11-يوليو-2024
الدمار في خانيونس جنوب قطاع غزة

عاش أهالي مدينة غزة ليلة أخرى من الرعب (رويترز)

في اليوم الـ279 من العدوان، واصلت "إسرائيل" تصعيدها ضد مدينة غزة، وسط عجز طواقم الإسعاف والإنقاذ عن الوصول إلى المناطق المستهدفة بسبب كثافة القصف وشدته

وعاش أهالي المدينة المنكوبة ليلة أخرى من الرعب نتيجة القصف الإسرائيلي، الجوي والمدفعي، الذي لم يهدأ طوال الليل، وأسفر عن إصابة واستشهاد عشرات المدنيين العُزّل.

وطال القصف منازل المدنيين في حي الصبرة جنوب مدينة غزة، ومحيط مجمع الشفاء، ومحيط الجامعات ودوار أنصار غربي مدينة غزة، حيث شنت طائرات الاحتلال سلسلة غارات استهدفت الطوابق العلوية من المباني والأبراج السكنية في المنطقة.

تواصل إسرائيل لليوم الـ65 على التوالي منع إدخال المساعدات والمستلزمات الطبية إلى قطاع غزة، ما يهدد حياة آلاف الأطفال والمرضى

وأطلقت طائرات الاحتلال المروحية نيرانها تجاه منازل المدنيين غرب مدينة غزة، إضافةً إلى حي تل الهوا ومنطقة الصناعة جنوب غرب المدينة. فيما أطلقت مسيرات "كواد كابتر" النيران على المنازل المدنيين في حي الصبرة، وفتحت آليات الاحتلال نيرانها في محيط الجوازات في حي الرمال غرب المدينة.

وشهدت منطقة الصناعة والجوازات غرب مدينة غزة اشتباكات عنيفة بين قوات الاحتلال وفصائل المقاومة الفلسطينية استمرت لعدة ساعات الليلة الماضية.

وأفادت مصادر محلية بتجريف جيش الاحتلال للمقابر في حي الشجاعية شرق مدينة غزة، وبتوقف محطات تحلية المياه التي تزود مناطق شمال قطاع غزة ومدينة غزة عن العمل بسبب نفاد الوقود.

وتعرضت مناطق وسط القطاع لقصف مدفعي وجوي عنيف، حيث قصفت مدفعية الاحتلال منطقة المغراقة شمال مخيم النصيرات، وذلك تزامنًا مع قصف طائرات الاحتلال لمخيم المغازي.

وألقت مسيرة للاحتلال مواد مشتعلة على المخيم الجديد في النصيرات، ما أدى إلى اندلاع حريق في أحد المنازل. كما استهدفت قوات الاحتلال محيط مقبرة الفار بمنطقة الزعفران شرق مخيم المغازي.

وشنت طائرات الاحتلال الحربية عدة غارات على مدينتي رفح وخانيونس جنوب قطاع غزة، كما قصفت مدفعيته محيط حي الشابورة وسط رفح، حيث نسفت قواته أيضًا عدة مبان سكنية وسط المدينة.

وكانت وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة قد أعلنت، أمس الأربعاء، ارتفاع عدد ضحايا العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة إلى 38.295 شهيدًا و88.241 مصابًا.

وقالت الوزارة، في تقريرها الإحصائي اليومي، إن قوات الاحتلال ارتكبت خلال الساعات الـ24 الأخيرة 4 مجازر بحق المدنيين في قطاع غزة وصل من ضحاياها إلى المستشفيات 52 شهيدًا و208 مصابين.

وأضافت أنه لا يزال هناك العديد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات لا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم.

الاحتلال يعمق المجاعة والأزمة الإنسانية

إنسانيًا، قال المكتب الإعلامي الحكومي في غزة إن منع قوات الاحتلال إدخال المساعدات والمستلزمات الطبية إلى القطاع، لليوم الـ65 تواليًا، يهدد حياة آلاف الأطفال والمرضى والمدنيين ويضع مصيرهم على المحك.

وأضاف المكتب، في بيان عبر منصة "تلغرام"، أن: "مئات آلاف الأطنان من المساعدات والمستلزمات الطبية مُتكدسة على الجانب الآخر من معابر قطاع غزة ولا يسمح لها بالدخول، في جريمة تاريخية وقانونية تدل على مدى الانحطاط الأخلاقي الذي يجعل طوابير من الدول المختلفة تصطف إلى جانب العدوان الإسرائيلي وتشارك في إحلال الكارثة الإنسانية في قطاع غزة".

وتابع بالقول إن: "المجتمع الدولي أمام مسؤولية تاريخية فاصلة وأمام مفترق طرق، وهو مطالب بوضع حد لسياسة التجويع ومسألة تعميق المجاعة في محافظات قطاع غزة"، التي أكد أنها: "تأتي في إطار مواصلة جريمة الإبادة الجماعية التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي والأميركان بحق المدنيين والأطفال والنساء والمرضى والجوعى للشهر العاشر على التوالي".

وأشار أيضًا إلى أن تصعيد: "سياسة التجويع ضد شعبنا الفلسطيني في قطاع غزة سيكون له أثر كارثي على الواقع وعلى المنطقة برمتها، خاصةً أنه يأتي متعارضًا مع كل القوانين والمواثيق والمعاهدات الدولية التي تُحرّم وتُجرّم استخدام سياسية التجويع كسلاح حرب وهو جريمة ضد الإنسانية أيضًا".

الولايات المتحدة تواصل تزويد "إسرائيل" بالأسلحة

وبخصوص آخر تطورات مفاوضات وقف الحرب وتبادل الأسرى والمحتجزين بين "إسرائيل" والمقاومة، أفادت القناة الـ13 الإسرائيلية بأن المجلس الوزاري المصغر سيجتمع، اليوم الخميس، بهدف إرسال وفود إسرائيلية إضافية إلى القاهرة والدوحة بشأن المفاوضات.

ونقلت هيئة البث الإسرائيلية عن مسؤول مشارك في المفاوضات قوله إن الفرصة الحالية للتوصل إلى صفقة تهدئة وتبادل للأسرى والمحتجزين مع "حماس" قد لا تتكرر.

وذكرت الإذاعة الإسرائيلية الرسمية أن رئيس وزراء الاحتلال، بنيامين نتنياهو، بحث مع مقربيه مؤخرًا إقالة وزير الأمن يوآف غالانت نتيجة تصاعد الخلاف بينهما بشأن صفقة تبادل الأسرى والمحتجزين مع "حماس".

وقال المتحدث باسم الأمن القومي في البيت الأبيض، جون كيربي، في تصريح لشبكة "سي إن إن" الأميركية، إن واشنطن متفائلة، بحذر، بشأن وقف الحرب بغزة.

وتأتي تصريحات كيربي في وقت كشفت فيه صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية أن إدارة الرئيس جو بايدن وافقت على شحن قنابل زنة 500 رطل إلى "إسرائيل"، وأنه من المتوقع أن تصل الشحنة في الأسابيع المقبلة.

وكشف مسؤول أميركي أن إدارة بايدن ستستأنف إمداد "إسرائيل" بقنابل زنة 500 رطل، فيما ستواصل إرجاء إرسال قنابل زنة ألفي رطل بسبب ما قال إنه مخاوف إزاء استخدامها في غزة.

وأوضح المسؤول الأميركي، تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته: "لقد أوضحنا أن قلقنا ينصب على استخدام القنابل التي تزن ألفي رطل، خاصة في عملية إسرائيل في رفح والتي قالوا إنهم بصدد الانتهاء منها"، حسب زعمه.

وأكمل قائلًا إن القنابل زنة 500 رطل كان تم تجميعها في الشحنة نفسها مع القنابل الأكبر التي تم تعليق إرسالها مؤقتًا، وبالتالي توقفت لهذا السبب.

وأضاف: "كان مصدر قلقنا الرئيسي ولا يزال هو الاستخدام المحتمل للقنابل زنة ألفي رطل في رفح ومناطق أخرى بغزة. ولأن قلقنا لم يكن يتعلق بالقنابل زنة 500 رطل فإنها تمضي قدمًا في إطار العملية المعتادة".

وكانت الولايات المتحدة قد علّقت، في أيار/مايو الفائت، شحنة قنابل زنة ألفي رطل و500 رطل بسبب ما قالت إنه "القلق" من التأثير الذي يمكن أن تحدثه في غزة خلال الحرب.

سانشيز: الغرب يكيل بمكيالين

دوليًا، أشار رئيس الوزراء الإسباني، بيدرو سانشيز، إلى أن الدول الغربية تتبع سياسة "الكيل بمكيالين" في الحربين الدائرتين في أوكرانيا وقطاع غزة.

وطالب سانشيز، على هامش قمة حلف شمال الأطلسي المنعقدة في العاصمة الأميركية واشنطن، الغرب بعدم اتباع هذه السياسة قائلًا: "إذا قلنا لشعبنا إننا ندعم أوكرانيا لأننا ندافع عن القانون الدولي، فيتعين علينا أن نفعل الشيء نفسه في ما يتعلق بغزة".

ودعا سانشيز، الذي يعتبر من أشد منتقدي "إسرائيل" في الاتحاد الأوروبي، إلى اعتماد موقف سياسي ثابت في هذا الموضوع من دون أن نتبع سياسة الكيل بمكيالين". وأضاف: "يجب أن نهيئ الظروف لوقف فوري وعاجل لإطلاق النار"، محذرًا كذلك من خطر التصعيد على الحدود مع لبنان.