالت صحيفة هآرتس الإسرائيلية إن "قيادات أمنية وعسكرية ومسؤولون انتقدوا في اجتماعاتٍ مغلقةٍ عدم وجود استراتيجيةٍ سياسيةٍ لإنهاء الحرب بغزة".

وأضافت الصحيفة أنّ المسؤولين "انتقدوا مطلب إسقاط حكم حماس وتدمير قدراتها الذي جرت صياغته وسط الضغط دون تقديم أهدافٍ واقعيةٍ". وأكثر من ذلك حذّر المسؤولون من أن "عدم تحديد نتنياهو أهدافًا واضحةً سيجبر الجيش على التحرك بشكلٍ خطيرٍ ومطولٍ بغزة".

يشار أيضًا إلى ما ذكرته صحيفة "إسرائيل اليوم" من أنّ "المعطيات المقدمة إلى أعضاء الكنيست تشير إلى عدم انهيار حركة حماس في قطاع غزة، بل إنها تمكنت من الحفاظ على قوتها".

ظهرت شروخ جديدة بين أقطاب الطبقة السياسية الإسرائيلية، ليس فقط فيما يتعلق بموقفهم من حكومة نتنياهو، ولكن أيضًا بشأن هدف الحرب في قطاع غزة

وأثارت تصريحاتٌ جديدةٌ للمتحدث باسم جيش الاحتلال، دانيال هاغاري، حول هذا الأمر جدلًا كبيرًا، عندما قال إنّ "الحديث عن تدمير حماس ذرٌّ للرماد في العيون، وما دامت الحكومة لم تجد بديلًا لحماس، فالحركة ستبقى".

وأغضبت تصريحات هاغاري، حسب صحيفة يديعوت أحرنوت، نتنياهو ووزير دفاعه غالانت اللذان طالبا مكتب رئيس الأركان بتقديم توضيحٍ بشأن تصريحات هاغاري.

ورد مكتب نتنياهو بالقول "إن أحد أهداف الحرب هو تدمير حماس والجيش ملتزمٌ بذلك".

كما أصدر الجيش الإسرائيلي توضيحًا أكد فيه أن حديث هاغاري "كان يتطرق إلى تدمير حماس كفكرةٍ وأيديولوجيا، وأقواله واضحةٌ جدًا" وفق بيان الجيش.

واتخذ تعليق وزير الاتصالات الإسرائيلي شلومو كرعي على تصريحات هاغاري طابعًا هجوميًا حيث اعتبر أنها  "ليست سوى إشارة إلى الروح القيادية المتراخية والضعيفة لرئيس الأركان هرتسي هاليفي ووزير الدفاع يوآف غالانت".

في سياقٍ متصلٍ تراشق نتنياهو والوزير المتطرف إيتمار بن غفير بالتصريحات المشككة في كفاءات ومستوى ثقة ومسؤولية وصدق كليهما، حيث قال نتنياهو: "إذا أراد بن غفير أن ينضم إلى الهيئة التشاورية المصغرة البديلة عن مجلس الحرب، فعليه أن يثبت أنه لا يسرب أسرار الدولة"، ليرد بن غفير قائلا: "حزبنا يدعم تشريع قانون جهاز كشف الكذب وتعميمه على أعضاء المجلس الوزاري المصغر، شرط أن يشمل أولئك الذين لديهم منظِّمٌ لعمل القلب"، في إشارة إلى نتنياهو.

في الأثناء تواصلت المظاهرات ضد حكومة نتنياهو وللمطالبة بإجراء انتخاباتٍ سابقةٍ لأوانها، وذكرت صحيفة يديعوت أحرونوت  أنّ نحو ألف شخصٍ تظاهروا في عسقلان مطالبين بإجراء انتخابات. وجاءت المظاهرات تحت شعار "الحكومة تتخلى عن المختطفين وسكان الجنوب".

وأظهر استطلاعٌ لمعهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي أن 12%  فقط من الإسرائيليين يؤمنون بإمكانية تحقيق أهداف الحرب بكاملها في قطاع غزة، كما أظهر الاستطلاع أنّ 15%  يدرسون الهجرة من إسرائيل.