19-سبتمبر-2024
اليوم الـ349

فلسطينيون يتفقدون منزلًا استهدفته غارة للاحتلال وسط القطاع (رويترز)

شن جيش الاحتلال الإسرائيلي قصفًا بريًا وجويًا استهدف مناطق مختلفة من قطاع غزة في اليوم الـ349 من العدوان، فيما شهدت مدن وبلدات الضفة الغربية المحتلة موجة جديدة من المداهمات والاعتقالات التي نفذتها قوات الاحتلال، وطالت عددًا من الفلسطينيين، وذلك في تحدٍ من الاحتلال لقرار الجمعية العامة الأمم المتحدة الذي يطالب "إسرائيل" بالانسحاب من الأراضي المحتلة خلال 12 شهرًا.

وفي التفاصيل، أفادت وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية "وفا" نقلًا عن مصادر طبية في القطاع، باستشهاد خمسة فلسطينيين على الأقل، وإصابة عدد آخر بجروح مختلفة، إثر استهداف الاحتلال لمنزل في شارع الثلاثيني بحي الصبرة جنوب مدينة غزة.

كما استشهد فلسطينيان، وأصيب عدد آخر بقصف الاحتلال منزل مقابل مسجد الشوربجي بمخيم جباليا شمال قطاع غزة، فيما جددت مدفعية الاحتلال قصفها على حي الزيتون، جنوب شرقي مدينة غزة.

شن جيش الاحتلال الإسرائيلي قصفًا بريًا وجويًا استهدف مناطق مختلفة من قطاع غزة في اليوم الـ349 من العدوان

وأعلن الدفاع المدني في غزة عن استشهاد أحد عناصره برفقة زوجته الحامل في قصف إسرائيلي استهدف منزلهما بمنطقة الفاخورة في مخيم جباليا، شمالي قطاع غزة.

وشن طيران الاحتلال غارة على جنوب مدينة غزة، شمالي القطاع، فيما استهدف قصف لطيران الاحتلال منزلًا في شارع النديم بحي الزيتون، جنوب شرقي مدينة غزة.

وارتفع عدد الشهداء منذ بدء العدوان على غزة في السابع من تشرين الأول/أكتوبر الماضي إلى 41272 فلسطيني وفلسطينية، فضلًا عن إصابة 95551 آخرين، وذلك في حصيلة غير نهائية، إذ لا يزال آلاف الضحايا تحت الركام وفي الطرقات، ولا تستطيع طواقم الإسعاف والإنقاذ الوصول إليهم.

قوات الاحتلال تنهي اقتحام بلدة الفوار في الخليل

في الضفة الغربية المحتلة، أفادت وكالة "وفا"، بأن قوات الاحتلال اقتحمت مدينة قلقيلية من مدخليها الشرقي والشمالي، وجابت عدة أحياء فيها، خصوصًا أحياء: السوق، وكفر سابا، والنقار، بالإضافة إلى اقتحام قوات الاحتلال قرية جيوس شرق قلقيلية، وأضافت أن عملية الاقتحام أسفرت عن اعتقال 13 فلسطينيًا.

ونقلت وكالة "وفا" عن مصادر أمنية، أن قوات الاحتلال داهمت بلدة اذنا غرب الخليل وسط إطلاق النار وقنابل الصوت والغاز السام، دون أن يبلغ عن اعتقالات، كما شنت قوات الاحتلال عمليات دهم لعدة أحياء في مدينة الخليل.

وبحسب "وفا"، نصب جيش الاحتلال عدة حواجز عسكرية على مداخل البلدات القريبة من الشارع الالتفافي ومداخل البلدات مع مدينة الخليل، وشدد من إجراءاته العسكرية على مدخل مخيم الفوار، فضلًا عن احتجاز المواطنين الخارجين من المخيم إلى أعمالهم والتنكيل بهم.

من جهة ثانية، قال موقع "العربي الجديد"، إن قوات الاحتلال أنهت اقتحامها مخيم الفوار جنوب الخليل جنوبي الضفة الغربية، الذي استمر نحو 14 ساعة، أمس الأربعاء، مشيرًا إلى أن هذه المرة الأولى التي يقتحم فيها الاحتلال أحد مخيمات جنوبي الضفة بطول المدة منذ سنوات طويلة.

وبحسب "العربي الجديد"، نفذ الاحتلال عمليات تفتيش للمنازل وحوّل بعضًا منها إلى "ثكنة عسكرية" للجنود، إضافة إلى إخضاع أهالي مخيم الفوار لتحقيق ميداني، وتنفيذ حملة اعتقالات، فضلًا عن إطلاق نار بشكل عشوائي في أزقة المخيم، ومنع الحركة والتنقل.

وأوضح "العربي الجديد"، أن الاقتحامات تركّزت على منازل ذوي الشهداء والأسرى، وعلّق الجيش ملصقات ومنشورات على جدران المنازل والمخيم تحمل تهديدات بالقضاء على من يقاوم الاحتلال، أو يحمل حجرًا ويهاجم فيه جنوده.

وقال "العربي الجديد"، إن قوات الاحتلال اعتقلت، اليوم الخميس، الصحفي الفلسطيني، مجاهد السعدي، بعد اقتحام منزله في مدينة جنين شمال الضفة الغربية، والاعتداء عليه بالضرب.

لا مثيل لمستوى الدمار والقتل في غزة

إنسانيًا، قال الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش في تصريح لـ"العربي الجديد"، أمس الأربعاء، إن "مستوى القتل والدمار الذي نراه في غزة غير مسبوق ولم أرَ له مثيلًا منذ بدء ولايتي أمينًا عامًا"، مضيفًا أن "الانتهاكات للقانون الدولي الإنساني غير مقبولة، وقد أدنت ذلك مرات عديدة".

وأشار الأمين العام كذلك إلى إدانته عملية "طوفان الأقصى" التي نفذتها حركة المقاومة الإسلامية "حماس" في السابع من تشرين الأول/أكتوبر الماضي، لكنه أضاف مستدركًا أن "ما يحدث الآن في غزة غير مقبول على الإطلاق، وأنا أتابع مداولات محكمة العدل الدولية بهذا الخصوص باهتمام كبير".

وجاءت تصريحات غوتيريش خلال مؤتمر صحافي عقده، في مقر الأمم المتحدة في نيويورك، قبل افتتاح أعمال الجمعية العامة رفيعة المستوى في دورتها الـ79 بحضور قادة الدول، يوم الثلاثاء، المقبل.

ورداً على سؤال لـ"العربي الجديد" عن موقفه من توريد الأسلحة إلى "إسرائيل"، وخصوصًا في ظل استشهاد أكثر من 41 ألف فلسطيني أغلبهم من المدنيين في غزة، قال غوتيريش: "ليس لدي وهم (في أن توريد الأسلحة لإسرائيل سيتوقف) إذا نظرنا للوضع اليوم والقرارات التي تتخذ من القوى (الدول) ذات الصلة، وهذا ما جعل الوضع على ما هو عليه".

وبخصوص ما يقصده بأنه "ليس لدي وهم" في أن توقف دول فاعلة توريدها للسلاح، وأن ذلك يجب ألا يعني ألا يستخدم "سلطته الأخلاقية" ويتحدث عن ذلك، قال: "لا أعتقد أن ذلك سيحدث، وأركز على الأمور التي أعتقد أنه يمكننا إحداث تغيير فيها".

قرار أممي يطالب "إسرائيل" بالانسحاب من الأراضي المحتلة

وفي السياق، وافقت الجمعية العامة للأمم المتحدة، أمس الأربعاء، على أول مشروع قرار تقدمه المندوبية الدائمة لفلسطين في الأمم المتحدة، والذي يطالب بانسحاب "إسرائيل" من الأراضي المحتلة خلال 12 شهرًا، وحظي القرار بموافقة 124 صوتًا مقابل 14 صوتًا ضد القرار، وامتنعت 43 دولة عن التصويت.

وتم التصويت على مشروع القرار في جلسة خاصة طارئة بعنوان "الإجراءات الإسرائيلية غير القانونية في القدس الشرقية المحتلة وبقية الأراضي الفلسطينية المحتلة"، وجاء في مشروع القرار: "نطالب إسرائيل بإنهاء وجودها غير القانوني في الأراضي الفلسطينية المحتلة دون مزيد من التأخير، وأن تحقق ذلك في غضون 12 شهرًا تعقب الموافقة على القرار".

وبالإضافة إلى مطالبة "إسرائيل" بإنهاء الاحتلال بموجب قرارات محكمة العدل الدولية، ينص مشروع القرار أيضًا على وجوب إنهاء إسرائيل أنشطتها الاستيطانية الجديدة، والانسحاب من جميع المستوطنات، وأن تعوض "تل أبيب" الأضرار التي أحدثتها في الأراضي الفلسطينية المحتلة.

كما طالب مشروع القرار "جميع الدول الأعضاء بالوفاء بالتزاماتها بموجب القانون الدولي"، ودعم حق فلسطين في تقرير مصيرها، وعدم قبول الوضع غير القانوني الذي خلقته "إسرائيل"، وعدم مساعدة "إسرائيل"، وفرض العقوبات اللازمة.

وردًا على سؤال صحفي عن تصويت الجمعية العامة للأمم المتحدة، قال غوتيريش: "نحن ملتزمون قرارات محكمة العدل الدولية ونحترمها، ويجب أن تحترم من قبل الجميع بما فيها الفتاوى الصادرة عن محكمة العدل الدولية"، وأضاف: "سأنفذ أي قرارات صادرة عن الجمعية العامة في هذا السياق دون شك".