23-سبتمبر-2024
اليوم الـ353

فلسطينيون يتفقدون مدرسة استهدفها الاحتلال في غزة (رويترز)

في اليوم الـ353 من العدوان المستمر على مختلف أنحاء قطاع غزة، واصل جيش الاحتلال الإسرائيلي استهداف المباني والأحياء السكنية برًا وجوًا، وسط تحذيرات من خروج جميع المرافق الصحية عن الخدمة خلال عشرة أيام، فيما كشفت تقارير عبرية أن حكومة الاحتلال تدرس إخلاء شمال القطاع من السكان تمهيدًا لإعلانه منطقة عسكرية.

وفي التفاصيل، قالت وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية "وفا" نقلًا عن مصادر محلية، إن طائرات الاحتلال استهدفت منزلًا في محيط مستشفى "شهداء الأقصى" بدير البلح، وسط قطاع غزة، ما أدى إلى استشهاد أربعة أطفال ووالدتهم، فضلًا عن إصابة آخرين.

كما أطلقت مروحيات الاحتلال النار تجاه منازل المواطنين في حي الزيتون جنوب شرق مدينة غزة، في حين جددت مدفعية الاحتلال قصفها العنيف للأحياء الجنوبية الغربية لمدينة غزة.

واصل جيش الاحتلال الإسرائيلي استهداف المباني والأحياء السكنية برًا وجوًا لليوم الـ353 من العدوان المتواصل على غزة، وسط تحذيرات من خروج جميع المرافق الصحية عن الخدمة خلال عشرة أيام

وقال موقع "العربي الجديد" نقًلا عن وسائل إعلام فلسطينية، إن ثلاثة أشخاص استشهدوا، وأصيب آخرون في قصف طائرات الاحتلال المروحية مدرسة "خالد بن الوليد" التي تؤوي نازحين شرق مخيم النصيرات، وسط قطاع غزة.

وشنت طائرات الاحتلال غارة عنيفة استهدفت منطقة قيزان النجار جنوب شرق خانيونس، جنوبي قطاع غزة، فيما استهدف القصف المدفعي لجيش الاحتلال حي الصبرة، جنوبي مدينة غزة، فضلًا عن تحليق الطيران الحربي على ارتفاع منخفض في أجواء مدينة غزة.

كما قصفت مدفعية جيش الاحتلال محيط شركة كهرباء الشمال شرق مخيم النصيرات، وسط قطاع غزة، فضلًا عن شن مقاتلات الاحتلال غارة استهدفت محيط شارع شبير غرب كراج رفح في مدينة خانيونس، جنوبي قطاع غزة.

وكانت وزارة الصحة الفلسطينية، قد حذرت، أمس الأحد، من توقف المولدات الكهربائية خلال عشرة أيام، في جميع المرافق الصحية في قطاع غزة نتيجة لعدم توفر الزيوت والفلاتر وقطع الغيار الخاصة بالمولدات، الأمر الذي يشكّل خطورة كبيرة على حياة المرضى، لا سيما في الأقسام الحساسة كالعمليات والعنايات المركزة، وحضانات الأطفال.

 وارتفع عدد الشهداء منذ بدء العدوان على غزة في السابع من تشرين الأول/أكتوبر الماضي إلى أكثر من 41431 ألف فلسطيني وفلسطينية، فضلًا عن إصابة أكثر من 95818 ألف آخرين، وذلك في حصيلة غير نهائية، إذ لا يزال آلاف الضحايا تحت الركام وفي الطرقات، ولا تستطيع طواقم الإسعاف والإنقاذ الوصول إليهم.

الاحتلال يدرس إعلان شمال غزة منطقة عسكرية

وفي السياق، نقلت وسائل إعلام إسرائيلية، أمس الأحد، عن رئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو، أن حكومة الاحتلال تدرس خطة لاستخدام أساليب تفرض بموجبها حصارًا على حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية "حماس" في شمال قطاع غزة، وفقًا لوكالة "رويترز".

وبحسب "رويترز"، تنص الخطة، التي نشرها قادة عسكريون متقاعدون في جيش الاحتلال، وطرحها بعض أعضاء الكنيست في وقت سابق من الشهر الجاري، على إجلاء المدنيين الفلسطينيين من شمال غزة التي سيتم إعلانها بعد ذلك منطقة عسكرية مغلقة.

ويزعم قادة الاحتلال أن الخطة تهدف إلى محاصرة نحو خمسة آلاف من مقاتلي "حماس" للضغط عليهم لاستسلامهم، وبحسب إذاعة جيش الاحتلال، فإن نتنياهو أبلغ المشرعين في لجنة الشؤون الخارجية والدفاع بالكنيست بأن الخطة قيد الدراسة، مشيرًا إلى أن الخطة "منطقية"، وأنها "واحدة من الخطط التي يجري النظر فيها ولكن هناك خطط أخرى أيضا".

إلى ذلك، قالت القناة الـ13 العبرية، إن جيش الاحتلال يفحص احتمال اغتيال رئيس المكتب السياسي لـ"حماس"، يحيى السنوار، في إحدى الغارات الإسرائيلية، مشيرةً إلى أن هذا الاحتمال ضعيف حاليًا، وأضافت أن مسؤولين كبار في جيش الاحتلال لم تسمهم، قالوا إنه "لا توجد أي معلومات (استخباراتية) تفيد بتصفية السنوار".

اقتحام مدن وبلدات عدة في الضفة المحتلة

وفي الضفة الغربية المحتلة، أفادت مصادر محلية لوكالة "وفا"، بأن جيش الاحتلال اقتحم مخيم قلنديا، شمال شرق القدس المحتلة، اليوم الاثنين، وسط إطلاق الرصاص وقنابل الغاز السام، واستولى على تسجيلات كاميرات مراقبة.

وقالت مصادر محلية لـ"وفا"، إن قوات الاحتلال اقتحمت، اليوم الاثنين، بلدة قراوة بني حسان، غرب سلفيت، تخلله دهم لعددٍ من المنازل في البلدة، وأشارت المصادر إلى أن قوات الاحتلال أغلقت البوابة الحديدية المقامة على الشارع المؤدي للقرى الغربية لمحافظة سلفيت، قرب بلدة قراوة بني حسان.

إلى ذلك، اقتحمت قوات الاحتلال مدينة الخليل جنوبي الضفة الغربية، وسط مواجهات عنيفة، وبحسب "وفا"، فإن قوات الاحتلال اقتحمت أحياء من مدينة الخليل من بينها عيصى، والفحص، والمنطقة الجنوبية من المدينة، دون أن يبلغ عن اعتقالات.

الاتحاد الأوروبي يدعو إلى تطبيق القرار الأممي 1701

وعلى المستوى الدبلوماسي، قال الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية جوزيب بوريل، أمس الأحد، إن "الاتحاد الأوروبي يشعر بقلق بالغ إزاء التصعيد في لبنان، عقب الهجمات التي وقعت الجمعة في بيروت، حيث قتل ثلاثة أطفال على الأقل، وتصاعد العنف عبر الحدود بين إسرائيل وحزب الله".

وأكد الدبلوماسي الأوروبي أن "وقف إطلاق النار أمر ملح، سواء عبر الخط الأزرق (الفاصل بين الأراضي المحتلة ولبنان) أو في غزة"، مشددًا على أن "المدنيين على الجانبين (في الأراضي المحتلة ولبنان) يدفعون ثمنًا باهظًا، وسيكونون الأكثر معاناة في حرب شاملة لا بد من تجنبها من خلال جهود الوساطة الدبلوماسية المكثفة والمتجددة".

وأشار بوريل إلى أن وقف الحرب في لبنان وغزة سيكون "على رأس" جدول أعماله في اجتماعات الدورة الـ79 للجمعية العامة للأمم المتحدة، مجددًا الدعوة إلى "التنفيذ الكامل والمتكافئ لقرار مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة رقم 1701".

وكان مجلس الأمن قد تبنى في آب/أغسطس 2006 القرار رقم 1701، ودعا القرار إلى إيجاد منطقة بين الخط الأزرق (الفاصل بين لبنان وإسرائيل) ونهر الليطاني جنوب لبنان، تكون خالية من أي تواجد عسكري، باستثناء الجيش اللبناني وقوات "يونيفيل" الأممية.