12-يوليو-2024
الدمار في خانيونس جنوب قطاع غزة

ارتكب الاحتلال فظائع في حي تل الهوا بمدينة غزة (رويترز)

لم تتوقف آلة الحرب الإسرائيلية، لليوم الـ280 على التوالي، عن قصف قطاع غزة وتدمير ما تبقى منه مخلّفةً المزيد من الشهداء والجرحى الذين تجاوز عددهم 126 ألف شخص، إضافةً إلى أكثر من 10 آلاف مفقود وما يقرب من مليوني نازح.

ومنذ عدة أيام، صعّد جيش الاحتلال من قصفه لمدينة غزة تزامنًا مع تنفيذ قواته عملية برية في أحياء المدينة في محاولة للضغط على حركة "حماس" لتقديم تنازلات في مفاوضات وقف إطلاق النار بغزة وتبادل الأسرى والمحتجزين المتواصلة في القاهرة والدوحة.

وقصفت طائرات الاحتلال ومدفعيته، ليل الخميس – الجمعة، أحياء الصبرة وتل الهوا والرمال ومنطقة الصناعة جنوب غرب مدينة. وأفادت مصادر محلية بتصاعد ألسنة الدخان من محيط منطقة الصناعات والجامعات إثر القصف.

أكد الدفاع المدني أن المشهد في حي تل الهوا ومنطقة الصناعة صعب ومأساوي، وأنهم عثروا على جثامين شهداء متفحمة ومتحللة

وطال القصف محيط مجمع الشفاء في وقت نسفت فيه قوات الاحتلال عدة مبان سكنية في تل الهوا، فيما أفاد مراسل "التلفزيون العربي" في غزة بأن قوات الاحتلال انسحبت من الحي المذكور ومنطقة الصناعة جنوب المدينة.

وكان المتحدث باسم الدفاع المدني في غزة، محمود بصل، قد قال إن حي الشجاعية لم يعد صالحًا للسكن بعد تدمير الاحتلال 85% من منازله وبناه التحتية، معلنًا الحي "منطقة منكوبة".

جثث متفحمة في تل الهوا

وقال بصل، في حديث إلى "التلفزيون العربي"، إن طواقم الدفاع المدني تحركت لانتشال الشهداء وإخماد الحرائق في تل الهوا ومنطقة الصناعة بعد انسحاب جيش الاحتلال.

وذكر أنهم عثروا على جثامين شهداء متفحمة ومتحللة وبيوت أُحرقت بالكامل في هاتين المنطقتين، مضيفًا أنهم انتشلوا شهداء من عائلة واحدة ويتلقون بلاغات استغاثة متواصلة.

وأشار إلى قوات الاحتلال قتلت مواطنين توجهوا للحصول على مواد غذائية في تل الهوا والصناعة، معربًا عن توقعه باستشهاد كل المواطنين الذين كانوا فيهما بعد انتهاء العملية العسكرية لجيش الاحتلال.  

وأوضح أن طواقم الإسعاف والدفاع المدني تصل إلى حي تل الهوا سيرًا على الأقدام بسبب تدمير البنية التحتية، وأن الوصول إليهما صعب للغاية بعد تخريبها، لافتًا إلى أن الاحتلال تراجع إلى شارع 8 بالمدينة، وأنهم طالبوا المواطنين وطواقمهم بتوخي الحذر.

وأكد أن المشهد في منطقة الصناعة صعب ومأساوي للغاية بعد انسحاب الاحتلال، وأن هناك عشرات من جثامين الشهداء المتناثرة بالأزقة وداخل المنازل المدمرة في منطقة الصناعة وتل الهوا، لافتًا كذلك إلى أن جيش الاحتلال أضرم النيران في المنازل قبل انسحابه.  

وفي سياق متصل، ذكر المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة لـ"التلفزيون العربي" أن هناك مخاوف من انتشار النيران التي اشتعلت في عدد من المخازن والبيوت في تل الهوا ومنطقة الصناعة.

وأضاف أن الاحتلال يعدم ما تبقى من حياة في شمال قطاع غزة، مشيرًا إلى أنه يريد إجبار الأهالي على عدم العودة نهائيًا إلى شمال القطاع.

5 شهداء في مخيم النصيرات

وواصلت قوات الاحتلال قصف المنطقة الوسطى من قطاع غزة، حيث استشهد 5 أشخاص وأُصيب العشرات، معظمهم من الأطفال، في قصف استهدف منزلًا لعائلة "أبو مصطفى" في أرض المفتي شمال النصيرات.

وشنّت طائرات الاحتلال عدة غارات على المخيم أدت إلى استشهاد وإصابة العشرات، تزامنًا مع قصف مدفعي طال المخيم ومنطقة المغراقة.

وتعرضت مدينة رفح، جنوب القطاع، لقصف جوي وبري وبحري في وقت واصلت فيه فصائل المقاومة التصدي لقوات الاحتلال في تل زعرب وتل السلطان غرب المدينة.

وأفادت مصادر محلية بإصابة شخصين، على الأقل، جراء غارة نفذتها طائرة مروحية في منطقة قيزان أبو رشوان جنوب مدينة خانيونس.

وبحسب آخر إحصائية صادرة عن وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة، فقد ارتفع عدد ضحايا العدوان الإسرائيلي المتواصل على القطاع إلى 38.345 شهيدًا و88.295 مصابًا.

وأضافت الوزارة، أمس الخميس، أن قوات الاحتلال ارتكبت خلال الساعات الـ24 الماضية مجزرتين بحق المدنيين بالقطاع وصل من ضحاياهما إلى المستشفيات 50 شهيدًا و54 مصابًا.

وذكرت أنه لا يزال هناك العديد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات لا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم.

واشنطن: اتفاق وقف الحرب قريب

وفي ما يتعلق بآخر تطورات مفاوضات وقف إطلاق النار في قطاع غزة، أكد المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي، جون كيربي، لـ"التلفزيون العربي"، قرب التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار بغزة.

وفي وقت سابق، أمس الخميس، قال مستشار الأمن القومي بالبيت الأبيض، جيك سوليفان، إن هناك "تقدمًا" في المحادثات بشأن وقف إطلاق النار في غزة، وتبادل الأسرى والمحتجزين بين "إسرائيل" و"حماس".

وأضاف سوليفان للصحفيين أنه: "نرى تقدمًا، وإمكانية للتوصل إلى اتفاق، ومن الواضح أننا لا نستطيع ضمان ذلك، لأن هناك الكثير من التفاصيل التي يتعين بحثها".

وتابع المسؤول الأميركي حديثه موضحًا: "فرقنا في المنطقة، بينما نتحدث، تعمل على حل العديد من هذه التفاصيل، نعتقد أن القضايا المتبقية يمكن حلها، ويجب حلها".

ولفت إلى أن: "المؤشرات أصبحت أكثر إيجابية اليوم مما كانت عليه في الأشهر الأخيرة"، مضيفًا: "الرئيس بايدن سيتحدث عن هذا الأمر في وقت لاحق اليوم".