14-سبتمبر-2024
جنود إسرائيليون على الحدود اللبنانية

جنود إسرائيليون على الحدود مع جنوب لبنان (رويترز)

قالت صحيفة "جيروزاليم بوست" العبرية، اليوم السبت، إن المبعوث الأميركي، آموس هوكشتاين، يتوجه إلى "إسرائيل"، الاثنين المقبل، لبحث التطورات في جبهة لبنان، وسط تحذيرات أميركية من تداعيات فتح جبهة جديدة ومخاطر اندلاع حرب مع "حزب الله" اللبناني.

وبحسب الصحيفة العبرية، سيلتقي هوكشتاين رئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو، بالإضافة إلى وزير الأمن، يوآف غالانت، وعدد من المسؤولين الأمنيين، وأوضح المتحدث باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض، جون كيربي، أن زيارة هوكشتاين تأتي ضمن جهود إدارة الرئيس، جو بايدن، لمنع فتح جبهة جديدة مع "حزب الله".

إضافة إعادة سكان الشمال إلى أهداف الحرب

وكانت القناة الـ12 العبرية، قد أشارت إلى أن نتنياهو سيطرح خلال جلسة المجلس الوزاري المصغّر "الكابينت" المقبلة إضافة إعادة سكان الشمال إلى أهداف الحرب؛ ونقلت عن مسؤول أمني قوله، إنه: "يجب الاستعداد لمعركة طويلة في الشمال والتي ستجبي ثمنًا باهظًا".

سيطرح رئيس حكومة الاحتلال خلال جلسة المجلس الوزاري المصغّر "الكابينت" المقبلة إضافة إعادة سكان الشمال إلى أهداف الحرب

لكن، الرئيس السابق لشعبة العمليات في جيش الاحتلال اللواء، يسرائيل زيف، قال في مقال نشره، اليوم السبت، على موقع القناة الـ12 العبرية، إن: "في الشمال؛ إسرائيل في خضم حرب استنزاف لا تلوح نهايتها في الأفق، والجليل هو النطاق الرئيسي لحزب الله وسكان الشمال هم وقود مدافعه".

وأكد زيف في مقاله، أن "احتمال الدخول البري إلى لبنان من دون أي استراتيجية خروج و/أو التفكير فيما سيحققه، حتى لو كان غزوا محدودًا، سيعقد الوضع أكثر بكثير"، وأضاف أن دخول "إسرائيل" إلى جنوب لبنان لن يدفع "حزب الله" لوقف إطلاق النار، بل قد يزيد من إطلاق الصواريخ والمسيرات نحو "إسرائيل"، مثلما حدث في رفح جنوبي قطاع غزة بعد اجتياحها.

وشدد المسؤول العسكري السابق على أنه "في ظل غياب قدرة حكومة ضعيفة على اتخاذ قرارات بشأن العودة (الانسحاب) فإن إسرائيل سوف تظل عالقة هناك"، وأشار إلى أنه "عمليًا هي عالقة في ساحتين بالوقت نفسه بثمن استنزاف كبير، ما يؤدي إلى إجهاد الجيش بطريقة لن يتمكن من تركيز جهوده في أي مكان، وسيترك ساحات إضافية معرضة لخطر كبير".

وكان رئيس حزب "إسرائيل بيتنا"، أفيغدور ليبرمان، قد قال في تدوينة على منصة "إكس": "سبت آخر لا يُحتمل في الشمال، عشراتُ الصواريخ أطلقت منذ الصباح، وماذا تفعل قيادتنا؟ صامتة وعاجزة"، مضيفًا "لقد حان الوقت لتغيير هذه الحكومة بسرعة لإعادة الأمن لسكان الشمال ولجميع مواطني إسرائيل".

وقال جيش الاحتلال في بيان، اليوم السبت، إنه رصد إطلاق نحو 55 صاروخًا من جنوب لبنان اتجاه الجليل الأعلى في شمال الأراضي المحتلة، دون وقوع إصابات، مضيفًا أنه جرى اعتراض بعض هذه الصواريخ، بينما سقط بعضها الآخر في مناطق مفتوحة.

قيادة المنطقة الشمالية تدفع نحو التصعيد مع "حزب الله"

إلى ذلك، أعلن جيش الاحتلال في بيان له، أمس الجمعة، عن إنشاء قيادة المنطقة الشمالية وحدة جديدة في هضبة الجولان السورية المحتلة، والتي "تتخصص بشكل خاص في القتال وسط هذه التضاريس، وفي توفير الاستجابة الفورية للتهديدات".

وأشار البيان إلى أنها الوحدة عبارة عن "سرية دوريات مكونة من مقاتلين ذوي مهارات عالية وتخصص في تضاريس المنطقة التي يعملون فيها، وهي تتبع للواء الجولان 474"، حيث بدأ المقاتلون تدريباتهم بدورة تمهيدية استغرقت ثمانية أشهر.

وتابع أن دورة التدريب أعقبها "أربعة أشهر من التأهيل الفريد في الوحدة، شمل التعمق المهني في مجالات العمل الميداني والتمويه وقص الأثر"، مضيفًا "السرية مصممة لتوفير استجابة فورية لمختلف التهديدات في المنطقة، وذلك بجمع المعلومات الاستخبارية وإحباط عمليات العدو".

وبحسب المحلل العسكري في صحيفة "هآرتس" العبرية، عاموس هرئيل، فإن معظم قيادة المنطقة الشمالية في جيش الاحتلال تدفع نحو تصعيد الهجمات ضد أهداف تابعة لحزب الله، وترى أن الوقت موات، إذ إن "معظم المناطق جنوبي نهر الليطاني خالية من السكان، كما أن حزب الله نقل جزءًا من عناصره شمالًا".

وأشار هرئيل إلى "حقيقة أن إسرائيل قد استنفدت معظم خطوات التصعيد، باغتيال (القيادي في حزب الله فؤاد) شكر، وثلاثة من قادة الوحدات المركزية في حزب الله، وتدمير مستودعات الصواريخ الكبيرة في الجنوب، والهجمات في سوريا والبقاع اللبناني وبيروت، ما يجعل من الصعب إرسال إشارات حول عتبة أقل من الحرب".

ومنذ الثامن من تشرين الأول/أكتوبر الماضي، بدأ "حزب الله"، بالاشتراك مع الفصائل الفلسطينية، شن عمليات عسكرية ضد القواعد العسكرية لجيش الاحتلال في شمال الأراضي المحتلة، رد عليها الاحتلال بقصف قرى وبلدات الجنوب الواقعة على "الخط الأزرق" الفاصل مع جنوب لبنان، فضلًا عن شنه غارات متفرقة في عمق الأراضي اللبنانية، وصولًا إلى العاصمة بيروت.

ويقول "حزب الله" إن جبهة الجنوب المشتعلة هي "جبهة إسناد" للفصائل الفلسطينية في غزة، ويربط توقف المواجهات على الجبهة الشمالية بالتوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة.